مجلس البحث العلمي يدشن برنامج قاعدة بيانات حشرة دوباس النخيل

◄ الساجواني: النخلة مرتبطة بالإنسان العماني.. والحفاظ عليها تحد مشترك

◄ الهنائي: المشروع يهدف للاستفادة من الخبرات في مكافحة الآفة

مسقط - مُحمَّد الرزيقي - عبدالله الراشدي

دشَّن مجلس البحث العلمي، أمس، قاعدة بيانات البرنامج البحثي للإدارة المتكاملة لحشرة دوباس النخيل، تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية، وبحضور عدد من أصحاب السمو والسعادة الوكلاء أعضاء اللجنة التوجيهية للبرنامج البحثي، الذي ينفذه المجلس بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية.

وقال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني: إنَّ المشروع البحثي في غاية الأهمية؛ حيث إن حشرة دوباس النخيل لها أضرار اقتصادية؛ مما يستلزم تكثيف الجهود لمكافحة هذه الحشرة.. معتبرا أنَّ مشروع بناء قاعدة البيانات سوف يساعد كل الفرق العاملة في هذا المجال للاستفادة من هذه البيانات، ونأمل خلال الفترة المقبلة مع انتهاء هذا المشروع أن يتم تحجيم أضرار هذه الحشرة الضارة، وستكون قاعدة البيانات متوفرة للباحثين سواء من داخل السلطنة أو من خارجها.

وأضاف الساجواني بأن النخلة مرتبطة بالإنسان وبالتاريخ العماني ارتباطا وثيقا بكل مكوناته؛ وبالتالي فإن الحفاظ على النخيل وإنتاجها همٌّ مشترك وتحدٍّ مشترك، ونأمل من الجميع التعاون للقضاء على هذه الآفة الضارة.

ومن جانبه، قال سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي، إنَّ مشروع البرنامج البحثي للإدارة المتكاملة لحشرة دوباس النخيل من أوائل البرامج البحثية الموجهة بمجلس البحث العلمي، والذي يهدف للاستفادة من الخبرات المحلية والدولية في مجال مكافحة هذه الآفة.

وأضاف سعادة الدكتور هلال الهنائي بأن الباحثين هم بحاجة مستمرة للمعلومات ولمعرفة نتائج البحوث والدراسات السابقة التي أجريت في هذا المجال، كذلك توفر قاعدة البيانات البحوث التي نفذتها وزارة الزراعة والثروة السمكية، إضافة إلى البحوث التي نفذتها الكليات والجامعات بالسلطنة التي تساعد في إيجاد الحلول العلمية المناسبة لمعالجة هذه الآفة.

وقال سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية رئيس اللجنة التوجيهية للبرنامج، إنَّ البرنامج الإستراتيجي لحشرة دوباس النخيل هو أحد البرامج البحثية المهمة في السلطنة؛ لكون النخلة هي المحصول الرئيسي في السلطنة، وحشرة دوباس النخيل إحدى الآفات التي تؤثر سلبا على إنتاجية النخيل في السلطنة.

وأشار سعادته إلى جهود وزارة الزراعة والثروة السمكية لمكافحة هذه الحشرة، إلى أنَّه تم الانتهاء من الرش الجوي للجيل الربيعي من الحشرة بمساحة تقدر بـ20 ألف فدان؛ وذلك عن طريق استخدام مبيدات صديقه للبيئة.

ولفت سعادته إلى أن البرنامج البحثي يشتمل على أكثر من جانب، ويركز البحث بشكل أساسي على ما يُعرف بالأعداء الحيوية لبعض الحشرات التي تقوم بالقضاء على حشرة دوباس النخيل، أو تتغذى عليها؛ وبالتالي فإن مهمة المختصين تقوم بالبحث عن آلية إكثارها مخبريا؛ وذلك للقضاء على حشرة دوباس النخيل (المتق)، والبحث عن مبيدات أخرى تساعد في القضاء على الحشرة، والبحث عن تقنيات الاستشعار عن بُعد أو استخدام نظام المعلومات الجغرافية في طرق مكافحة الحشرة.

كما قدَّم الدكتور عبدالمنعم مختار مدير البرنامج البحثي الإستراتيجي للإدارة المتكاملة لحشرة دوباس النخيل، عرضا مرئيا حول البرنامج؛ تحدث فيه عن الهدف من إنشاء قاعدة البيانات؛ وذلك لتجميع وتوثيق كل المعلومات المتوفرة عن الحشرة في حيز متجدد يمكن للباحثين والمهتمين الوصول إليه، إضافة إلى توفير قاعدة بيانات رقمية كمستودع لكل ما يتعلق بحشرة الدوباس تستخدم كأساس لمتطلبات الدراسات والبحوث العلمية في هذا المجال.

وأضاف عبدالمنعم بأنَّ قاعدة البيانات تتكون من محرك بحث به مواد علمية تحتوي على ملخصات لأبحاث ودراسات علمية تتعلق بدوباس النخيل كذلك تحتوي على مواد إعلامية يتم فيها توضيح أبعاد المشكلة وكل ما يتعلق بالفعاليات والأنشطة المتعلقة بالدوباس، إضافة إلى صفات تفاعلية يتم فيها النقاش بين المستخدمين فيما يتعلق بالدراسات والمعلومات المتعلقة بدوباس النخيل وتوثيق للمعلومات التي تم التوصل إليها.

وقد تمَّ إنشاء قاعدة البيانات عبر عدد من الخطوات؛ منها: تجميع البيانات وتوثيقها وتصنيف وتقييم أهمية البيانات التي تم تجميعها، وكذلك تهيئة المحتوى الإلكتروني للبيانات ودراسة وتحديد متطلبات الوضع المنشود، إضافة إلى تهيئة البيانات غير المنظمة لعملية التحليل، وأخيرا تطوير النظام المتكامل للمحتوى. كما اشتملت قاعدة البيانات على 72 ورقة علمية و12 كتابًا متخصصًا و45 تقريرًا حكوميًّا رسميًّا و9 نشرات إرشادية و8 رسائل ماجستير ودكتوراة و8 مواد إعلامية و12 بيانات رقمية وملخصات، إضافة للعديد من مواد الوسائل المتعددة من عروض وصور وفيديو ومواد علمية من 16 دولة.

والجدير بالذكر أنَّ البرنامج البحثي الإستراتيجي لحشرة دوباس النخيل هو أحد البحوث الإستراتيجية التي ينفذها مجلس البحث العلمي بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية؛ وذلك بهدف تطوير وتعزيز إستراتيجية مستدامة لإدارة مشكلة الدوباس، والتقليل إلى أدنى حد من الآثار الضارة للمبيدات على صحة الإنسان والبيئة. ويشمل هذا البرنامج 6 مشاريع بحثيه؛ منها: بحث حول حالة المقاومة والتحمل والحساسية للمجموعات السكانية لحشرة دوباس النخيل تجاه المبيدات الحشرية المستخدمة في سلطنة عمان، تنفذه وزارة الزراعة والثروة السمكية، ومشروع بحثي آخر بعنوان تطوير إستراتيجية الإدارة المتكاملة لحشرة دوباس النخيل في سلطنة عمان؛ يهدف إلى تقييم وضع الأعداء الحيوية المعروفة والمحتملة من داخل السلطنة وخارجها والعمل على استغلالها ومشروع بعنوان من الذي يأكل دوباس النخيل؟ توصيف للمكافحة البيولوجية من خلال التحليل الجزيئي للقناة الهضمية الذي تنفذه جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع جامعة كنتاكي، ومشروع بحثي آخر حول نمذجة بيئة وكثافة حشرة الدوباس في سلطنة عمان بالاعتماد على العلاقات بين حشرة الدوباس والعوامل البشرية والبيئية والمناخية الذي تنفذه جامعة نيوإنجلاند، بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، ومشروع المفاهيم الحيوية والبيئية لحشرة دوباس النخيل ولأعدائها الطبيعية ومشروع الدراسات الاجتماعية-الاقتصادية لإصابات الدوباس، والإدارة المتكاملة للآفة، وجارٍ مناقشة المقترح مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).

تعليق عبر الفيس بوك