افتتاح المقر الجديد لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة لتوفير بيئة محفزة لرواد الأعمال

السنيدي: التوسع في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يُسهم في تنويع مصادر الدخل

خالد الزبير : المقر الجديد للمركز يتواءم مع متطلبات رواد الأعمال

الرؤية - أحمد الجهوري

افتتح مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة أمس مكاتبه الجديدة بمقره ببيت الزبير بولاية مسقط تحت رعاية معالي الدكتور المهندس علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة وبحضور مجموعة من أصحاب السعادة ورجال الأعمال وأعضاء مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة.

ويأتي افتتاح المكاتب الجديدة تأكيدًا على إستراتيجية مؤسسة الزبير ورؤيتها في دعم المشاريع الصغيرة تماشيا مع ما تشهده السلطنة من مرحلة تكثف فيها دعم رواد الأعمال أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة تنفيذا للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - رغبة في تنمية الاقتصاد الوطني.

وعبر معالي الدكتور المهندس علي بن مسعود السنيدي عن سعادته بالمبادرة وقال: إنها مبادرة تنطلق من القطاع الخاص لتلبي احتياجات دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهي مبادرة تسجل للقائمين عليها، وستفتح الطريق لمؤسسات خاصة أخرى لكي تحذو حذوهم وتتعلم من تجربتهم، ومن خلال اطلاعنا على نماذج رواد الأعمال الموجودين بالمركز لاحظنا وجود شباب يفكرون خارج الإطار المعتاد حيث إنهم خرجوا من المنتجات النمطية وبدأوا بالبحث في أعمالهم بالتصميم أو نوع تقديم الخدمة، حيث إنّه لا يمكن أن ننافس إلا إذا قدمنا خدمات غير نمطية تذهب إلى ما هو أبعد مما هو مقدم خلال السنوات الماضية من مبادرات الشباب.

وأضاف معاليه: أن الانتقال إلى العمل بالقطاع الخاص خطوة كبيرة وفيها نوع من المخاطرة، وبذلك يجب ألا نقنع أنفسنا بأنه لا توجد مخاطرة بأعمالنا التجارية الخاصة، ولا يمكن أن يخلو العمل التجاري من نسبة معينة من المجازفة لأنه بناء على حجم المخاطرة تكون الأرباح.

وتابع معاليه:إن ما تقوم به هذه المراكز وصندوق الرفد والمؤسسات الحكومية الآن هو محاولة جادة لتقليل حجم تلك التحديات.

وقال : إن أكبر أوجه تنوع مصادر الدخل يتمثل في التوسع بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكل ما توسعنا نستطيع أن نخلق شركات بمقدورها أن تكبر. وأضاف: نلاحظ أن أغلب الشباب اتجهوا إلى قطاع الخدمات وهذا القطاع يعتبر غير عابر للحدود في بدايته ونسبة المخاطرة بالمنافسة الأجنبية تعتبر قليلة.

واختتم معاليه قائلاً: في المرحلة المقبلة سنلاحظ توجها جديدا بانتقال الأفراد أصحاب المؤسسات الصغيرة إلى مؤسسات متوسطة قابلة للتصدير، والتظاهرات الاقتصادية التي تحدث دائمًا في السلطنة وخارجها تعلم تلك المؤسسات بالتوجه إلى خارج حدود السلطنة وشهدنا ذلك بمعرض الدوحة ومعرض دبي وسنشهد ذلك بإذن الله في معرض إكسبو بميلان.

بيئة محفزة لرواد الأعمال

وعلق خالد بن محمد الزبير عضو مجلس الإدارة المنتدب بمؤسسة الزبير قائلا: إن مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة انطلق قبل عامين ليضم بين جنباته رواد الأعمال أصحاب المشاريع الصغيرة مهيئاً لهم بيئة عمل تمنحهم الثقة بالنفس وتوفر لهم مساحة واسعة من التوجيه والإرشاد والنقد البناء، ومع مرور الوقت أخذ هذا المركز يكبر وتتسع واجباته وينمو أعضاؤه نموا جعل مؤسسة الزبير تشعر بالفخر بهم ونحن نشاهد مجموعة من المشاريع الناجحة في سوق العمل. وأضاف: فكلما بلغ المركز نجاحا ازدادت المسؤولية على فريق العمل بمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، وتضاعفت واجباتهم تجاه الوطن من خلال الاعتناء بأصحاب المشاريع الصغيرة، فلذلك وضع المركز على عاتقه حملا أكبر بما يحقق رؤيته واستراتيجيته التي انطلق بها، فكان مشروعنا لهذا اليوم وهو افتتاح مقر جديد للمركز يتواءم مع متطلبات رواد الأعمال بصورة أكبر للنهوض بمشاريعهم والوقوف على أرض صلبة وتأسيس قوي من البنيان ليستكملوا مشوارهم العملي في سوق العمل وهم على خبرة واسعة ودراية أفضل وأكثر نفعا لهم.

تجربة ناجحة

وقالت كاذية بنت حامد النبهانية، مديرة مدرسة جنائن الحمراء الخاصة وإحدى أعضاء مركز الزبير الفائزين ببرنامج الدعم المباشر: منذ الصغر ونحن ندرس أن تسعة أعشار الرزق في التجارة، كبرنا وأيقنا أن التوجه إلى مجال هذا الرزق لا يكفي ما لم يكن مستندا على مجموعة من المعارف والقيم، وأدركنا ما نحتاج إليه ليكون الواحد منّا رائد أعمال ناجح، وصرنا نملك بعد نظر أبعد من مجرد مصدر رزق لنا ولعائلتنا، فاليوم نستطيع أن نجعل من أهدافنا في تأسيس أية فكرة في مجال المؤسسات الصغيرة حقيقة، بما يخدمنا وعائلاتنا ويخدم وطننا من خلال إسهاماتنا الفاعلة بأن نكون داعمين لتنمية اقتصادنا الوطني". وأضافت: "اليوم نحن على يقين تام بأن أعضاء مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، رواد الأعمال، على دراية تامة بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل أن نساهم في بناء وطننا عمان، وأن نستمر في النجاح. فبفضل ما نتلقاه من الاهتمام والتوجيه والإرشاد أصبحنا لا نكتف بأن نكون على سفح الجبل نسأل عن شاغر في القمة، بل صار طموحنا أن نعتلي القمة بحثاً عن قمة أخرى تأتي بعدها.

تجهيزات متكاملة

جاء الانتقال إلى المكاتب الجديدة لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة تلبية للمتطلبات التي يحتاجها أعضاء المركز، وتأكيدا على تحقيق استراتيجيته ورؤيته في دعم رواد الأعمال أصحاب المشاريع الصغيرة. فلقد أعدت المكاتب والمرافق الجديدة بكل ما تتطلبه المكاتب العصرية الحديثة لرائد الأعمال ليتمكن من إنجاز عمله بالصورة التي تضمن له النجاح والاستمرارية.

وقد كان للموقع دوره في تكامل الفكرة في مجال خدمة المجتمع، حيث إن المقر الجديد أصبح ببيت الزبير الذي يعد مجمعاً ثقافياً يضم العديد من المنوعات التي تخدم المشهد الثقافي العماني، كما له جانب من الاهتمام بالمواهب العمانية الشابة في مختلف مجالات الفنون والأدب والفكر، وبذلك تكتمل الحلقة بوجود مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة في المكان ذاته الذي يحتضن مشهداً ثقافياً عمانياً متنوعاً.

كما راعت المكاتب الجديدة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فخصصت لهم المرافق التي تتيح لهم فرصة أوسع للمشاركة مع زملائهم من رواد الأعمال وتمنحهم أريحية للوصول إلى مكاتبهم واستثمار وقتهم في إنجاز أعمالهم وفق رؤية حديثة للاهتمام بهذه الفئة التي يجب أن يكون لها دور ملموس في مجال ريادة الأعمال داخل السلطنة. حيث قام مركز الأيادي البيضاء للتقنيات المساعدة والتأهيل، وهو أحد أعضاء مركز الزبير المتميزين، بتقديم خدمات استشارية في المرحلة التجهيزية لمكاتب مركز الزبير الجديدة، بحيث تم تنفيذ جميع مرافق المركز وفق أفضل المعايير في هذا الصدد. ويذكر أن مركز الأيادي البيضاء هو واحد من الأعضاء الفائزين ببرنامج الدعم المباشر لمركز الزبير في نسخته الثانية للعام الحالي.

فكرة المركز

انطلقت فكرة إنشاء مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة منذ سنتين، وقد جاءت لتترجم التوجيهات السامية لجلالته - حفظه الله ورعاه- بضرورة تكثيف الاهتمام والعناية بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة لما لها من دور فاعل في تنمية اقتصاد السلطنة، فتنفيذا لتلك التوجيهات قامت مؤسسة الزبير بإنشاء مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة فوضعت الرؤية والرسالة للمركز وهيأت المكان المناسب وهيكلته بما يخدم رواد الأعمال أصحاب المشاريع الصغيرة وقد حقق المركز خلال السنتين نجاحا ملموسا حيث ضم في عضويته أكثر من 240 عضوا وعضوة من أصحاب المشاريع الصغيرة وهيأ لهم حاضنة لأفكارهم ومشاريعهم وأمدهم بالاستشارة المجانية في الجوانب الإدارية والقانونية والمالية كما أمدهم بمجموعة من الخبراء والاستشاريين الذين لهم الخبرة والتجربة في مجالات مختلفة من مجالات ريادة الأعمال، وأوجد لهم موقعا متخصصا على الشبكة الدولية للمعلومات للبقاء على تواصل ومعرفة بكل المستجدات لما فيه فائدتهم.

الدعم المباشر

ومع أنّ فكرة مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة تعتمد على آلية النصح والتوجيه والإرشاد وإعداد الدراسات وكيفية التغلب على المشكلات وعلى خلق روح التنافس في إيجاد الأفكار المبتكرة الخلاقة وكيفية إنعاش فرص النجاح في المشاريع الصغيرة الجديدة وخلق الشراكات التي يحتاجها كل مشروع إلا أنه إضافة إلى ذلك ومن باب المزيد من التنافسية بين أصحاب المشاريع الصغيرة من أعضاء مركز الزبير أوجد برنامج الدعم المباشر الذي يقوم على معايير محددة ومقننة تضمن للفائزين بالبرنامج الحصول على دعم مباشر مبني على جودة الفكرة وحداثتها وطريقة تنفيذها على أرض الواقع ومدى جدية صاحبها والتزامه بالعمل الجاد لإظهارها إلى الوجود. وقد مرت سنتان على برنامج الدعم المباشر استفاد منه ثمانية عشر رائد أعمال كان لهم السبق المستحق في الحصول على الدعم المباشر.

البرامج التدريبية

لم يقتصر دعم مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة لأعضائه على توفير أهل الخبرات والتجارب من رجال الأعمال، بل تعدى ذلك إلى توفير كثير من الورش العملية واللقاءات الحوارية، قدمها المركز بواسطة مجموعة من الخبراء المختصين من داخل السلطنة وخارجها مما مكن أعضاء المركز من الالتقاء ببعض رجال الأعمال من خارج السلطنة والتعرف على طرق النجاح التي اتبعوها في مشاريعهم وكيفية التغلب عليها منطلقين بذلك من المحلية إلى العالمية، كما ساهمت تلك الورش العملية في التدريب العملي جنباً إلى جنب مع الدراسة النظرية وعلى خط متوازٍ حتى يكون رائد الأعمال على وعي أكبر بكيفية المضي قدماً بمشروعه الصغير في مجال الأعمال الخاصة.

يذكر أنّ مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة عقد مجموعة من الشراكات مع بعض المؤسسات الوطنية الرائدة من القطاعين العام والخاص من داخل وخارج السلطنة، تعنى بدعم رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتتشارك مع المركز في رؤيته لتقديم كل منفعة متكاملة لهم.

تعليق عبر الفيس بوك