مشاهدون: الدراسة الأكاديمية لا تصنع وحدها مذيعا ناجحا.. والسر في الموهبة

 

 

الحارثي: نجاح شباب المذيعين مرتبط بمدى قدرتهم على التفاعل الإيجابي مع ضيوفهم

الرواحي: التقديم الإذاعي والتلفزيوني موهبة تحتاج إلى تنمية وصقل بالقراءة والاطلاع

الجابرية: كثير ممن درسوا الإعلام أكاديميا لم يحققوا نجاحا عمليا لافتقارهم إلى الموهبة

 

 

الرؤية - محمد قنات

 

أكد عدد من المشاهدين والمستمعين أنّ العلم وحده لا يصنع برامج تليفزيونية وإذاعية ناجحة، وأن الإعلامي يحتاج دائما إلى موهبة وقبول لدى المشاهدين والمستمعين لضمان النجاح، وأشاروا في الوقت نفسه إلى أنّ الموهبة دون إطلاع وحرص على القراءة في مختلف المجالات تحرم الإعلامي من تقديم برامج ذات محتوى جاد، خصوصاً وأن البرامج الثقافية والسياسية والحوارية على اختلاف موضوعاتها تحتاج إلى مذيع ومقدم برامج يتميز بسعة الاطلاع ليتمكن من محاورة ضيوفه المتخصصين ولا يكون مجرد ناقل لأسئلة معدة مسبقاً. وقالوا إنّ أهم الفروق بين قدامى المذيعين ومقدمي البرامج من الشباب هي الخبرة في التعامل مع الكاميرا والتفاعل مع جمهور المشاهدين، لكن يتميز الشباب بقدرتهم على التعامل بسهولة مع التقنيات الحديثة في مجال التصوير والإخراج والتقديم.

 

وقال سعيد بن ناصر الحارثي إن المذيعين ومقدمي البرامج التلفزيونية يمثلون واجهة إعلامية للبلد، وينقلون انطباعا ما لدى متابعيهم عبر الشاشات في مختلف دول العالم، لذلك يجب الاهتمام بالرقي في التعامل مع الضيوف أمام الكاميرات فضلا عن الالتزام بارتداء ما يتناسب مع ثقافة مجتمعاتنا. وأشار إلى أن تقديم البرامج موهبة خالصة، لكن في الوقت نفسه لابد من صقل تلك الموهبة بالدراسة والقراءة العامة، لأن الإعلامي الذي يرغب في الاستفادة من موهبته عليه أولاً تطوير قدراته العلمية والثقافية بالقراءة والدراسة حتى يكون قادرا على المشاركة في العديد من البرامج التي تتناول مختلف المجالات.

وأشار الحارثي إلى أنّ نجاح شباب المذيعين مرتبط بتفاعلهم الإيجابي مع ضيوفهم ومشاهديهم وتناول الموضوعات التي تحظى بأهمية لدى متابعيهم. وأكد أنّ الفارق بين قدامى المذيعين ومقدمى البرامج من الشباب يكمن في الخبرة في التعامل مع الكاميرا والضيوف.

 

وقال محمد الرواحي إنّ التقديم الإذاعي والتلفزيوني موهبة تحتاج إلى تنمية وصقل من خلال التعلم والقراءة والاطلاع على مختلف العلوم، مشيرا إلى أن قطاعات الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون شهدت تطورا ملحوظا خلال الفترة الماضية، وهو ما ظهر من خلال منح مزيد من الفرص للشباب لإبراز مواهبهم في التقديم وإعداد البرامج وأثبتوا جدارتهم وقدرتهم في الكثير من البرامج الحوارية والمنوعة والإخبارية، واستطاعوا جذب انتباه المستمع والمشاهد بعد الممارسة والتمرن الجيد، خصوصا وقد أدركوا منذ البداية ضرورة أن يكون الإعلامي على قدر كبير من الثقافة لأن المشاهد والمستمع يمكنه أن يأخذ انطباعا عن المذيع من أول حلقة.

 

وأعرب الرواحي عن أمله في منح مزيد من الثقة للشاب العماني في مجال إعداد البرامج أو تقديمها لصقلهم وتطوير قدراتهم من خلال الدورات والورش الداخلية والخارجية وعدم الاعتماد كليًا على الأسماء القديمة وإتاحة الفرصة للشباب لأنهم يحملون الفكر الجديد للعمل الإذاعي والتلفزيوني إلى جانب الاستفادة من خبرات النجوم القدامى.

وأكدت سميرة خلفان الجابرية على وجود العديد من الطاقات الشبابية العمانية التي تحتاج إلى فرصة لإثبات قدرتها على التطوير لجذب المشاهد الذي بدوره يبحث عن الجديد حتى يشبع رغباته في المشاهدة والاستماع. وأضافت أن التقديم التلفزيوني والإذاعي يعتمد بالدرجة اﻷولى على الموهبة التي تصقل بالعلم باعتباره عنصرا أساسيا لتنمية الموهبة، لافتة في الوقت نفسه إلى أنّ هناك من درسوا الإعلام ولم ينجحوا لأنهم تنقصهم الموهبة والقبول لدى المشاهد.

وقال علي بن طالب بن زايد الشيادي إنّ الساحة التلفزيونية والإذاعية تزخر بالوجوه الشابة القادرة على اعتلاء منصات اﻹذاعة وتقديم البرامج التلفزيونية، مشيرًا إلى اختلاف قدرات كل مذيع وصلاحيته لبرامج معينة، وهو ما يعتمد على مدى ثقافته وسعة اطلاعه فضلاً عن حجم موهبته وقدرته على اكتساب الخبرات من خلال القراءة والاطلاع والدراسة.

وأكد الشيادي أنّ الكثير ممن درسوا الإعلام لا يمتلكون الجرأة للظهور بثقة في بث مباشر أمام الجماهير، باعتبار أن الموهبة وحدها تمنح الإعلامي الجرأة والشجاعة والثقة بالنفس، وإن كانت تحتاج إلى التعليم والثقافة لدعمها.

وعن نقاط الاختلاف بين المذيعين القدامى والجدد، قال الشيادي إن لكل جيل ظروفه المحيطة به، وحيثيات عمله الذي يقوم به، فالخبرة الطويلة التي يمتلكها المذيع القديم والظروف الصعبة التي مر بها للخروج ببرنامج كان له صداه في وقته قد لا تتوفر لمذيع بدأ حديثاً في العمل بالتلفزيون أو الإذاعة، كما أن التدريب والتأهيل وصقل الموهبة الذي حصل عليه المذيع الشاب وقدرته على التعامل مع أجهزة البث والتقنيات الجديدة ووسائل تسويق البرامج على اختلاف أنواعها، كلها أمور ربما لم تتوفر بالكثافة نفسها للمذيعين القدامى، واستدرك أن هناك بعض العناصر التي من الممكن أن تدخل في مجال المقارنة بين كل من له بصمة إعلامية، كالحضور الذهني والثقافة العامة والقدرة على تسويق برنامجه والمعرفة التامة بتفاصيل موضوع الحلقة.

وأكد محمد الرواحي أن العلم وحده غير كافٍ لتخريج إعلامي ناجح، وإنما تساهم الموهبة بشكل كبير في ضمان النجاح والتألق ﻷيّ مذيع، إلا أنه من غير الممكن إنكار دور العلم والدراسات اﻷكاديمية والفنية في رفد الجانب المعرفي وصقل المواهب اﻹعلامية، ومتى اجتمع العلم والموهبة فإن ذلك يكون مدعاة للإبداع والرقي بالعمل المقدم . ولابد للجهات المختصة أن تستقطب المزيد من الشباب الذين لديهم ميول إعلامية وتعمل على صقل مواهبهم ومنحهم الفرصة لإثبات قدراتهم أمام الجمهور.

 

تعليق عبر الفيس بوك