"الرؤية" والإنسان العماني وحملة المخدرات

عبد الرحيم مصطفى النعيمة

منذ فجر "النهضة العمانية المباركة" التي فجّر نبعها الصافي وقادها - ولا يزال- سلطان البلاد المفدى- بعزم وإيمان وصدق وحكمة وحنكة واقتدار ورؤية ثاقبة - حفظه الله ورعاه-، وأحاطه بعنايته ورعايته بموفور الصحة وصالح الدعوات والعود الحميد والعمر المديد ذخرًا وسندًا لشعبه والأمتين العربية والإسلامية؛ بزغت الشمس في ذلك اليوم بضوئها الساطع في الأفق العماني والأرض المعطاء الطيبة وعلى الشعب العماني العريق الأصيل، وخاطب الأب والأخ والابن والقائد والمعلم والمربي جموع أهله الكرام وخط نهجا ومنهجا تاريخيا جديدًا أكد فيه قدرة الإنسان العماني على المشاركة بالفكر المستنير والرأي الناضج وصنع القرارات التي تخدم وطنه وترقى به وتحقق له مكانة بارزة.

وسار أبناء وبنات عمان - كبـارًا وصغـارًا، رجالاً ونساءً- على هذا النهج القويم في قضايا الداخل والخارج، وانطلقوا - محليا وإقليميًّا ودوليا- علما وفكرًا وخلقا وسلوكا ومعرفة، ليس في سلطنة عُمان فحسب، بل في شتى أنحاء المعمورة يتنسمون عبير "التواصل" والهواء النقي والانفتاح الحميد في سائر بقاع الأرض ومع كافة الشعوب والبلدان.

لذلك، ارتبط أبناء وبنات عمان -أيضـًا- بصفة عامة بقضايا مواطنيهم ومواطناتهم ومجتمعهم، خاصة الحيوية في الداخل والخارج ارتباطًا وثيقا يتلمسون شؤون الحياة والدنيا والدين "يتعرّفون على السلبيّات والإيجابيّات" منطلقين في العهد الجديد مهتدين في دروبهم بشعلته المضيئة وجذوة الحياة المتقدة وجذورهم الضاربة في أعماق التاريخ- أصالة رشيدة مسترشدين بعاداتهم وتقاليدهم الحميدة الكريمة منفتحين يواكبون عصرهم وجيلهم، يأخذون ويعطون وينتقون النافع المفيد وينبذون ويلفظون الضار الخبيث.

وظلت جريدة "الرؤية" بقيادة ربان سفينتها في بحر الصحافة والفكر وقضايا المجتمع، الأستاذ "حاتم الطائي" والفريق العامل من أبنائه وبناته وإخوته وأخواته يؤدون واجباتهم في هذا الميدان والساحة الوطنية "أسرة واحدة" بكفاءة واقتدار.

وتعتبر جريدة "الرؤية" - في تقديري-، ومنذ إطلالتها الإعلامية البهية المشرقة، تطورًا رائدًا في الصحافة العمانية والعربية الصاعدة بثبات، والتي تتصل وتتواصل بحكمة ورؤية ثاقبة مع القضايا التي ترتبط ارتباطًا وثيقـًا بالمواطن العماني في كافة مجالات الحياة، خاصة "الاقتصادية"؛ لأن الاقتصاد هو جوهر وأساس الحركة والبناء والنشاط الإنساني، مهتدية في ذلك بمنهج القائد - حفظه الله ورعاه- والموضوعية والصدق، وفتح نوافذ الرأي والرأي الآخر، ليس للمواطن العماني فحسب، بل والمقيم في أرض السلطنة المعطاءة وبين أهلها الكرام الأوفياء؛ فكانت جريدة "الرؤية" - ولا تزال - سباقة في طرح ما يجعل العمل الصحفي تعبيرًا صادقـًا، ومرآة تعكس وحدة المجتمع ونقاءه وصفاءه وبناءه ونهضته وتقدمه بين كافة الشرائح عامة، والشباب خاصة، وهم نصف الحاضر وكل المستقبل الممتد في الاتجاه المرسوم - بعون الله تعالى- وإرادته، خاصة "ومبادرة الشباب" "وجائزة الرؤيا الاقتصادية" - على سبيل المثال- دليل يؤكد هذا المسار وعكس ما ينفع المجتمع أو قد يضره، خاصة في أعضائه وعناصره المأمولة للعمل والبناء وحماية الأرض والعرض ليكون المجتمع العماني فاعلاً ومساهما في كل ما يؤدي إلى السلام والأمن والتقدم ونبذ العنف والتطرف والحروب والاقتتال وسفك الدماء، وهذا طريق ونهج القائد المفدى في عمان، وما سار عليه، وعرفه الجميع في الداخل والخارج، محليا وإقليميا ودوليا، وكان ولا يزال (الإنسان العماني) - طفلاً وصبيا وشابا وشيخا وكهلاً نساءً ورجالاً- هدف "النهضة المباركة" وغايتها.

لذلك، كانت جريدة "الرؤية" - كما سبق- سبّاقة في طرح قضيّة، ليست مهمة فحسب، بل هي "مصيرية" ليس في المجتمع العماني فقط، بل على امتداد المجتمع العربي والإسلامي والعالم كافة وقد حملت الصحيفة الرائدة عنوانا في صدر صفحتها الأولى لفت الأنظار وأثار الانتباه مقرونًا بالإعجاب والإشادة والشكر والتقدير، وهو "حملة الرؤية عن المخدرات".

وكثيرون على امتداد العالم وسكانه، وعلى وجه الخصوص أصحاب الفكر والعلم والرأي والثقافة والتخصص والأمانة والصدق، وكل من هو مواطن صالح، يرجو لأهله وبلاده الخير في كافة جوانب المجتمع، يشفق وينتابه الألم الدفين، بل الحزن المكتوم في النفس من انتشار هذا "الوباء" الصامت، وبمعنى آخر "الشر المستطير" والسرطان البطيء، والسم الناقع، والفيروس القاتل، والتسلل في خفاء وبقوة تمتد يومًا بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة إلى بنية المجتمع المستهدفة، بل المجتمعات، وإتباع أحدث سائل الاتصال والسرية والترويج، وعبر "عصابات" متخصصة، ولها - بالطبع - خبرات واسعة في هذا المجال، ونجحت في كثير من المواقع على امتداد العالم عامة، والدول النامية خاصة وتستخدم - بذكاء شيطاني- وسائل دقيقة منظمة- تتخطى الكثير من "الرقابة والحواجز" عبر المطارات والطرق البرية- الصحراوية والجبلية والساحلية، وبدرجة عالية من التخطيط والتنظيم والسرية والحذر والترغيب والترهيب، بل والتجرد - بالطبع- من أي مبادئ أو مُثل أو قيم، بل جمود الإحساس بأي نوع من العاطفة الإنسانية أو الرقابة الذاتية، والاستعانة بكل وسائل الفساد والإفساد وعبر كل قطاعات المجتمع، وذلك لتحقيق - هدفين أساسين- في تصوري يحققان عدة أهداف، منها التربح الهائل والكسب المالي الحرام الممتد - إجراما وفسادًا وبذخا وترفا محرما-، بل قد يؤدي الأمر إلى إغراء ضعاف النفوس بالمال والسلاح للقتل والنهب والسلب والتمرد وتجارة السلاح والخمور والتهريب بشتى أنواعه وأشكاله.

والهدف الأهم والأساس من قوى خفية "استهداف الشباب من الجنسين"، والأخطر - المراهقين والمراهقات - فكريا وجسديا - والأسوأ- الطلاب والطالبات، وهم جميعا "زهـور" نابتة تبحث عن "الحياة الشريفة الطاهرة" ليقوى عقلها وعودها وتحقق ما يتطلع إليه الآباء والأمهات والوطن إلى مستقبل مشرق، للبناء لا الهدم والحياة لا الموت البطيء لجسد المجتمع وعموده الفقـري وبوسائل حديثة متقدمة تتسلل في بطء ودون توقف، كما يتسلل ثعبان "الكوبرا" القاتل إلى فراش "الطفل" دون رقابة. فإذا بلغ الأمر "فقدان الرقابة" خاصة "العائلية اللصيقة" مصحوبة بالحكمة والحذر والتوجيه والنصح والإرشاد والتعامل الذكي والحوار الهادي الحكيم الجاد المصحوب بالزيارات والترفيه المناسب المشروع، والقدوة الحسنة في القول والعمل بدءًا بالآباء والأمهات وذوي القربى والمعارف والأصدقاء، أولاً، ثم تواصل خارج المنزل مع أنماط عديدة من أفراد المجتمع، يمثلون أوضاعا مختلفة وسلوكا متباينا ويختلطون في الشارع العام، وتضمهم مختلف المناسبات والمواقع، ويتنفسون هواءً نقيا أو هواءً اختلطت فيه "وبائيات" خفية وعدوى فكرية وخلقية قد لا يسلم منها أحد، ويحتاج الأمر إلى سرعة معرفته وأسباب حدوثه ومن ثم السرعة في تداركه وعلاجه، وإلا انفلت الزمام وصعب الرجوع والتراجع والوقاية والعلاج، حيث لا ينفع التحسر والندم.

لذلك، حملت جريدة "الرؤية" وأسرتها - بنشاط متتابع لواءً هاما للدخول في مواجهة "عدو" خفي يدمر وينشر كل أسلحته الهدامة القاتلة التي لا ترحم -العقل والقلب والجسد والروح والخلق، بل تحقيق أهداف قد تقضي على الحياة الطاهرة، وتماسك الأسرة والمجتمع، وتكون النتيجة البشعة "أفرادا مدمنين"- أحياء بيننا ولكنهم أموات، وهو الهدف الأساسي الكبير، ضعف الوطن كله، بل تدميره إن لم يتمكن العدو من إزالته.

وفي تصوري أنّ ربّان جريدة "الرؤية" وفريقها الكفء قادرون على السير في هذا النهج الوطني القويم، وهو (بناء الإنسان العماني) نفسه، هدف النهضة العمانية المباركة الأول وهدف قائدها سلطان البلاد الـمفدَّى - حفظه الله ورعاه- بل يمتد الأمر إلى "الإنسان" على امتداد الوطن العربي والإسلامي.

من هنا، لابد - في تقديري- أن تشرع هذه المؤسسة الرائدة وفريقها الكفء العامل، وفي مقدمتهم قائد الـمسيرة الأستاذ "حاتم الطائي" في وضع تصور ودراسة شاملة تكمل بها ما بدأته، من حملة تشترك فيها كل "المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية والدينية والتربوية والعدلية والثقافية والجامعات والمؤسسات الثقافية وجمعيات المرأة والأندية الرياضية وأجهزة الإعلام.. إلخ"، ما يمكن أن يكون "حملة وطنية شاملة" وفق خطة وبرنامج يشمل كافة المدن والمواقع وندوات مفتوحة تؤتى ثمارها "توصيات" متفق عليها للتصدي لهذا "الوباء" الجسيم ومحاربته حربا تضامنية مشتركة تبدأ "معركتها" وقيادتها من "مبادرة الرؤية" الوطنية الأخلاقيّة وتمتد في الداخل وفي الخارج شبيهة بمبادرة الشباب إن لم تكن أوسع كغيرها من "الندوات" الناجحة التي عقدت في السلطنة، فهي "معركة" فاصلة لحماية الأرض والعرض، وقبل ذلك "وجود الإنسان العماني" هدف النهضة المباركة بل والإنسان العربي وفي بيئة ومناخ طاهر ونظيف تتوفر فيه كل أسباب السلامة والصحة والعافية والأمن والسلام والمحبة والوئام وهو ما يعلمه الجميع منذ أن خطت سلطنة عمان - بعون الله- وقيادة صاحب الجلالة (حفظه الله ورعاه)، نحو الحاضر المشرق والنهضة والبناء والتقدم، في كافة المجالات منذ فجر النهضة وأنّ "عمان" قائدًا (أبقاه الله موفور الصحة والعافية والعمر المديد)، وشعبها هي صمام الأمان والأمن والسلام والمحبة والمعزة والوفاء والبناء والتضامن، ليس للإنسان العماني العزيز فحسب، بل لسائر الأمتين العربية والإسلامية.

وبالله التوفيق...

تعليق عبر الفيس بوك