مكفوفون: محدودية فرص التوظيف والزواج تكشف قلة ثقة المجتمع في قدرات المعاقين

الصوافية: التقنيات الحديثة مكنت الكفيف من الدراسة وسهلت الحصول على أعلى الشهادات

الحارثي: الوظائف المتاحة للمكفوفين مقصورة على البدالة والتدريس وإمامة المساجد

الرؤية - خاص

أكد عدد من المكفوفين الذين استطلعت "الرؤية" آراءهم حول أوضاع واحتياجات المكفوفين في السلطنة أنّ الكثير من المعوقات تعرقل طموحاتهم، ومنها نظرة المجتمع للمكفوف على أنّه غير قادر على إدارة شؤون أسرته، لذلك ترفض الكثير من الأسر زواج بناتها من مكفوفين، خصوصاً في حال لم يكن يستلم ضمانا اجتماعيا من الحكومة، وأشاروا إلى أنّ الوظائف المتاحة للمكفوفين لا تزال محدودة وتقليدية مثل البدالة والتدريس وإمامة المساجد، وتتجاهل ما اكتسبه الكفيف من مهارات وتحصيل علمي في ظل التسهيلات التعليمية التي أتاحتها التكنولوجيا الحديثة في مختلف المجالات التعليمية والعملية.

وقالت سعاد بنت حمود الصوافية إنّ التقنيات الحديثة مكنت الكفيف من الدراسة وسهلت عليه الحصول على أعلى الشهادات والعمل في مختلف الوظائف، مشيرة إلى أن التعليم في الماضي كان مهمة صعبة على المكفوفين مما كان يضطر الكثيرين منهم للسفر للدراسة في الخارج، أو يكتفي بتلقي تعليم محلي لا يلبي طموحه في المدارس النظامية التي لم تتوفر بها التقنيات والوسائل التي تعين الكفيف على الدراسة بعد، حيث كان الكفيف في السابق يعتمد على أشرطة التسجيل وتلقين الزملاء، والآن بات الأمر ميسرا في ظل توافر الحواسيب المزودة ببرامج قراءة الشاشة وغيرها من البرامج التي تمكن الطالب من كتابة المحاضرة دون مساعدة من أحد كما يمكنه تحويل النص المكتوب إلى نص منطوق مما يسهل عليه البحث عما يحتاجه.

وأضافت الصوافية أن بإمكان المكفوفين الآن ممارسة العديد من الأنشطة بالجامعة لإظهار مواهبهم وتطوير مهاراتهم ليثبتوا لزملائهم والمجتمع من حولهم أن بإمكانهم العطاء في أكثر من مجال ويضعون بصمتهم في العمل المجتمعي ويؤكدون أنهم ليسوا عالة على المجتمع وإنما أعضاء فاعلون به.

وقال علي بن حمد الوهيبي عضو جمعية النور إن الكفيف يعاني في مسألة الزواج، حيث لا يُقدر المجتمع ظروفه واحتياجاته، في ظل إصرار بعض الأسر العمانية على رفض تزويج بناتها من كفيف بزعم أنّه ليس بإمكانه تدبير شؤون أسرته بسبب إعاقته البصرية، ويتجاهلون مهاراته وعلمه، لافتًا إلى أن رفض الزواج يزداد حدة في حال كان الكفيف لا يستلم ضمانا اجتماعيا من الحكومة. وأشار الوهيبي إلى معاناة الكفيف في إنجاز العديد من المراجعات في الدوائر الحكومية بدلاً من تسهيلها عليه مراعاة لظروفه.

وعن معاناة الكفيف في إتمام الزواج، قال فيصل جندوب الحارثي إنه أحب قريبة له وتقدم لها ورفض أهلها نظرا لأنه كفيف، مما اضطره للتفكير في الزواج من فتاة من خارج السلطنة، حتى أراد الله أن يلتقي بفتاة عمانية وافقت على الزواج منه على الرغم من معارضة عدد من أفراد عائلتها، لكنهما تمكنا من تخطي الصعاب وإتمام الزواج. وأضاف الحارثي أنّه موظف في الحكومة لكنه يعاني من نقص فرص التدريب والمشاركة في الدورات التأهيلية وغيرها من الورش التي تنمي القدرات.

وطالب فيصل بإتاحة مزيد من فرص التوظيف في مختلف مجالات العمل باعتبار أن الوظائف المتاحة للمكفوفين دائما ما تكون موظف بدالة أو معلم أو إمام جامع على الرغم من أن مهارات المكفوف وعلمه يمكناه من العمل في العديد من المجالات خصوصًا في حال الاهتمام بالبرامج التدريبية وورش التأهيل وصقل المهارات. وناشد الحارثي الجهات المختصة توفير الإمكانيات التي تساعد الكفيف على ممارسة هواياته والأنشطة التي يرغب فيها من مسرح وملاعب الكرة التي تناسب قدرات المكفوف، وحثّ القطاع الخاص على منح المكفوفين مزيدًا من فرص العمل ليس شفقة وإحسانا وإنما اعتمادا على المهارات والقدرة على العمل التخصصي.

وقال سلطان بن أحمد بن عبد الله الصباحي إن الكفيف في مختلف دول العالم يصل إلى مراتب عليا في العمل بفضل المراكز التي تعنى بتأهيل وتدريب المكفوفين، ضاربا المثل بأن معهد عمر بن الخطاب منح الفرصة للمكفوفين لمواصلة تعليمهم، بعد أن كانوا في السابق يذهبون لتلقي العلم خارج السلطنة، لكن الأمر يحتاج إلى اهتمام أكبر بالمكفوفين حتى تكون مخرجاتهم جيدة ويمكن أن يستفيد منها المجتمع في المستقبل، كما يجب أن يكون هناك اهتمام واضح بجمعية المكفوفين وتوفير مبنى لها لأنها تقدم الخدمات والمساعدات للمكفوفين.

وقال محمد بن حمد بن حميد الحارثي من مؤسسي جمعية النور للمكفوفين إن من بين المشاكل التي تواجه المكفوفين في مجال التوظيف أن هناك وظائف محددة للكفيف، مطالبا بتوسيع الفرص المتاحة للمكفوفين في وظائف متنوعة، وهو ما يستلزم تنظيم العديد من دورات التدريب والتأهيل حتى يتثنى لهم القيام بدورهم كاملا، وأكد أن بعض المكفوفين في دول أخرى تقلدوا مناصب كبيرة في الدولة بفضل الثقة التي منحها لهم المجتمع، لكن يبقى المجتمع العماني في حاجة إلى مزيد من التوعية حتى تنمو الثقة بين الطرفين، لأن نظرة بعض أفراد المجتمع لا تزال تعتقد أن الكفيف ليست لديه المقدرة على إدارة شؤون أسرته فضلاً عن القيام بمهام عمله.

تعليق عبر الفيس بوك