لا للحرب والفتن

مدرين المكتومية

يتميز الموقف العُماني الرسمي والشعبي بالانسجام التام في قضايا السياسة الخارجية وخاصة القضايا المصيرية. فقد تعلمنا من حكمة جلالة السلطان أن نعمل على إرساء مبادئ السلام والبعد عن التوترات وأن نخلق لنا أصدقاء في كل العالم. وهذا ما نجحت في تحقيقه السياسة العمانية. وقد عكست التغريدات والوسم معارضة العمانيين للحرب، حيث ذكرت الـBBC أنّ التغريدات التي ورد فيها وسم عدا عمان فاقت 74 ألف تغريدة، وحوالي 43 ألف تغريدة في وسم عمان تمتنع عن حرب اليمن.

يعيش المجتمع العماني في انسجام تام بمختلف طوائفه... وهذا ما يمثل حقيقة الإسلام دين التسامح والمحبة. نقف اليوم ضد الحرب على إخواننا في اليمن، فهؤلاء عرب مسلمين ولا ينبغي أن تصل الأمور مهما كانت الخلافات إلى حد الحرب. وقد قال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة "عمان لمتعزل نفسها عنالعالم، إنما عزلتنفسها عن الفتن" وهذا لعمري عين الصواب، فنحن لا نضمر أيّ خلافات في دواخلنا تجاه أحد أو الآخرين، دائماً ما تكون علاقتنا بالآخرين متسمة بالسلمية والحب والإخاء، نبحث عن الأمان والسكينة، فعمان تحب العالم بأكمله وتبحث عن السلام.

وقد جاء في الأثر أنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ) رواه مسلم، وهذا خير دليل على أنّ أهل عمان بعيدين عن الفتن والشقاق وإنما هم شعب يحب الخير لغيره ويبحث عن الأمن والأمان دائمًا، فالشعب العماني يبتعد كل البعد عن المشاركة في التدخل شؤون الآخرين، فقد تربوا تحت ظل خطابات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- حين أكد في إحدى خطاباته عن علاقة بلاده بسائر الشعوب على أنها "مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير وعدم قبول تدخل الغير في شؤوننا" وهو ما تربى عليه الشعب العماني وعاش مرددا له بشكل دائم، ليثبت للعالم أنه يمضي على نهج قائده الذي أرسى ثوابت البلد وقواعدها وجعلها تعيش بأمن وأمان واستقرار باحترام العالم أو تقبل العالم لنا كعمانيين.

الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها، أننا جميعاً مسلمون، بعيدا عن الطائفية والشقاق وبعيدا عن الحروب والعدوان، التي كانت سبباً من أسباب مشاكل وحروب الكثير من الدول الأخرى، والأمة الإسلامية لم تصب بالورم الخبيث إلا بعد أن استنشقت المفاهيم الطائفية التي كان للغرب دور كبير في الترويج لها، وأصابتنا بأمراض مزمنة كثيرة، يصعب علاجها إلا بالموت، وهذا ما يحدث في الكثير من الدول العربية الشفاء الذي لا يعود الإنسان فيه طبيعياً وإنما قابل للانتكاسة فالحرب التي تندلع وإن خمدت ستعود للاندلاع وبصورة أكبر وتنتشر في دول أخرى.

madreen@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك