انتهاء مهلة المفاوضات بشأن "النووي الإيراني".. واجتماع "الساعات الأخيرة" يثير التكهنات باستحقاق "غير محسوم"

لوزان (سويسرا) - الوكالات

دخلت المفاوضات الدولية حول الملف النووي الإيراني، أمس، مرحلتها الأخيرة قبل بلوغ الاستحقاق المحدَّد للتوصل إلى اتفاق أولي، وحتى مثول الصحيفة للطبع لم تظهر أيُّ حلول محسومة تبشر بخاتمة لماراثون دبلوماسي غير مسبوق مستمر منذ سنة ونصف السنة.

إلى ذلك، كثَّفت إيران والقوى الست، أمس، المفاوضات التي تهدف للتوصل لاتفاق مبدئي بشأن البرنامج النووي الإيراني قبل انقضاء مهلة، بينما قال مسؤولون إن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيكون هشا ومنقوصا.

ومنذ حوالي أسبوع، تحاول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين كسر الجمود في المفاوضات التي تهدف إلى منع طهران من اكتساب القدرة على تصنيع قنبلة نووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. لكنَّ الخلافات على بحوث تخصيب اليورانيوم ووتيرة رفع العقوبات تهدد بعرقلة اتفاق يمكن أن ينهي أزمة مستمرة منذ 12 عاما بين إيران والغرب بشأن طموحات طهران النووية وأن يقلل خطر نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول إيراني: "نقطتا الخلاف الرئيسيتان هما المدة ورفع العقوبات... يتجادل الجانبان بشأن مضمون النص. في العموم تم إحراز تقدم". وخفض مسؤولون سقف التوقعات للمحادثات التي تجرى في لوزان في سويسرا.

ومنذ أيام، يُحاول الطرفان الاتفاق على وثيقة موجزة من عدة صفحات تحدد أرقاما أساسية تشكل الأساس لاتفاق مستقبلي. وقال مسؤولون إنهم يأملون أن يتمكنوا من إعلان شيء وإن كان دبلوماسي غربي قال إن الاتفاق سيكون "منقوصا وسيؤجل التعامل مع بعض القضايا". واستمرت المفاوضات بين الأطراف بشأن نقاط الخلاف حتى ليل الإثنين وإلى مساء أمس الثلاثاء.. وقال مسؤولون إنهم يأملون الاتفاق على إعلان بينما أي تفاهم مبدئي يتم التوصل اليه قد يظل سريا.

وقال دبلوماسي غربي آخر "نستعد للسيناريوهين".. لكنَّ مسؤولين في مدينة لوزان السويسرية قالوا إن محادثات اتفاق الإطار -والغرض منه أن يكون تمهيدا لاتفاق شامل بحلول نهاية يونيو يونيو- قد تنهار.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية: "لا تزال هناك بعض القضايا الصعبة... نعمل بمنتهى الجد لحلها. نعمل أثناء الليل".

ويقول مسؤولون غربيون وإيرانيون إنَّ المهلة الحقيقية للمحادثات تنتهي في 30 يونيو وليس الحادي والثلاثين من مارس.

وأضافوا بأنَّ نقاط الخلاف الرئيسية لا تزال رفع عقوبات الأمم المتحدة ومطالبة إيران بالحق في البحث وتطوير أجهزة الطرد المركزي بعد انتهاء فترة السنوات العشر الأولى من الاتفاق. وقال المفاوض الإيراني مجيد تختروانجي لوكالة فارس الإيرانية: "لن يكون هناك اتفاق إذا لم يتسن حل قضية العقوبات... هذه المسألة مهمة جدا بالنسبة لنا". وتريد القوى العالمية الست تعليق الأنشطة النووية الحساسة لأكثر من عشر سنوات في حين تطلب طهران في مقابل الحد من أنشطتها النووية إنهاء سريعا للعقوبات الدولية. وتنفي طهران أنها تسعى لتصنيع أسلحة نووية.

وطرحت إيران والقوى الست مقترحات للتسوية لكن الوصول لاتفاق لا يزال بعيد المنال. وقامت إيران والقوى الست بتمديد المهلة مرتين من أجل التوصل لاتفاق طويل الأمد بعد التوصل لاتفاق مؤقت في نوفمبر 2013.

تعليق عبر الفيس بوك