شكرا لمن يُحبنا بقابوس

سيف بن سالم المعمري

شهر مارس من أكثر أشهر العام التي لها خصوصية في نفسي كثيراً لأسباب عدة لعلّ من أهمها أنّ الخامس والعشرين منه شهد يوم مولدي قبل أكثر من ثلاثة عقود، بالإضافة إلى تزامنه مع مناسبات اجتماعية أخرى على المستوى الأسري، وقدّر لي خلال الأسبوع الماضي التواجد في العاصمة مسقط لحضور مؤتمر عُمان الأول للإعلام الإلكتروني والمؤتمر الدولي الثالث لتقنيات التعليم، وقد سعت كثيراً للمشاركة في المؤتمرين، لكن السعادة الكبرى التي لن أنساها ما دمت حيا هو معايشتي للحظات التاريخية لإعلان خبر العودة الميمونة لعاهل البلاد المفدى - حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - من رحلة العلاج في جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة والتي كنا نعد أيامها لحظة بلحظة، وإن كانت فترة زمنية قصيرة، لكنها بالنسبة للعُمانيين فترة طويلة جدًا حيث لم نألف غياب جلالته عن ناظرينا خلال تلك الفترة الزمنية منذ أربعة عقود وللمحبة التي يكنها الشعب العُماني لهذا القائد العظيم والأب الرحيم.

ومن حسن الطالع أن تواجدي في مساء يوم الإثنين الثالث والعشرين من مارس الماضي بين الزملاء في مقر جريدة الرؤية بالوطية وقد بدأت الأخبار تتوالى من وسائل الإعلام الاجتماعي حول نبأ العودة الميمونة لجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - وما هي لحظات قليلة حتى تمّ إعلان الخبر اليقين في تلفزيون سلطنة عُمان، ولعلّ المشهد الذي لا يزال ماثلا في ذهني في تلك اللحظات هو السعادة الغامرة التي بدت حاضرة على مُحيا الزملاء المحررين والمصممين العرب العاملين في الجريدة بوصول - جلالة السلطان المعظم - ونزول جلالته من الطائرة الميمونة "نزوى" وهو في تمام الصحة والعافية.

فالسعادة والسرور التي رأيناها في عبراتهم سبقت عباراتهم وأثلجت صدورنا، بل أخذوا يهنئونا ويتبادلون التهاني بين بعضهم البعض، وأعجز بكل الحروف والكلمات عن تصوير ما رأيته في وجهوههم من مظاهر المحبة التي يكنها الأشقاء العرب لشخص لجلالته الكريم أعزه الله.

وفي الجانب الآخر سعدنا بما رأيناه من النشاط النوعي والكمي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي للأخوة العرب خلال الساعات الأولى لإعلان خبر وصول جلالته إلى أرض السلطنة في تبادل صور ومقطع الفيديو لحظة وصول جلالته سالمًا معافى وما تضمنته من كلمات وعبارات المحبة والتهاني للشعب العُماني بالعودة الميمونة لجلالته، والدعاء لجلالته بالصحة والعافية والعمر المديد.

وقد كان لي نصيب من تلك التغريدات من عدد من الأساتذة والإخوة الأكارم فقد سعدت بتغريدة من الإعلامي الكويتي فخري عودة خبير إعلامي بمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي عبّر فيها عن سعادته وتهنئته للشعب العُماني بالعودة الميمونة لجلالته ومن ثم تلا تغريدته برسالته النصيّة لي والتي كتب فيها: "ما نكتبه في حق جلالة السلطان قابوس ليس مدحا، لكنه تعبير عن حُبّنا وتقديرنا لقائد عظيم يُشهد له بكريم عطائه وحب شعبه له، حفظك الله يا سيدي بحفظه تنعم بموفور الصحة والعافية، وأنعم على شعب سلطنة عُمان الشقيق بالخير والبركة في ظل عهدك الميمون"، وتوالت التهاني من كل من: الأستاذ محمد الرشيد من الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية والإعلامي محمد حمود العتيبي مذيع بالقناة السعودية الأولى، والإعلامي سلطان البقمي فني مونتاج بقناة الأخبارية السعودية والشيخ صلاح الجودر إعلامي بجريدة الأيام البحرينية ومعلم الفنون التشكيلية محمد الشنتناوي من جمهورية مصر العربية.

وخلال المسيرات التي شهدتها ولايات السلطنة خرجت الجالية العربية والأجنبية بمشاركة الشعب العُماني فرحة بالعودة الميمونة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وهم يرفعون أكف الضراعة بأن يمن الله على جلالته بالصحة والعافية والعمر المديد.

كما إنّ الاهتمام الذي تناولت به وسائل الإعلام العربية والإقليمية والدولية خبر العودة الميمونة وتهنئة الشعب العُماني بهذه المناسبة الكريمة يجسد الحب والتقدير الذي يُحظى به جلالته في العالم؛ لجهود جلالته الملموسة في حل الكثير من القضايا الدولية العالقة والتي يشهد العالم على فطنة جلالته وحكمته الثاقبة.

وها هي المبادرة الأخوية التي أثلجت الصدور وعبّرت عن المحبة الدفينة ودماثة أخلاق الشعب الكويتي الأصيل والذي جسدها لاعبو المنتخب الكويتي الوطني مساء أمس الأول في المباراة الودية التي جمعته بالمنتخب الكولومبي في مدينة أبوظبي حيث رفع لاعبو المنتخب الكويتي لافتة تجمع بين صورتي القائدين العظيمين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة - حفظهما الله - والتي كتب عليها " منتخب الكويت الوطني يهنىء الشعب العُماني الشقيق بعودة صاحب الجلالة السلطان قابوس إلى ربوع وطنه سالمًا معافى"، وارتدى المنتخب الكويتي القميص الأحمر مشاركة للشعب العُماني فرحتهم بعودة جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- .

فمن زرع الحب سيحصد الحب وجلالته -حفظه الله ورعاه - صاحب الأيادي البيضاء والذي يشهد العالم بحكمته وبعد نظره حدد سياسته الخارجية في "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وعدم السماح للغير بالتدخل في شؤوننا" وهذا أكسب جلالته والسلطنة حب قادة العالم وشعوبها.

فشكرًا لكل الأشقاء الذين يحبوننا بقابوس، وبوركت أيامكم، وحفظ الله دياركم وقياداتكم، ونسأل الله أن يديم عليكم وعلى بلادنا عُمان الأمن والأمان والرخاء ونسأل الله أن يديم على جلالة السلطان قابوس المعظم الصحة والعافية والعمر المديد وأن يجعل أيام جلالته كلها أفراحًا ومسرات وكل عام وجلالتكم بخير.

تعليق عبر الفيس بوك