الأمة العمانية تبهر العالم

خالد الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

ترددت كثيرا وفكرت مليًّا في ماذا يمكن أن أكتب عن عودة الأب القائد مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى أرض الوطن بعد رحلة العلاج التي استمرت طويلا وبعد أسبوع من النور القابوسي الذي أضاءت به عمان، فالكلام لا يمكن أن يصف الفرحة، والحروف تعجز أن تعبر عن الحب والشوق والوله الذي أكنه للأب القائد والذي عبّر عنه المواطنون بكل شرائحهم في ملحمة تسجل للتاريخ.

إنّ ما يقوم به الشعب العماني أو الأمة العمانية إذا صح التعبير منذ خبر وصول صاحب الجلالة السلطان قابوس إلى المطار السلطاني وحتى كتابة هذا المقال ليعبر تعبيرا صادقا عمّا زرعه هذا الأب في قلوب أبنائه من تربية صالحة وغرس حميد وزرع طيب أنتج لحمة وطنية واحدة أبهرت العالم كله ودللت على مدى حب الأمة العمانية لحكيم العرب والقائد الهمام الذي وعد فأوفى وعمل فأنجز.

ولا أخفيكم شدة انبهاري وأنا أتابع هذه الاحتفالات الكرنفالية التي عمّت السلطنة من شمالها إلى جنوبها وأتساءل هل من أخرج هذه الجموع السلطة أو الإعلام أم المال أو الحب لمولاي المعظم أو شيء آخر يخفى عليّ وعلى الكثيرين، ولم أجد ولن يجد كل المتابعين والمحللين إجابة شافية وكافية عن هذه الأسئلة إلا بالنظر في وجه الرجل الكبير المُسن، والذي خرج من بيته وهو يهتف ويدعو اللهم أحفظ لنا جلالة السلطان، والمرأة العجوز التي خرجت من بيتها وراحتها وأنسها وهي تردد الحمد الله على سلامتك مولاي وفي وجه الشاب والشابة والطفل والطفلة الذين تعلوا محياهم عبارات الفرح والسرور، وهم يرددون بالروح والدم نفديك يا قابوس ولن يعرف أحد الإجابة الصريحة إلا لما يدرك أنّهم خرجوا في مسيرات حاشدة وسط حرارة الجو الذي لم يبالوا به مرددين وبأعلى أصواتهم التي بحت كل عبارات الولاء والحب والعرفان والوفاء والإخلاص ورافعين صور جلالة السلطان وإعلام السلطنة.

ماذا فعلت لهم يا مولاي؟ وماذا فعلت فيهم يا عظيم؟ وماذا تركتم يا شعبا في أمة وأمة في شعب لغيركم حتى يعبروا عن حبهم لمن يحبون؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني لهول ما شاهدته في مسيرات الولاء والفرحة والحب؛ حيث تنقلت من مسيرة كبيرة إلى مسيرة أكبر وكلما قلت إنّ ولاية من ولايات السلطنة أبهرتني بالعدد الضخم الذي خرج يقدم سلات الفرح والسرور تبرز ولاية أخرى بعدد أكبر، ولا تزال ولايات السلطنة تعيش الفرحة بعد أسبوع كامل من وصول الطائر الميمون لمولاي المعظم وتستمر الفرحة فيما ـحسب إلى أيام قادمة أو أسابيع حيث نرى كل يوم فعالية ومناسبة ومسيرة في مختلف ربوع ولايات السلطنة.

لقد أثبتت الأمة العمانية للعالم أجمع أنها أمة عظيمة وأن من يقودها لابد أن يكون من العظماء وقد وفق الله أن يجتمع العظماء في الأمة العمانية العظيمة وشخص مولاي المعظم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- أبقاه الله ذخرًا وفخرًا وعزًا لهذا الوطن ولأمته العظيمة - فهذا الرجل العظيم جاء يقود هذه الأمة المباركة كإشراقة شمس في يوم جديد فبدد الظلام عنها وطرد ناموس الجهل عن أبنائها وبحكمته شع الأمن والأمان في كل ربوع السلطنة، وسعدت النفوس واطمأنت فخرجت تنتج وتعمل لتعلي من مكانتها ومكانة أمتها وقائدها فسعد الجميع وتحققت الآمال والتطلعات.

دمت يا مولاي تاجا على هذا الوطن ودامت الأمّة العمانية متماسكة ومتعاونة ومتكاتفة ومتلاحمة يشع منها التسامح والحب والعدل والرفق وكل المعاني الإنسانية النبيلة التي ندر ما نجدها في أمم هذا الزمان، ودمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك