جمال الهنائي
أمسكتُ بقلمي لأعبِّر عمَّا يجولُ بخاطري فوجدته عاجزا عن التعبير.. مُنذ عصر يوم الثالث والعشرين من مارس, وكانت حركة غريبة تعمُّ أرجاءَ عُمان.. الجميعُ يترقَّب وُصوله الميمون, فاض بهم الشَّوق وكأنَّ الوقت قد توقَّف, أصبحتْ الساعات تمرُّ ببطء.. يا إلهي، أأصدق أن والدنا الغالي سينير أرض عمان بعد غياب طويل؟!
اختلطتْ المشاعر, امتزج الفرح بالبكاء والدعاء لك بأن يُطيل في عمرك، ويمدك بالصحة والعافية.
أبي قابوس.. لا يُمكن لأي شاعر أو كاتب أن يصف مشاعر شعبك في هذا اليوم. إنَّ الحب الذي زرعته في قلوبكم قد امتزج بهم وامتزجوا به, صغارا, وكبارا, وشيبا, وشبابا, ورجالا, ونساء. الكلُّ يتضرع إلى الله بالدعاء لك, والكل معك ويهتف بالحب والولاء لك ولعمان؛ لأنَّ هدفنا واحد، وهو رفع اسم عُمان عاليا، وقلوبنا كلنا تنبض بحبك وحب هذا الوطن الغالي.
فها قد تحقَّقت البشرى أخيرا، وكانت رحمة الله واسعة على عباده.. وجاء مقدم جلالته الميمون لكي يُعيد البسمة والاستقرار والطمأنينة والأمل إلى النفوس, فتلقفته الأفئدة بعد غياب وهفت إليه القلوب بعد اشتياق. وعمَّت الأفراح والمسرات ابتهاجا بمولانا المعظم.. فرحٌ عامرٌ بالاطمئنان على صحة قائد المسيرة العمانية الحديثة -أمد الله في عمره- أثلجت الصدور، وزفَّت البشرى إلى كل أسرة عمانية, ففاضت المشاعر وسالت الدموع وخرجت المسيرات الهادرة في كل مكان, واندفعت الأفواج إلى الساحات والمساجد تسجد للخالق عزَّ وجلَّ سجدة شكر وعرفان على سلامة القائد؛ فالشكر للمولى -جلَّ جلاله- على هذه النعمة العظيمة, والمنة له -عزَّ وجل- أن استجاب لهذا الشعب دعاءه الخالص بأن منَّ على جلالته بالصحة والعافية.
.. لقد حُقَّ للعمانيين أن يُفجروا ينابيع الحُبِ والولاء والوفاء للقائد الوالد؛ فانطلقت مسيرات البهجة تجوب أرجاء البلاد دون توقف، وليُسمع العمانيون العالم أننا نملك نموذجاً فريدا في التلاحم بين القيادة والشعب نُفاخرُ به بين الأمم، ومسلكاً سياسياً رشيداً تفرَّدُ به ونسير على نهجه.. حفظ الله السلطان قابوس وألبسه ثوب الصحة والعافية ذخرا للوطن.. وعودًا حميدا مولاي قابوس الخير يا قلب الوطن.