"عاصفة الحزم" و"القوة المشتركة" و"الأمن القومي".. 3 ملفات على طاولة "قمة شرم الشيخ"

◄ السيسي يتحدث عن أطراف خارجية تثير الأزمة في المنطقة.. وعاهل السعودية: "عاصفة الحزم" مستمرة

◄ رئيس اليمن يكشف مساعي الحوثيين لـ"عسكرة" صنعاء ويؤكد عزم بلاده استعادة بناء الجيش

◄ بان كي مون: أشعر بالخزي من موقف المجتمع الدولي تجاه الأزمة في سوريا.. وأمير قطر: نظام الأسد "دموي"

◄ الرئيس السوداني: السلام الفلسطيني "أولوية".. وحفظ الأمن القومي العربي "ضروري"

 

فَرَض التدخُّلُ العسكريُّ في اليمن، الذي تقوده المملكة العربية السعودية تحت ما عُرف بـ"عاصفة الحزم" -وتشارك فيه نحو عشر دول عربية- نفسه، على جدول أعمال اليوم الأول من القمة العربية السادسة والعشرين، والتي انطلقت أمس، تحت شعار "70 عاماً من العمل العربي المشترك"، في مدينة شرم الشيخ، برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبتمثيل كبيرة على مستوى القادة؛ حيث يُشارك في القمة أربعة عشر ملكاً وأميراً ورئيساً من إجمالي 22 دولة عربية؛ باستثناء سوريا الذي ظل مقعدها شاغراً بموجب قرار مجلس الجامعة العربية بتعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية.

وانطلقتْ أعمال القمة بتسليم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة دورة القمة.. وأعلن أمير دولة الكويت أنَّ استيلاء الحوثيين على الشرعية في اليمن يُمثل تهديدا للمنطقة العربية.. مشدداً على أن التطورات السريعة في اليمن تمثل "تهديدا لأمتنا نتيجة لاستمرار استيلاء الميليشيات الحوثية على الشرعية".. كما دعا الدول العربية بالمشاركة الفاعلة والسخية في مؤتمر المانحين، الذي يُعقد في الـ31 من مارس الجاري لمساعدة الشعب السوري؛ للخروج من الوضع المدمِّر الذي يمر به؛ ولتحقيق الأهداف المرجوة لمساعدة الأشقاء السوريين.. مؤكدا أن الصراع في سوريا لن يتم إلا بحل سياسي يضمن لسوريا حريتها وشعبها الأمن.

الرُّوية - هيثم صلاح

 

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الدورة الحالية للقمة، إنَّ بلاده هي بيت العرب.. مضيفاً بأن الأمة العربية تعلق آمالا كبيرة على أعمال القمة الحالية.. ولفت السيسي إلى أن هناك أطرافا خارجية تتدخل في دول المنطقة لإثارة الأزمات.. موضحًا أنَّ انتشار الإرهاب والتطرف سيكسر شوكة الأمة وسيفرق جمعهًا، مشددًا على ضرورة التصدي للتحديات دون تأجيل وعبر أدوات ذات تأثير.. وتابع: "هذا التحدي لهوية الأمة العربية يجلب معه تحديًا آخر يمس الأمن المباشر للأمة".

ودعا الرئيس في كلمته إلى ضرورة مكافحة الإرهاب الإلكتروني، والعمل على إيجاد موقف عربي موحد ضد المواقع المتطرفة، وقال إن المسئولية الملقاة على عاتق القادة العرب تتطلب منهجا للمعالجة للحفاظ على الهوية العربية وصد التدخل الخارجي في الشؤون العربية.. لافتا إلى ترحيب بلاده بمشروع القرار الذي وافق عليه وزراء الخارجية العرب بإنشاء قوة عربية مشتركة، واعتبر الأمر أنه لا مناص من توحيد الجهود لمواجهة المخاطر، ولا بد من العمل العربي العسكري المشترك.

وأعلن السيسي دعم بلاده مسار الحل السياسي في ليبيا، وفى نفس الوقت محاربة الإرهاب، منتقلا للحديث عن الأوضاع في سوريا بقوله: "قلقون من تدهور الأوضاع في سوريا، مما يهدد أمن المنطقة، وأصبحنا في حاجة ملحة للتنسيق لتصور عربي موحد يفضى لإجراءات جديدة لإنقاذ سوريا".. ملمحا إلى مسعى للإعداد لاجتماع للقوى الوطنية السورية، وكذلك مساندة الحكومة العراقية في استعادة أمنها، بعيدا عن أي تمييز طائفي؛ بما يسمح له بتأدية دوره المهم في الوطن العربي. كما شدد السيسي على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية، ووقف الأنشطة الاستيطانية ووقف الانتهاكات للمقدسات الدينية جميعها.

 

عاصفة الحزم

إلى ذلك، قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: إنَّ دول الخليج استجابتْ لطلب الرئيس اليمنى وقامت بعملية "عاصفة الحزم"؛ بهدف الوقوف إلى جانب اليمن الشقيق.. وتابع: "نأمل أن يتوقَّف التمرد، ومستمرون حتى عودة الأمن والاستقرار لليمن". ووجه الملك سلمان في كلمته الشكر للدول المشاركة والمؤيدة في العملية. مؤكدًا أنَّ الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في الحفاظ على أمن اليمن، وأنَّ هناك قوى إقليمية تتدخل في الشأن العربي الداخلي لزعزعة استقراره.

وأكد الملك سلمان أنَّ القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتهم، مشيرًا في سياق مختلف إلى أنَّ النظام السوري يرفض الحلول الإقليمية والدولية. وبالحديث عن الملف النووي الإيراني، قال العاهل السعودي: إنَّ موقف المملكة واضح وثابت بالدعوة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.

فيما قال الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى: "أتيت إليكم من اليمن الجريح للمشاركة في أعمال القمة؛ لتعلموا ما واجهته من صعاب وتحديات حتى أحضر معكم، وكنت مصممًا على الحضور ليس لشخصي، بل لحضور اليمن هذه القمة المهمة؛ لإيصال صَوْت الشعب اليمني لوطنه العربي". وتابع: "أبناء الشعب اليمنى يحلمون بوطن مستقل في ظل دولة مدنية اتحادية حديثة تستلهم أساسها من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، التي انقلبت عليه ميليشيات الحوثي وحلفائها في الداخل والخارج".. وأضاف هادي إن الحوثيين عملوا على عسكرة العاصمة صنعاء وحاصروا قيادات الدولة العليا، وأنَّ شرفاء الشعب اليمنى عاونوه على الخروج من صنعاء إلى عدن لممارسة سلطاته الشرعية لتجنيب اليمن الدمار والخراب. وتابع: "قرَّرنا نقل العاصمة إلى "عدن" لممارسة مهام الدولة، وعقدت العزم على مواصلة العمل كرئيس للدولة".

ودعا الرئيس اليمنى إلى استمرار عملية عاصفة الحزم.. قائلا: "أدعو لاستمرار عملية عاصفة الحزم حتى استسلام عصابة الحوثي". وأضاف بأن من انتهك السيادة هم من فجروا دور العبادة ونهبوا المعسكرات وحاصروا الرئيس وضربوا القصر الجمهورية، وتابع: "أحملهم المسؤولية بكل ما جرى وكل ما سيجرى، وأطالبهم بالعودة إلى رشدهم". ووجه رسالة للحوثيين قال فيها: "أقول لمن نفذ الانقلاب أنتم ومن معكم دمرتم اليمن، وأطالبكم بترك ما احتلوه في محافظات اليمن والمعسكرات وإعادة ما نهبوتموه من مخازنها". وتابع: "إننا عازمون على إعادة بناء الجيش اليمنى وفق الأسس الحديثة".

 

الشرق الأوسط

وفي كلمته خلال افتتاح أعمال القمة، وجه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الشكر لدعوته لإلقاء كلمة في القمة العربية التي تتناول عدة قضايا في المنطقة العربية.. وطالب مون بمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف، وأكد أنه يشعر بالخزي من المجتمع الدولي الذي لم يتخذ موقفاً حازماً إزاء الأزمة في سوريا.. مشيرا إلى أنَّ الحكومة السورية والمجموعات الإرهابية يدمِّرون سوريا، وأن المبعوث الخاص بسوريا يعمل لتأسيس جهودنا السياسية وفق اتفاقية جنيف.

كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة، إسرائيل بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.. قائلا: "أحث إسرائيل على إنهاء نصف قرن من احتلال الأراضي الفلسطينية، وأطالب القيادة الفلسطينية بإنهاء انقساماتها". مضيفا بأن الوضع في غزة يمثل عائقا حقيقيا أمام السلم والأمن الدوليين.

وحول الوضع اليمنى، قال بان كي مون إنه مقلق وهناك مسئولية كبرى تقع على عاتق الشعب اليمنى.. وأضاف: أشارك الملك السعودي والرئيس اليمنى مخاوفهما، وأؤكد على ضرورة استعادة الوضع السياسي والأمني في اليمن، كما أرجو أن تخرج القمة بدليل استرشادي لحل الأزمة اليمنية سلميا. أما عن ليبيا، فقال: "يجب تشجيع الحوار في ليبيا بين القوى السياسية الفاعلة بما يضمن وحدتها واستقرارها". وبالحديث عن الأوضاع في العراق، قال: "أحث القادة فى العراق على الاستمرار في التوافق، ويجب معالجة الأسباب الجذرية للصراعات في إقليم دارفور بالسودان".

وفي السياق، طالب الدكتور نبيل العربي الأمن العام لجامعة الدول العربية، بإعادة النظر في أداء الجامعة العربية وبنيتها بما يتوافق مع التحديات الحالية. وانتقل للحديث عن الأوضاع في اليمن، بقوله: "نأمل أن تطلق عملية عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن مقاربة جديدة للتعاون العربي"، موضحا أنَّ صيانة الأمن القومي العربي تتطلب إستراتيجية شاملة لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وأن فرص تحقيق السلام تتعرض لأفدح المخاطر إذا لم يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته، لافتًا إلى أن تفتت المجتمع يمثل خطرًا جسيمًا وهو ما تشهده سوريا الآن.

أما أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان العربي، فقال: إنَّ قمة شرم الشيخ تنعقد في ظروف تستدعى مواجهة تحديات إقليمية كبرى وعلى رأسها الإرهاب.. مشددًا على دعم البرلمان العربي للتدخل السريع لحل الأزمة اليمنية.. مضيفاً: "الجميع حاول حل الأزمة اليمنية بشكل سلمى لكن جماعة الحوثي تخطت كل الحدود". وأوضح أنه يجب أن نقف بقوة خلف جهود تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.

فيما ثمَّن حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين التدخل العسكري في اليمن، وقال: إنَّ التدخل في اليمن كان إجراء لابد منه، وهو يستند لميثاق الجامعة العربية.. مضيفاً: "التدخل العسكري في اليمن لم يتم إلا بعد استنفاد كل الخيارات السلمية". وأعلن العاهل البحريني تأييده إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة.. مؤكدًا أنَّ الأمة تواجه مخاطر بالغة الصعوبة، وتابع: "نحن ضد انتشار التطرف والسلاح النووي في المنطقة".

 

العمل العربي المشترك

وبارك الرئيس السوداني عمر البشير، باسم بلاده، كلَّ جهد يستهدف تفعيل آليات العمل العربي المشترك؛ مما يقصر الطريق والوقت لتحقيق أهداف الشعوب العربية.. وشدد البشير خلال كلمته على ضرورة إدراج حفظ الأمن القومي العربي على رأس جدول أعمال القمة العربية مؤكدًا أن التحديات التي تواجه المنطقة كبيرة.. وطالب الرئيس السوداني القمة العربية بإصدار قرار قوى لدعم عملية "عاصفة الحزم" في اليمن.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال البشير إنَّ هناك تحديات خطيرة تواجه الأمة العربية، والقضية الفلسطينية في مقدمة التحديات.. مؤكدًا أن "السلام العادل والشامل خيارنا الإستراتيجي الذي حافظنا عليه طوال عقود، ومنذ ما يزيد على 20 عامًا شهدنا تراجعنا متواصلا؛ فإسرائيل لا تزال تعتدي على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، وخططها لتهويد القدس كما عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا".

وقال الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد، إنَّ النظام السوري ماض في عدوانه على الشعب دون رادع، وهو ما يتطلب وقفة عربية حاسمة، وأنه "لم يعد أمامنا إلا إيقاف الحرب ضد الشعب السوري وقفا نهائيا يعيد الاستقرار لأشقائنا السوريين".

كنا دعا أمير قطر مجلس الأمن الدولي إلى تحمُّل مسؤوليته ولأخذ التدابير اللازمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأخذ القرارات ذات الصلة؛ وفى مقدمتها: ميثاق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في إطار زمني محدد.. وتابع: "نؤكد ضرورة العمل العربي لوقف الاستيطان". كما وجه الشيخ تميم حديثه للرئيس عبد الفتاح السيسي، بصفته رئيس الدورة الـ26 للقمة العربية.. قائلا: "سيدي الرئيس، الجامعة لم ترتفع لمستوى آمال الشعوب، وقد آن الأوان لإصلاحها والارتقاء ببنيتها وتحدياتها".

وأكد أمير قطر أنَّ الإرهاب يهدد الأمن القومي العربي، ولابد من معالجة أسبابه التي أدت لبروزه وضرورة التفريق بين الإرهاب ومجاهدة الشعوب من أجل تقرير مصيرها.. واعتبر التنسيق بين الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح والحوثيين خروجاً على الشرعية، وزرع بذور فتنة طائفية سياسية، محملاً مليشيات "أنصار الله" وعلى عبدالله صالح، ما حدث مؤخرًا.

كما دعا تميم لاحترام شعب اليمن وسحب الميليشيات من مؤسسات الدولة واستكمال العملية السياسية والوقوف بجانب الشرعية في اليمن للحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.

 

تعليق عبر الفيس بوك