أمريكا تبدي مرونة للوصول إلى اتفاق إطار مفصل مع إيران.. وبريطانيا: عدم الاتفاق يؤدي إلى سباق تسلح في الشرق الأوسط

سويسرا - رويترز

استأنفت الولايات المتحدة وإيران أمس المفاوضات التي تهدف الى إبرام اتفاق نووي قبل انقضاء مهلة في 31 مارس. وقال مسؤولون قريبون من المحادثات إن من الممكن التوصل إلى اتفاق مبدئي بين طهران والقوى العالمية الست.

وبينما بدأت المحادثات تبنت كل من واشنطن وطهران موقفين مختلفين من الضربات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن ضد المقاتلين المتحالفين مع إيران ويسعون للإطاحة برئيس البلاد لكن لم يتضح ما إذا كان هذا سيؤثر على المحادثات النووية.

وتهدف المحادثات الجارية منذ 18 شهرا الى التوصل لاتفاق توقف إيران بموجبه أنشطتها النووية الحساسة لعشر سنوات على الأقل. في المقابل ترفع العقوبات الدولية عن إيران بموجب الاتفاق لإنهاء المواجهة المستمرة منذ 12 عاما مع الغرب.

واجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الطاقة الأمريكي ايرنست مونيز مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في مدينة لوزان في سويسرا. وفي وقت سابق نقلت وسائل إعلام إيرانية عن ظريف إدانته للحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين الشيعة في اليمن وطالب بوقفها.

في المقابل قال مسؤول أمريكي كبير إن كيري تحدث مع وزراء خارجية السعودية وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس ورحب بقرارهم القيام بتحرك ضد الحوثيين. لكن حين طلب صحفي في لوزان من كل من كيري وظريف التعليق على الضربات الجوية امتنعا عن ذلك.

وفي تصريحات للصحفيين المسافرين مع كيري قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية إن القوى الست وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين لن تسارع بالانتهاء من اتفاقية لمجرد وجود مهلة فحسب. لكن المسؤول ذكر أن الأطراف أحرزت تقدما في جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت في لوزان.

وقال المسؤول "نعتقد بقوة أن بوسعنا إنجاز ذلك بحلول 31 مارس. وأضاف "نرى طريقا لتحقيق ذلك" لكنه أشار الى أنه لا يوجد ضمان للنجاح. وقال المسؤول في وقت متأخر أول أمس إن أي تفاهم سياسي بحاجة إلى أن يتناول كل عناصر أي اتفاق نهائي. لا نعلم ما الشكل الذي سيتخذه.. قلنا دائماً إنه بحاجة لتناول التفاصيل. سنكون بحاجة إلى نقل أكبر عدد ممكن من التفاصيل للأمريكيين والكونجرس الأمريكي. وتشمل هذه العناصر المسارات المختلفة لامتلاك سلاح نووي وضمان أن إيران ستحتاج إلى سنة على الأقل حتى تنتج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة بالإضافة إلى الأبحاث وتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وإجراءات الشفافية والمراقبة وتخفيف العقوبات عن إيران. لكن هذا يمثل مشكلة لإيران إذ يعارض زعيمها الأعلى آية الله علي خامنئي بشدة فكرة عملية من خطوتين أي اتفاق إطار مكتوب قبل نهاية مارس آذار واتفاق شامل بحلول 30 يونيو. ويقول مسؤولون إيرانيون إنهم يخشون أن يقلص خامنئي مساحة التفاوض المتاحة لإيران للوصول إلى اتفاق نهائي. وأشار مسؤولون إيرانيون إلى أنهم قد يقبلون بشكل من أشكال البيانات أو الإعلانات السياسية في لوزان وليس اتفاقا رسميا مكتوبا. وقال مسؤولون مقربون من المحادثات إن الخلافات العميقة بين طهران والقوى الكبرى لاتزال قائمة بينما ظهرت انقسامات في الأسابيع الأخيرة بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن ما يجب طلبه من طهران. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية إن الوزير لوران فابيوس سيتوجه الى لوزان غدا للانضمام الى المحادثات.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي سيؤدي "في الأساس" إلى مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط واحتمال حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة. ومن المقرر أن تستأنف في سويسرا في وقت لاحق هذا الأسبوع المحادثات بين إيران والقوى الكبرى حول برنامج طهران النووي. وقال هاموند في خطاب ألقاه في لندن أول أمس حسب مقتطفات نشرها مكتبه "الاتفاق ممكن اذا واصلنا هذا المسار. ولكن كي نصل إليه فانه يتعين على إيران ابداء مرونة واتخاذ قرارات صعبة." وأضاف "ما زلت على موقفي بأن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من ابرام اتفاق سيء. ولكن يجب أن نكون واعين للبديل. عدم التوصل إلى اتفاق يعني عدم القيود على التخصيب وعدم القيود على الابحاث والتطوير وعدم وجود مراقبة مستقلة أو اجراءات للتحقق. انه يعني في الأساس المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط مع احتمال حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة." وتحاول الصين وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا التوصل إلى اتفاق إطار مع طهران بحلول نهاية الشهر للحد من الملامح الأكثر حساسية في برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية. وتنفي إيران انها ترغب في اكتساب القدرة على إنتاج أسلحة نووية وقال مسؤول أمريكي كبير إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدث مع وزراء خارجية السعودية ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي أمس ورحب بقرارهم التحرك عسكريا ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن.

وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية طالبا عدم ذكر اسمه إن كيري "أثنى على تصرف التحالف بالتحرك عسكريا ضد الحوثيين وأشار إلى دعم الولايات المتحدة لجهود التحالف بما في ذلك تبادل معلومات المخابرات والمساعدة في تحديد الأهداف وتقديم دعم استشاري ولوجيستي لتوجيه ضربات لأهداف الحوثيين." وفي إشارة إلى الاتصال الهاتفي بين الوزراء قال المسؤول "عبر كل الوزراء عن تأييدهم للمفاوضات السياسية كأفضل سبيل لحل الأزمة لكنهم أشاروا أيضا إلى أن الحوثيين هم الذين شنوا حملة عسكرية." وأضاف "اتفقوا على البقاء على اتصال وثيق.

تعليق عبر الفيس بوك