ملتقى الإعلام البترولي الخليجي الثاني يختتم أعماله اليوم باستعراض تحديات الصحافة النفطية

الرياض- (موفدة الرؤية)- فايزة سويلم الكلبانية

تختتم اليوم فعاليات "ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الإنتركونتننتال بمدينة الرياض، بمشاركة وزراء البترول والطاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. والذي يأتي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيّده الله - والذي افتتحه معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي مساء أمس الأول والذي عبّر عن تفاؤله دائماً مع أصحاب المعالي وزراء الطاقة والبترول في دول مجلس التعاون بأسعار النفط، بسبب النوايا الحسنة لدول المجلس.
وقال معاليه في تصريح صحفي على هامش افتتاح الملتقى "إنّ دول المجلس في الماضي والحاضر حافظت بكل جد وجدية على توازن أسعار النفط، واستقراره، وإن الأسعار يحددها السوق". وأضاف: أن الملتقى بادرة مباركة، الغرض والقصد منها المهنية قدر المستطاع، والدفاع عن مواقف دول المجلس في هذا القطاع الاقتصادي المهم، وتصحيح ما يقال عن قصدنا، ونحن لسنا ضد أحد، نحن مع الجميع في دعم استقرار هذا السوق في دعم المحافظة على التوازن بين العرض والطلب، أما بالنسبة للأسعار فالسوق الذي يحددها، وما رأيناه اليوم سيكون داعماً للإعلاميين البتروليين الخليجيين أن يمتهنوا هذه المهنة".

وأكد معاليه أنّ فكرة إنشاء معهد متخصص في مجال الإعلام البترولي فكرة جميلة، وقال :"لكن كل وزارة طاقة وبترول، تقيم سنوياً أو كل سنتين ورشة عمل لفترة معينة، تشرح من خلالها الصناعة البترولية، وهذا ما تمت تجربته قبل سنتين للإعلاميين، وأعطوا دروساً لمدة أسبوعين، وأعتقد كانت ذات فائدة، وسيتم إعادة ذلك لتقوية المعرفة والفهم، ليس لنا فقط وإنما للعالم أجمع".
عقب ذلك عقدت حلقة نقاش وزارية عن العمل الإعلامي البترولي الخليجي.. بعد ذلك تمّ تكريم عدد من الإعلاميين المتميزين على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وهم فايزة سويلم الكلبانية رئيسة قسم الاقتصاد بجريدة الرؤية بسلطنة عمان، الدكتور سليمان الخطاف كاتب مختص في شؤون البترول والطاقة بصحيفة الاقتصادية وصحيفة اليوم بالمملكة العربية السعودية، وعبد الله أيوب الأيوبي كاتب بصحيفة القبس الكويتية، وعبد الله غانم المعاضيد كاتب في جريدة العرب القطرية، وهاشم عثمان محرر في صحيفة الاتحاد بدولة الإمارات العربية المتحدة.

جاءت أولى جلسات اليوم الثاني للملتقى بعنوان : "الإعلام والبترول : نظرة عامة"

وفي الجلسة الثانية قدم الدكتور أنور بن محمد الرواس رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس كلمة حول الشفافية والمعلومات في الإعلام البترولي الخليجي قال فيها: عند التطرق إلى الشفافية، فأول ما يتبادر للذهن مصطلح "الفساد"، حيث أصبح المصطلح مادة دسمة في فضاء الإعلام بتوجهاته المختلفة، حيث نجده يتصدر عناوين الصحف وشبكات التلفزة الإخبارية. وقد فرض مصطلح الفساد نفسه على العوالم الافتراضية، من خلال شبكات التواصل الاجتماعية، وما تحويه من تطبيقات مختلفة، أوجدت مجتمعاً إعلاميًا افتراضياً يغرد خارج السرب الإعلامي التقليدي الذي يعتمد على سياسات تفرضها السلطة التي تملك تلك المؤسسات. وقد زاد استخدام مصطلح الفساد في تلك الشبكات بصورة جلية في كثير من المواقع التفاعلية، من خلال استخدام "وسم الفساد" يستخدمه مستخدمو التويتر، نجد التفاعل المجتمعي المحلي والإقليمي والعربي في عرض أخبار ومعلومات مدعومة بالوثائق، وتوجيه الاتهام بصورة مباشرة لأصحاب القرار في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، مما يحتم على الدول بمختلف نظمها إجراء مراجعة شاملة لما تقوم به من نشاطات اقتصادية ومالية في تعاملاتها مع الغير.

وتابع : لهذا فإن تعزيز الشفافية في عمل الدولة ومؤسساتها وبلورة التشريعات الضرورية في سبيل تحقيق حكم رشيد يرتكز على قيام المساءلة القانونية للقائمين على إدارة شؤون الدولة، والمحاسبة الصارمة لمرتكبي الفساد، يبقى إصلاحاً مجتزأ لا يكتمل في مجتمعات اقتصادية تفتقر إلى مثل هذه الضوابط حيث يكون الفساد مستشرياً والرشاوى والسمسرات وقبض العمولات هو السائد والذي ينظم الصلات المشبوهة بين الشركات وأصحاب رؤوس الأموال وبين كبار مسؤولي الدول في إبرام العقود والصفقات على اختلاف أنواعها، والتي تفضي إلى إلحاق خسائر فادحة بالمجتمعات على المستويات الأخلاقية والسياسية والاقتصادية كافة.

وأكد الرواس أنّه عندما قررت الدول الدخول في المنظومة العالمية وتحديدًا تحت مظلة الأمم المتحدة ومن خلال الهيئات الدولية، كانت تدرك التغييرات القادمة وما يمكن أن يحدث من تطورات مذهلة قد تصل إلى زعزعة النظام العام في حدود تصورها وإدراكها لمفهوم التطور. فالعالم الذي كنّا نسمع عنه أو عشنا بعض من مراحله السابقة قد أفل، واستوسدت الأفكار الجديدة التي تحمل التقارب بين الشعوب، واُختزلت المسافات بفضل الأقمار الاصطناعية. فلم تعد سري، وسري للغاية، ومحدود التداول، لها وجود في عالم السماوات المفتوحة، فالتقنية تطورت وفرضت معطيات جديدة على الساحة بفضل الاتصالات الحديثة من خلال المعلومات التي تتدفق بكل سهولة ويسر.

من جانبهما أوضح كل من عبد الله المخيني وسعود الإسحاقي ضمن الوفد العماني - ممثلين لشركة دليل للنفط- أن مؤتمر الإعلام البترولي الخليجي في نسخته الثانية يأتي كنواة عمل لاستراتيجيات الإعلام في قطاع النفط والغاز ومما لا شك فيه أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في بحث التحديات التي تواجه الإعلام المتعلقة بهذا القطاع الحيوي، حيث إننا فعلا بدول الخليج نفتقر إلى هذه الثقافة في وسطنا الإعلامي، ومن هذا المنبر ندعم توجه معالي المهندس وزير البترول والثروة المعدنية السعودي لإنشاء جمعية خاصة لهذا النوع من الإعلام.

وأكد الخبير الاقتصادي أحمد كشوب في مداخلته بالجلسة النقاشية على أهمية إعطاء الثقة للصحفي العربي مثلما نوليها للإعلامي الأجنبي، كما شدد على أهمية إعداد صحفيين متخصصين قادرين على التحليل والرد على أية مواضيع وكتابات تدين الدول العربية عندما يتطلب الأمر ذلك.

تعليق عبر الفيس بوك