حمود الطوقي
قل عن المجتمع العماني هذه الأيام ما تشاء.. فقد اجتمع كله على قلب رجل واحد حبًا ووفاء لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.. مجتمع بأسره سجد شرقا وغربا شمالا وجنوبا شكرا وتضرعًا وحمدًا لله على سلامة وصول قائد عمان إلى الوطن معافى بإذن الله، لتستقبله الأرض قبل الإنسان وهو يضع قدمه المباركة على تراب الوطن بعد فراق طال لأكثر من سبعة أشهر..
قل ما تشاء عن حب هذا الشعب لسلطانه الأبي والوفي، فقد عبّر العمانيون عن حبهم وترقبهم، فكل كان بالأمس ينتظر ويترقب بلهفة المشتاق.. هذا يتحدث عن وصول الطائرة الميمونة، وذاك يتمنى البشرى وذاك يدعو بسلامة العودة.. المجتمع بجميع فئاته يستعد ليستقبل القائد المفدى بالحمد والأهازيج والفرح عبر استقبال شعبي ليس له مثيل..
قل ما تشاء عن المجتمع العماني هذه الأيام إلا أنني أستطيع أن أجزم أنّ القاسم المشترك الذي يجمعنا على ظهر هذه الأرض الطيبة مواطنين ومقيمين هو الحب الحقيقي الذي نكنّه لجلالة السلطان حفظه الله وأمدّ في عمره.
هذا الوالد والقائد العظيم الذي رسم البسمة في قلوب الملايين من أبناء شعبه ومكّنهم من تحقيق الإنجازات تلو الإنجازات على شتى المستويات؛ داخلية وخارجية يستحق أن نسجل له عبارات الحب والعرفان والولاء..
قل ما تشاء عن هذا المجتمع العماني؛ ففي هذه الأيام تعج شبكات التواصل الاجتماعي بأخباره وبصوره، الصور كلها كانت قابوس.. الكل يضع على صفحته صورة جلالته.. كل المواقع تتزين بمناظر وجماليات بدايات النهضة المجيدة بوهج متجدد وألق متوج لتلك الفواصل المهمة في حياة الشعب العماني الذي أحب قائده بكل إخلاص.
إنّ الأخبار السارة بوصول جلالة السلطان تثلج الصدر وهي أخبار نابعة عن حب حقيقي لشعب طالما أخلص لسلطانه منذ أن سمع مقولته الشهيرة وهو يخاطب أبناء شعبه في 23 يوليو 1970 " شعبي العزيز سأعمل بأسرع ما يمكن لأجعلكم سعداء".
إنّ هذا الخطاب يفيض بالكثير من التصورات الشاملة والمبادئ الكبرى التي يؤمن بها جلالة السلطان ويشكل منها مرتكزا لأطروحاته السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصادية والثقافية وهي مبادئ تكشف عن جذور المواقف التي يتّخذها جلالة السلطان لشعبه الآبي.
استحضرت وأنا أكتب هذا المقال خطاب جلالة السلطان في مجلس عمان نوفمبر 2007 والذي كان عبارة عن معانٍ مضيئة قويّة في دلالتها.. عميقة في رموزها، بسيطة في كلماتها (هكذا بدأنا وهكذا نحن الآن وسوف نظل بإذن الله كذلك)..
كانت تلك الرسالة ذات رؤية واضحة، مشحونة سطورها بالمعاني.. مسكونة معانيها بالدلالات؛ فكل هذه المبادئ هي بصمة واضحة المعالم للرؤية العمانية التي خطط لها جلالة السلطان قابوس وأصبحت واقعًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..
المواطن لا يثق الا فى السلطان وثقته نابعة عن حبه العميق، فهو الأب القائد الذي احب شعبه وبادله الشعب الحب بكل إخلاص ومحبة.
قل ما تشاء عن المجتمع العماني وهو ينعم بنعمة الأمان في ظل عهد جلالة السلطان.. ومقدمه الميمون يستحق الحفاوة والغبطة.. فهي فرحة فاصلة في التاريخ العماني، مفعمة بالحب والولاء، ووقفة تأمل تحمل في طيّّاتها تاريخا حافلا من الإنجازات والنهضة التي كان حاديها وربانها جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله، والذي قاد عمان في رحلة البناء والانطلاق بالبلاد نحو هدف منشود.. وستظل شمس عمان مشرقة دومًا بالحب والخير والأمن تتطلع للعلى والمجد.. يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان عاهلا ممجدًا.. وابشري ياعمان فقابوس قد جاء.. فلنسعد ونلتقيه بالدعاء.