يوفنتوس.. وعصر العودة لواجهة أوروبا

حسين الغافري

مدخل: يقول الدكتور إبراهيم الفقي -رحمة الله عليه- "هناك أوقات تشعر فيها أنها النهاية، ثم تكتشف أنها البداية. وهناك أبواب تشعر أنها مغلقة، ثم تكتشف أنها المدخل الحقيقي".

من يتذكر تلك الظروف الغاية في الصعوبة التي عاشها يوفنتوس ومحبُّوه في العشر سنوات الأخيرة، وينظر إلى قوته الهائلة وطريقه التصاعدي اليوم. وبعد كُل تلك المشاكل الثقيلة التي تحمَّلها مرغماً بإنزاله إلى دوري الدرجة الثانية في إيطاليا -بغض النظر إن كانت صائبة أم لا، وهل كانت مستحقة أم غير مستحقة، فهي ليست موضوعنا اليوم، والحديث عنها أصبح من طيات الماضي، والبحث في أوراقها قد لا يقدم جديدا منتظرا- وما صاحب تلك الزوبعة من هجرة نجوم الفريق ورفضهم البقاء في الدرجة الدُنيا واحداً تلو الآخر. ولكن ورغم كُل ذلك فقد نفض الغبار الذي خلفته تلك العاصفة، ولأن الكبار لهم كبرياؤهم وثقلهم غير المنقطع، وطبيعة خاصة بالأبطال الذين دائماً ما يولدون من رحم المعاناة.. فقد عادت السيدة العجوز مرةً أخرى إلى عرشها ومكانها الطبيعي؛ نتيجة خطط مدروسة وصحيحة سعت إلى أن يستمر هذا الصرح الكبير في أن يكون أحد المعالم الرياضية الناجحة باستمرار.

عاد اليوفنتوس بعدما حقق بطولة الدرجة الثانية وقد أخذ شيئاً فشيئاً يبني ويرمم ما أنتجته تلك المشاكل داخل أسواره ومحيطه. وها هو اليوم مثالٌ يحتذى ليكون من بين أرقى المؤسسات الرياضية في العالم تنظيماً من كل النواحي، وصدارته للدوري الإيطالي وتأهله لدور الثمانية من دوري أبطال أوروبا يثبت كل الأقوال.

وبالعودة إلى تلك الذكريات الصعبة التي أُحب أن أستطردها كأحد مشاريع النجاح الجميلة، بعدما خالف يوفنتوس جميع من ظن أنَّ وضعه يحتاج إلى سنوات وسنوات طويلة حتى يعود كما كان عليه. وهو رد صريح نراه اليوم على أن النادي قد انتشل نفسه ونهض بحكمة واقتدار، في وقت تستمر فيه إيطاليا كلها تحت ظلام عاصفة الاقتصاد المترهل في قطاع الرياضة خصوصاً والذي أنهك صفوة الأندية كإنتر ميلان وجاره إي سي ميلان وأفقد الدوري جزءا من قوته المتعارف عليها، وأفقدهم بطبيعة الحال مقعدهم الرابع في دوري أبطال أوروبا لصالح ألمانيا حتى اللحظة!

لا أبالغ القول -كما قال أليجري مدرب الفريق بعد قرعة دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا- إن الأندية الستة الأخرى حالفها الحظ وتنفست الصعداء أو هكذا على حد تعبيره عندما جنبتها القرعة الاصطدام بفريقه -حيث أوقعتهم القرعة بمواجهة موناكو الفرنسي- ولكن يمكنني القول -وبإنصاف- إنَّ اليوفي أظهر في لقاء بروسيا دورتموند الألماني عزيمة فعلية حقيقة لرجال أليجري.. وقد أبرز ردة فعل جيدة لأن يكون أحد أطراف المربع الذهبي هذا العام بعدما غاب عنه منذ العام 2003م. اليوفي بوصوله إلى نصف النهائي على الأقل وتحقيقه بطولة إيطاليا ينذر أوروبا بأنه عاد ليكون في المقدمة، وكل صولاته وجولاته التاريخية الكبيرة في طريقها لكي تعود.. طبيعي فهذا مكانه أصلاً!

تعليق عبر الفيس بوك