الأعمال الإرهابية الشنيعة التي شهدتها عدن وصنعاء باليمن، تستوجبُ الإدانة والشجب؛ لأنها تستهدفُ أمنَ واستقرارَ اليمن، وتنسف الشرعية الدستورية، وتثير الفتنة الطائفية، وتمزِّق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني ووحدته الوطنية. وهي فَوْق هذا وذاك تتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية، وتهدفُ إلى جرِّ اليمن إلى هاوية الفوضى عبر إشاعة الاقتتال وتوسيع دائرة الصراع.
... إنَّ اليمنَ الآن في حاجة إلى اجتماع كافة القوى السياسية ومكونات المجتمع على كلمة سواء، وتغليب العقل والحكمة، والعمل على تحقيق التوافق الوطني بعيدا عن منطق القوة؛ لوأد المخططات الرامية إلى زعزعة أمن اليمن ونسف استقراره.
ولا شكَّ أنَّ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، تشكِّل مُرتكزات يمكن البناء عليها للوصول إلى اتفاق تتوافق عليه جميع الأطراف، ويحفظ لليمن وحدته، ويجنبه ويلات الانقسام والتشظي والاقتتال الطائفي والحرب الأهلية.
وكما يرى كثيرون، فإنَّ بداية المخرج من الأزمة الحالية يتمثَّل في عَوْدة مؤسسات الدولة والهيئات الشرعية إلى تصريف أعمالها ومهامها في تسيير أمور الدولة، وفق ما أوكل إليها من مسؤوليات لاستكمال مهام المرحلة الانتقالية؛ وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
... إنَّ المكونات السياسية في اليمن مدعوَّة جميعا لاستشعار المنعطف التاريخي الحرج الذي تمرُّ به البلاد، كما عليها أن تسمو بمواقفها على الحسابات والنظرات الحزبية الضيقة والقاصرة، والتركيز خلال المرحلة المقبلة على العمل بجدٍّ ومصداقية لتجاوز الواقع المأساوي الحالي لليمن، والذي يُنذر بمزيدٍ من العواقب الوخيمة فيما لم يتم تلافيه بالحلول الواقعية التي تراعي مصلحة اليمن، وتأخذ في الحسبان سلامة وأمن الشعب اليمني، الذي بات مُهدَّدا في ظل استمرار الأزمة الحالية بكارثة أمنية واقتصادية.
إنَّ الحوار هو السبيل الأمثل لتصحيح المسار.. وعلى الفرقاء اليمنيين التقاط قفازه قبل فوات الأوان.