خبيرة: القراءة المبكرة ترسم مستقبل الطفل الفكري.. واختيار الموضوعات مسؤولية الوالدين

مسقط - الرؤية

تؤكد د. نينا توماس أخصائية طب الأطفال بمركز برجيل الطبي، أنّ القراءة المبكرة تساعد في رسم مستقبل الأطفال الفكري، من خلال اختيار الموضوعات التي يسمح له بقراءتها، مشيرة إلى أن مسؤولية الاختيار تقع على عاتق الأبوين.

وقالت إنّ القراءة للأطفال تحفّز بشكل منتظم تطور الدماغ وتعزز علاقة الطفل مع أهله؛ حيث أظهرت الأبحاث أنّ القراءة للأطفال في سن ما قبل المدرسة لها علاقة مباشرة بتنمية قدراتهم اللغويّة وتشجيعهم على القراءة بأنفسهم وتطوير مهاراتهم المعرفية، كما يساهم الأهل من خلال قراءتهم لأطفالهم بزيادة مهارة القراءة عند أطفالهم وغيرها من المهارات المعرفية حتى سن 10 أو 11 عامًا.

وأضافت توماس أنّه من المعروف أنّ القراءة بصوت عال هي من أهم الأنشطة الدماغية التي تؤدي إلى الاكتساب المعرفي، وفي حالة القراءة بصوت عال للأطفال فهي ليست فقط من أفضل الأنشطة لتحفيز المهارات اللغوية والمعرفية، بل إنّها أيضًا تساهم في بناء الدافع المعرفي والفضول العلمي وتنمية الذاكرة. وتابعت أنّه حتى في سن صغيرة وقبل قدرتهم على التكلم، فإنّ القراءة بصوت عال تساعد الأطفال على اكتساب قدرات لغوية وبناء الوعي الصوتي للكلمات لديهم. وقد أوضحت الأبحاث أنّ عدد الكلمات التي ينطقها الأهل أمام طفل في سن 8 أشهر يؤثر على مخزون المفردات لديه في سن 3 سنوات.

وأكدت أنّ القراءة بصوت مرتفع تساعد الأطفال على بناء علاقة إيجابيّة مع الكتب والقراءة فمشاركة الأهل وحديثهم عن القصة مع أطفالهم بشكل فردي وخاص تشجع الأطفال على بناء علاقة إيجابيّة مع الكتب والقراءة بشكل عام فيما بعد، مضيفة أنّ القراءة بصوت عال أثبتت أهميّتها كتقنية فعالة تساعد الأطفال على التعامل مع المحن والأوقات الصعبة وتخطيها.

ولفتت أخصائية طب الأطفال بمركز برجيل الطبي إلى أنّ القراءة بصوت عال تساعد الأطفال على بناء أساسات قوية تحضيرًا للتفوق الدراسي، فالقراءة بصوت عال للأطفال في السنوات الأولى تعرّفهم على القصص وغيرها من مكوّنات المعرفة المكتوبة بالإضافة إلى مفردات وأفكار جديدة لا يجدونها في الأحاديث اليومية أو على شاشة التلفاز. وأوضحت أنّ القراءة بصوت عال للأطفال تعطي فرصة تعلم الاستماع وممارسته، وهو مهارة مهمة جدا في حياتهم المدرسية، مشيرة إلى أنّ المشاركة في القراءة تساهم في تعريف الأطفال على اللغة المكتوبة مثل القصة والتي تتألف من بداية ومنتصف (أو ذروة) ونهاية، وتلعب هذه المهارات اللغوية دورًا هاما في تمكين الأطفال من القراءة بنجاح في المستقبل.

وتابعت أنّ القراءة بصوت عال للأطفال الصغار وبأسلوب تفاعلي تشجع على تطوير قدراتهم اللغوية وغرس حب القراءة في قلوبهم. ومن ناحية أخرى، تعطي مشاركة القراءة الأهل فرصة تمكين أطفالهم من فهم العالم وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية وثقل قدراتهم على تعلم استراتيجيات التأقلم.

وأبرزت توماس أهمية القراءة للأطفال بين سن 2 و 5 سنوات، حيث إنها تسهم في تطوير علاقة متينة مع الأهل، وتعلّم أساسيات مهارات التحدث، وتعلّم أساسيات قراءة الكتاب، وأن النص يقرأ من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين بحسب اللغة، وأن الكلمات تكون منفصلة عن الصور في الصفحة الواحدة، وتحسين مهارات التواصل والحديث. عندما نستثمر الوقت في القراءة لأطفالنا الصغار فسيتمكنوا من التعبير عن أنفسهم والتفاهم مع الآخرين بطريقة فعالة. كما سيكون بقدرتهم فهم اللغة والتمتع بمهارات التفكير المنطقي، وتعلم التكيّف مع تجارب مجهدة، فعلى سبيل المثال إن كان طفلك مضطربا حيال دخوله الحضانة/ المدرسة، يمكنك قراءة قصة حول الموضوع تبيّن له أن ما يشعر به هو أمر عادي، واكتشاف أن القراءة ممتعة. إن الأطفال المعتادين على القراءة غالبا ما يفضلون الكتاب على شاشة التلفاز وألعاب الفيديو عندما يكبرون.

وزادت أنّ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أوصت بأهميّة القراءة للأطفال ابتداء من مرحلة مبكرة من طفولتهم وخلال سنوات الحضانة وأولى سنوات الدراسة لما لها من تأثير على تحضير عقولهم اليافعة لتعلم اللغة والمهارات اللغوية الأساسية. ويتم تحقيق هذه النتائج من خلال مشاركة القراءة بطريقة تفاعلية تساهم في تطوير قدرات الطفل وتضفي روح الفرح على الطفل والأهل معا من خلال الكتب والصور والكلمات المكتوبة.

تعليق عبر الفيس بوك