تحيّة لـ "الرؤية"

علي بن بدر البوسعيدي

كان حفل جائزة "الرؤية الاقتصادية" في نسختها الرابعة؛ والذي أقيم الأسبوع الماضي بقصر البستان؛ حفلا فوق العادة واستثنائيًا بكل المقاييس، فقد كان تجسيدًا لفحوى نهج إعلام المبادرات، ودور المسؤولية الاجتماعية في الأخذ بيد المجتمع نحو آفاق أرحب، وتشجيع الأعمال الاقتصادية الناجحة، وتسليط الضوء على إبداعات ومساهمات أبناء الوطن وهم يدلون بدلوهم في مضمار الريادة والمشاريع الاقتصادية ذات الفائدة.. فالجائزة تعد مبادرة مجتمعيّة وإعلامية متميّزة تستحق أن نقف عندها طويلا، وأن نرفع القبعة احترامًا وشكرًا لجريدة الرؤية التي ترد الجميل لهذا الوطن المعطاء كما جاء في كلمة رئيس التحرير الأستاذ حاتم الطائي.

تكمن أهميّة هذه الجائزة في أنّها تعمل على إبراز الأفكار والطاقات المنتجة في فئة رواد الأعمال وأصحاب المشاريع، وتهيئة بيئة منافسة شريفة تحفز دوافعهم نحو الاكتشاف والمبادرة بكل ماهو جديد وقيم، فضلا عن أنّها تهدف إلى إيجاد نماذج اقتصاديّة ناجحة يُقتدى بها وتعمل على رفد الاقتصاد العماني بنهج التطوير، وتعزيز مسيرته صوب التنويع والاستدامة؛ اتّساقا مع الرؤية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وتماشيًا مع التوجّه العام للسلطنة نحو تفعيل قطاعات الاقتصاد العماني كافة بما يضمن تحقيق التنوع الاقتصادي في ظل ما يحيط بنا من تحديات ناجمة عن تداعي وانخفاض أسعار النفط عالميًا وتأثيره على مجمل الاقتصاد العالمي.

إنّ جائزة جريدة الرؤية الاقتصادية مبادرة نوعية لاستكشاف المشاريع النّاجحة، ووضعها تحت دائرة الضوء من أجل تكريم أصحابها ليكونوا بمثابة منارات يسترشد بها على مسارنا التنموي ونماذج على طريق الإجادة يقتدى بها لتعظيم الفائدة ومضاعفة الإنجاز.

وأجمل مافي الأمر أنّ الجائزة في نسختها الأخيرة شملت عددًا مقدرًا من فئة الشباب؛ مشاعل المستقبل، وهذا أمر يبعث على الفخر والاطمئنان بأنّ القادم أجمل، وأنّ مستقبل هذه البلاد غني بالمبدعين الناجحين والنماذج الناجحة التي تسهم في استشراف المستقبل عبر رؤى فكرية طموحة تستطيع الوصول ببلادنا إلى مرافئ الطمأنينة والاقتصاد التنموي المنشود.

اتّسم حفل الجائزة بدقة التنظيم والإعداد الجيّد؛ فكل شيء كان يسير كما أعد له من إضاءة وتكريم وإضافة وعرض، وشكّل الإعلامي المتألق إبراهيم الهادي حضورًا جيدا وأكسب صوته - وهو يجلجل في أركان القاعة - الحفل زخمًا.

ولاشك أنّ الجائزة وهي تطفئ الشمعة الرابعة من عمرها فرضت نفسها على المشهد الاقتصادي العماني بفضل الإعداد وما تطرحه من رؤى وموضوعات، حتى أصبحت مثار إعجاب كثيرين ونموذجًا رائدًا يجسد نهج إعلام المبادرات وتعد مثالا ناجحًا على التكامل بين القطاعين العام والخاص في بناء الوطن والسير به قدمًا نحو مصاف التطور واستدامة التنمية..

أخيرًا.. تحيّة فخر وتقدير أبعثها عبر هذه المساحة لفريق جريدة الرؤية وهو يضرب كل يوم أروع الامثلة في محبّة هذا الوطن الغالي كما لا يفوتني أن أقدّم أعظم الشكر وأجزله للجنة تحكيم الجائزة وإلى كل من ساهم في هذا النجاح.

تعليق عبر الفيس بوك