أحمد السلماني
إحساس غير عادي وشعور لا يوصف ذلك الذي يخالج الرياضي المتوج في رياضة ما عندما يتقلد الميدالية على رمزيتها إلا أن لنشوة الانتصار طعم لا مثيل له خاصة عندما يصدح على مسامع ذلك الرياضي النشيد الوطني لبلاده ويرى بأم عينيه علم بلاده يرتقي رويدًا رويدًا وبتناغم عجيب له من الدلالات الشيء العظيم، شخصيًا لم أشعر بهذا يومًا لأن أقصى ما تقلدته يوما كان داخل حدود جغرافية السلطنة الغالية ولكن هلا سألتم محمد عامر المالكي وبركات الحارثي أو فاطمة النبهانية وغيرهم ممن مروا يوماً على الرياضة العمانية عن هذا الشعور وهذه النشوة التي افتقدها رياضيونا وأضحت حلمًا بعيد المنال لا يرومه إلا من اختط لنفسه مسارا خاصا به وخارج حدود الوطن في بيئة تدفعه نحو الألق ولنا في علي الحبسي وبني جيله ومن سنحت له فرصة العمر في الاحتراف في بلدان الرياضة لديها تسير وفق منهجيات علمية مدروسة أدخلوا بها عنصرا هاما هو "صناعة الرياضة" فتكون هي أكسير حياة الرياضي ومصدر رزقه وتزدهر معها مؤسسات القطاعين العام والخاص.
وفي بلادي والحمد لله أولا ومن ثم لقائدها الملهم فلا عذر لدينا لنتخلف عن ركب الرياضة العالمية فنحن نرفل في أثواب الأمن والأمان ودورة حركة الوطن تدار ضمن نظام مؤسسي راق جدا يضمن ديمومتها ولكن هناك من التحديات والفجوات ما تعانيه رياضتنا ولكي نرقى بها ونزاحم باقي أقطار العالم فنحن بحاجة إلى:
- تقييم حقيقي وموضوعي لوضع الرياضة العمانية ومن ثم وضع إستراتيجية لتطوير الإعلام الرياضي وتأهيل الكوادر الإدارية وزيادة ضخ الأموال.
- الابتعاد عن المجاملات بانتخاب الكفاءات الرياضية خصوصًا خريجي التربية الرياضية لتولي زمام الاتحادات والأندية واللجنة الأولمبية.
- إعادة النظر في آلية ودورالمجمعات الرياضية الحالية لتخدم الرياضة العمانية والرياضيين بشكل مباشر.
- الآلة الإعلامية الرياضية لا بد من إدارتها وتدويرها من قبل المتخصصين وتفعيل الأقسام الإعلامية الرياضية بالجامعات والكليات.
- دور حيوي تلعبه جامعة السلطان قابوس في رفد القطاع الرياضي العماني بالخريجين من كلية التربية تخصص "تربية رياضية" ومن الإعلاميين الرياضيين التخصصين والاستفادة من تجربتها الطويلة والزج بهم في أتون المؤسسات الرياضية.
- الحد من البيروقراطية وإزدواجية دورات العمل بالمؤسسات والاتحادات ووزارة الشؤون الرياضية.
- لا بد أن تدار الأندية والاتحادات واللجنة الأولمبية بشكل مؤسسي وألا تختزل في شخوص معينة لضمان ديمومة دورة العمل وأن يبنى الجديد على ما سبقه خاصة في حالة وجود رؤية وأهداف بعيدة المدى.
- تفعيل الجمعيات العمومية وأن تمارس أدوارها الحقيقة خاصة فيما يتعلق بمتابعة أعمال مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية والأخذ بمبدأ " الثواب والعقاب".
- إستراتيجية السلطنة 2020 تجاهلت الرياضة والشباب وبالتالي لابد من تضمينهما في أي إستراتيجيات قادمة.
- التخصص بالأندية مطلب ملح لضمان مخرجات متفوقة مع ضرورة أن ينطلق عمل هذه الكوادر بالأندية من رغبة أكيدة بالعمل في هذا المجال.
- تأهيل الكوادر الإدارية والفنية التخصصية بالمدارس والأندية والاتحادات .
- زيادة حصص التربية الرياضية بمناهج مدارس السلطنة.
- على الشباب أن يأخذ بزمام المبادرة وألا يعزف عن المشاركة الفاعلة في دورات عمل الأندية والاتحادات.
- منح الأندية والاتحادات الرياضية المزيد من الأراضي التجارية والاستثمارية والدفع بها نحو الاستثمار في قادم السنوات لضمان وقوفها واعتمادها ذاتيا في تمويلها تمهيدا لرفع الدعم الحكومي عنها.
- إسناد مناقصات تشييد المنشآت الرياضية لشركات متخصصة.
- الهرم الرياضي بالسلطنة مقلوب ويتم الصرف ودعم القمة أكثر من القاعدة.
- ترك الفرصة للشباب المبدع وتمكينه من تسيير هذا القطاع بضخ دماء جديدة وبالتالي رحيل غالبية الأوصياء الحاليين مع الإبقاء على الفنيين منهم.
- ضرورة إنشاء اتحاد رياضي مدرسي والنهوض به بهدف رفد وتغذية المنتخبات الوطنية بالعناصر المناسبة وتكون آلية العمل في الرياضة المدرسية على أسس واضحة وممنهجة.
- ضرورة حضور الأندية وتفاعلها الإيجابي في اجتماعات الجمعية العمومية لمختلف الاتحادات الرياضية، وتأدية دورها المنوط بها على أكمل وجه
- تأهيل عدد من الكوادر الفنية المؤهلة في الاتحادات الرياضية، والتركيز على توفير مدربين أكفاء للناشئين والبراعم وليس العكس لمنتخبات الأول والأولمبي
- استضافة البطولات الإقليمية والدولية يهيئ المجال لفتح بنية رياضية تحتية قوية تستفيد منها المنتخبات الوطنية والرياضيين عموما على البعيد
- الأندية الرياضية يجب أن تكون جاذبة حتى تستقطبب الشباب وبتبنيها لبرامج وانشطة رياضية مميزة وهادفة
- مستجدات إستراتيجية الرياضة العمانية منذ مصادقتها في 2009 أين وصلت؟ وما هو جديدها؟
وغيرها من المقترحات والتوصيات التي خرجت بها ندوات وحوارات اجتهد فيها الكثير من المنظرين والخبراء وأنا هنا لم أجتهد في طرحها إنما أعدت ترتيبها بناء على توصيات من خبراء عاصروا الرياضية العمانية وسبروا أغوارها ويدركون أكثر من غيرهم ما تحتاجه ولم تتجاوز أحلامهم يوما أكثر من الإفراج عن الملفات التي حملت توصياتهم لا لشيء سوى ان يعيشوا والجماهير العمانية لليوم الذي تشنف فيه آذانهم بسماع السلام السلطاني العماني في محفل دولي كبير .
شخصيا ألمس حراكا وإهتماما يبشر بمستقبل أفضل للرياضة العمانية وأقرب مثالا كان الإهتمام الغير عادي من قبل وزارة الشؤون الرياضية بالندوة التي نظمتها جريدة "الرؤية" والتي حملت عنوان"الرياضة العمانية.. التجربة والمستقبل" كما وأن هناك مطالبة صريحة صدرت من الإتحاد العماني لكرة القدم تمثلت في أن تتحرك الأندية العمانية وتسعى في عقد ندوة وطنية عنى بالرياضة العمانية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص ونحن جميعا وكأقلام إعلامية ورياضية نناشد تفعيل مثل هذا المقترح فالهم واحد والسلطنة الغالية تستحق ذلك.