خولة آل سعيد: استخدام الأم للمضادات الحيوية من غير ضرورة يضر بصحة الطفل

الرؤية - خاص

حذّرت صاحبة السمو الدكتورة خوله آل سعيد استشاري أول قسم صحة الطفل بعيادة الطفل السعيد من عشوائية استخدام المضادات الحيوية التي تعد من أهم الأدوية المستخدمة حاليا، حيث إنّه على الرغم من دورها في إنقاذ الكثير من المرضى إلا أنّ استخدامها من غير ضرورة قد يكون مضرًا ويؤدي إلى مضاعفات سلبية.

وأشارت الدكتورة خولة إلى أنّ هناك خطأ شائعا بين النّاس وبعض الأطباء وهو كثرة استخدام المضادات الحيوية عند إصابة الطفل بارتفاع درجة الحرارة سواء كان السبب التهاباً فيروسياً أو بكتيرياً، وهو أمر سلبي جداً. فهناك حالات يكون فيها المضاد الحيوي هو العلاج الصحيح ولكن هناك من الحالات المرضية التي لا تحتاج إلى مضاد حيوي. فاستعمال المضاد الحيوي يجب أن يكون في حالة الالتهاب البكتيري فقط وليس الفيروسي، والبكتيريا لديها جدار حامٍ؛ لذلك تحتاج إلى مضاد لتقضي على هذا الجدار، أمّا الفيروسات فليس بها جدار وهي بذلك لا تحتاج إلى المضاد. وباستخدام المضاد نقتل جميع البكتيريا النافع منها والضار، وبسبب الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية وفي غير محلها سبب لزيادة مناعة الأطفال ضد المضادات. وفي واقع الأمر، ليست كل حالات الحمى أو أعراض في الأطفال تحتاج وصف مضادات حيوية لها.

وأكدت الدكتورة خولة أنّ المضادات الحيوية لا تعتبر كخافض الحرارة من الممكن أن تعطيه لطفلك متى ما دعت الحاجة فقد أشارات الدراسات أنّ العلاجات المتكررة بالمضادات الحيوية تضر بنمو جهاز المناعة وتضعفه على المدى البعيد، ما يعرض الطفل للإصابة بالحساسية أو الربو، كما أشارت الدراسات إلى أنّ المضادات الحيوية قادرة على قتل الميكروبات البكتيرية أو الحد من عملها، في حين أنّها تعتبر غير فعالة في علاج الميكروبات الفيروسية الأكثر شيوعاً في حالات الألتهابات التي تصيب الأطفال والكبار على حد سواء، وعلى عكس الاعتقاد السائد لدى الآباء فإن المضادات الحيوية لا تجدي نفعاً في علاج الطفل الذي أصيب بالرشح، أو الزكام أو أي التهاب في الجهاز التنفسي العلوي ( أنف، حنجرة، أذن، القصبة الهوائية). كونها أمراضاً تنتج من الفيروسات، ويفضل الأطباء في هذه الحالات الانتظار بضعة أيام، أو وصف دواء خافض للحرارة أو مزيل للألم، لمساعدة نظام الدفاع الطبيعي للطفل في مقاومة الفيروس.

إلا أنه أحياناً، يحدث أن يصاب الطفل بالتهابات بكتيرية يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، لكن حتى في هذه الحالة يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوص لتحديد نوع البكتيريا الموجودة ليتمكن من وصف المضاد الحيوي المناسب، فقد أثبتت أبحاث الأحياء الدقيقة وجود أنواع عدة من الميكروبات البكتيرية، ما حتم إنتاج مضادات حيوية مختلفة لعلاج أنواعها، هذا يعني أنّ المضاد الحيوي الفعّال في علاج مجموعة معينة من البكتيريا لا يفيد في مجموعة اخرى منها، لذا يفضل عدم التسرّع في أعطاء الطفل المضاد الحيوي والانتظار يومين إلى ثلاثة أيام لعرضه على الطبيب وإجراء الفحوص للتاكد من نوع الميكروبات التي أصيب بها، فيجب ألا تجتهد الأم من دافع حرصها على طفلها وتلعب دور الطبيب وتصف له المضاد الحيوي دون التأكد من أنّ هذا المضاد مناسب لعلاج الميكروبات البكتيرية التي أصيب بها.

وأشارت سموها إلى أنّ هنالك تأثيرات جانبية للمضادات الحيوية كباقي الأدوية، تتفاوت في درجاتها وربما تسهم هذه المضادات الحيوية نتيجة إخلالها بتوازن المجموعة البكتيرية في إصابة الطفل بإسهال أو آلام في البطن، أو التقيؤ، ألا أن هذه الاضطرابات المعوية سرعان ما تزول، وربما تظهر بقع حمراء صغيرة على البشرة، فيعتقد خطأ أنها ناتجة عن حساسية تجاه المضاد الحيوي في حين أنها ناتجة عن المرض الفيروسي، لذا وجب التأكد من عدم وجود أي مضاعفات للمرض وأفضل طريقة لذلك هي الالتزام بمتابعة زيارة الطبيب بعد بداية العلاج وعند نهايته للتاكد من شفاء الطفل شفاء تاماً.

وتابعت الدكتورة خولة أنّ بعض الآباء لا يعلمون أنّ المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا في الجسم، وللأسف لا تقضي على البكتيريا الضارة المسببة للأمراض فحسب، بل تقضي أيضاً على كثير من البكتيريا المفيدة والمهمة، فهو يُعدّ تدخلاً كبيراً في التوازن البكتيري الخاص بالجسم، ويمثل التعاطي المتكرر للمضادات الحيوية مشكلة على نطاق العالم بأكمله، إذ يجب أنّ يتم تعاطي الأدوية في الظروف العادي من (7-10) أيام، وكثيراً ما تحدث آثار جانبية لمن يزيد على ذلك دون حاجة أو وصفة طبية، من قبيل الإسهال، والقيء، والغثيان، وفقدان الشهية، كما يمكن أن تحدث المضادات الحيوية استجابات تحسسية تظهر في صورة طفح جلدي، إلى جانب إلحاق أضرار مستديمة بأسنان وعظام الأطفال؛ لأنّ المضادات الحيوية أدوية عالية المفعول.

تستخدم المضادات الحيوية للالتهابات البكتيرية والتي هي أقل شيوعًا بكثير من الالتهابات الفيروسيّة.

تعليق عبر الفيس بوك