الجيش العراقي يسترد "شارع كل نصف ساعة" في تكريت وسط قتال شرس مع "داعش".. وقلق أمريكي من "النصر السريع"

بغداد - الوكالات

شقت قوات الأمن العراقية ومقاتلون شيعة طريقهم ودخلوا مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين أمس ليتقدموا من الشمال والجنوب، في أكبر هجوم مضاد لهم حتى الآن ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المتشدد.

وقال محافظ صلاح الدين إنّ الجيش والمقاتلين الشيعة استولوا على جزء من حي القادسية الشمالي في حين قالت قوات الأمن إنّ قوة أخرى حققت تقدمًا سريعًا من الجنوب باتجاه وسط المدينة الواقعة على نهر دجلة. وقال مسؤول في المركز الرئيسي لقيادة العملية العسكرية "دخلت القوات مستشفى تكريت العام". وأضاف "يدور قتال عنيف قرب القصور الرئاسية بجوار مجمع المستشفى". واقتحم مقاتلو التنظيم المتشدد تكريت في يونيو أثناء هجوم خاطف في شمال العراق ووسطه واستخدموا مجمع القصور الذي بني في تكريت أثناء حكم الرئيس السابق صدام كمقر لهم. وبدأ أكثر من 200 ألف من الجنود والمقاتلين الشيعة المعروفين باسم الحشد الشعبي وهي جماعات مدعومة من إيران وبمساندة من عشائر سنية محلية الهجوم قبل عشرة أيام وتقدموا من الشرق وعلى امتداد نهر دجلة. وسيطروا على بلدة العلم التي تقع على الطرف الشمالي من تكريت مما مهد الطريق لهجوم على المدينة ذاتها. وقال بيان صادر عن مكتب رائد الجبوري محافظ صلاح الدين إنّ المحافظ أعلن "تطهير" نصف حي القادسية أكبر أحياء تكريت. وقال مسؤولو أمن إنّ جنود الجيش والمقاتلين الشيعة رفعوا العلم الوطني فوق مستشفى عسكري في جزء من القادسية استعادوه من المتشددين.

وقال المسؤول الأمني إن القوات البرية أوقفت تقدمها في حين هاجمت طائرات هليكوبتر قناصة ومواقع الدولة الإسلامية ثم واصلوا التقدم باطراد ليسيطروا على "شارع كل نصف ساعة". وأضاف أن قتالا عنيفا يدور حول مقر شرطة تكريت إلى الجنوب مباشرة من القادسية. وذكر أنه باتجاه الشمال الغربي تشتبك القوات ومقاتلو الحشد الشعبي من جهة ضد متشددي الدولة الإسلامية في المنطقة الصناعية بالمدينة من جهة أخرى.

وفي الشمال هاجم مفجر انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية موقعا لحزب العمال الكردستاني في بلدة سنجار. وقال مسؤول أمني كردي كبير إنه بعد التفجير نفذ حوالي 70 متشددًا هجوما لكن ردتهم ضربات جوية من التحالف.

في المقابل، توقع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن تحقق القوات العراقية والمقاتلين الشيعة الذين يحاربون معها لاستعادة مدينة تكريت انتصارًا مؤكدًا، لكنّه عبر عن قلقه بشأن الكيفية التي سيتم بها معاملة السنة بمجرد طرد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. جاءت تصريحات ديمبسي أمام الكونجرس فيما تتقدم قوات الأمن العراقية والمقاتلين الشيعة المدعومين من إيران من الشمال والجنوب لشق طريقهم والدخول إلى تكريت. وقال ديمبسي في جلسة بمجلس الشيوخ "ليس هناك شك في أنّ قوات الحشد الشعبي وقوات الأمن العراقية ستتمكن من طرد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من تكريت." وأضاف "المسألة هي ما الذي سيحدث بعد ذلك من حيث استعدادهم للسماح للعائلات السنية بالعودة إلى أماكنهم وهل سيعملون على إعادة الخدمات الأساسية التي ستصبح ضرورية أم أن ذلك سيؤدي الى وقوع فظائع وعقاب." وقال "عملية تكريت ستكون منعطفا إستراتيجيا على نحو أو آخر من حيث تهدئة مخاوفنا أو زيادتها."

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك