- تعزيز الأمن الغذائي من خلال زيادة إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء والألبان والأسماك
مسقط - العمانية
التقى معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية أمس أصحاب مشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال تربية وإنتاج الدواجن ناقش معهم المعوقات التي تواجه هذا القطاع .
وقال معاليه في تصريح له إنه استمع خلال اللقاء إلى أصحاب هذه المشاريع في محاولة لتقديم الخدمات اللازمة لهم والتعرف على أهم الصعوبات التي تواجههم .
وأوضح معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية أنّ السلطنة تنتج ثلث الكميات المطلوبة من الدواجن وحوالي 45% من بيض المائدة، مشيراً إلى أن هناك مبادرات عديدة وهامة في هذا المجال كمبادرة الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة ومشروع شركة المطاحن العمانية "أطياب" إضافة إلى مبادرات شركات القطاع الخاص، مؤكداً أن هذه المشروعات كافية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المنتجات الغذائية الهامة .
وقال المهندس أحمد بن إبراهيم الناعبي مدير دائرة الإرشاد والإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة والثروة السمكية في كلمة له إنّ هذا اللقاء يساهم في طرح ومناقشة العدد من الجوانب الهامة لتطوير مشاريع تربية وإنتاج الدواجن في السلطنة والخروج برؤى ومقترحات لتذليل المحددات والصعاب وبما يساهم في استدامة وتطور هذه المشاريع مستقبلاً .
وبيَّن أن قطاع الدواجن بالسلطنة شهد نموًا ملموساً خلال الفترة الماضية فاق كل التوقعات حيث أشارت نتائج التعداد الزراعي الأخير 2012/ 2013 إلى وجود حوالي 2500 حيازة متخصصة لإنتاج الدواجن اللاحمة والعديد من المشاريع الكبيرة لإنتاج لحوم الدواجن وبيض المائدة.
وقد تضمن اللقاء كلمة لأصحاب مشاريع الدواجن ألقاها هلال بن خليفة الهنائي الذي استعرض خلالها أهم التحديات والمعوقات التي تواجه مشاريع الدواجن .
حضر اللقاء عدد من أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين والمسؤولين بالجهات والمؤسسات الحكومية.
إلى ذلك قال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية إن السلطنة ماضية في تنفيذ العديد من المشاريع المهمة لتعزيز الأمن الغذائي وفق خطط ودراسات متكاملة وتسعى إلى إيجاد نوع من البيئة داخل السلطنة لتلافي تأثير أية أزمات في قطاع الغذاء على المستوى العالمي.
وأضاف معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العمانية "ننتج حاليا ثلث حاجة السلطنة من الغذاء في المتوسط العام وهناك اكتفاء ذاتي في الأسماك حيث يصل الإنتاج إلى 210 آلاف طن بزيادة تبلغ 40 بالمائة عن السنوات الأربعة الماضية وتوجد طاقة فائضة يتم تصديرها إضافة إلى اكتفاء كامل في بعض المنتجات الزراعية والتمور كما أننا ننتج ثلث الكميات المطلوبة من الدواجن وحوالي 45 بالمائة من البيض.
وأوضح أنّ وزارة الزراعة والثروة السمكية تعمل على تعزيز الأمن الغذائي" من خلال أربعة محاور تشمل زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم البيضاء والحمراء وبيض المائدة والألبان والأسماك وبناء طاقة تخزينية حيث انتشرت في كافة محافظات السلطنة مخازن للمواد الغذائية وصوامع الغلال تضم احتياطيات مطمئنة وفعالة لتوفير السلع الأساسية الغذائية كافية لفترات زمنية معقولة وبالتالي تستجيب لحاجات السلطنة في حال حدوث أزمات على المستوى العالمي وإيجاد نوع من الاستقرار في العرض والأسعار والنوعيات الموجودة".
وتابع معاليه أنّ "الوزارة في خططها تركز أيضًا على الاستثمارات داخل السلطنة في الجانب الغذائي وجذب الاستثمارات من خارج البلاد إضافة إلى التوجه نحو البحث عن بيئات وبلدان آمنة تستطيع السلطنة أن تستثمر فيها لإنتاج بعض المحاصيل الزراعية المهمة كما أنها تعمل على المحور المتعلق بالاستيراد الذي تم تحريره ورفعت القيود عنه حيث إن المنتجات الزراعية معفية من الجمارك" .
يذكر أنّ الحكومة أنشأت الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة كذراع استثمارية بهدف تحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي من سلع غذائية إستراتيجية حيث ستساهم الشركة في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي للسلطنة من خلال الاستثمار المباشر بإدارة شركاتها التابعة لها أو المساهمة في إدارة الشركات الأخرى التي تمتلك فيها أسهما.
وقال سالم بن سيف العبدلي مسؤول الدراسات والمتابعة في الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة لوكالة الأنباء العمانية إن الشركة لديها حالياً ثلاثة مشاريع إستراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي باستثمارات تبلغ حوالي 250 مليون ريال عماني في قطاعات منتجات الحليب وإنتاج اللحوم البيضاء والحمراء ومشاريع أخرى ستساهم فيها كشريك بنسب تصل إلى 20 بالمائة في قطاعات لإنتاج الغذاء.
وأوضح أنّ شركة مزون للألبان وهو المشروع الأول للشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة يتوقع أن يبدأ الإنتاج حسب الخطة في عام 2017 باستثمارات مشتركه مع مستثمرين وصناديق استثمارية محلية ومستثمرين من الخارج تبلغ 100 مليون ريال عماني وتستهدف تعزيز إنتاج السلطنة من منتجات الحليب من 25 بالمائة، حالياً إلى أكثر من 50 بالمائة بنهاية عام 2020، مشيرًا إلى أن المشروع سيبدأ بأربعة آلاف بقرة يرتفع إلى أكثر من 25 ألف بقرة خلال عشر سنوات.
وأضاف العبدلي أنّ المشروع الثاني وهو أيضاً باستثمارات محلية وخارجية مشتركة يستهدف إنتاج اللحوم البيضاء (الدواجن) بطاقة إنتاج تبلغ 60 ألف طن من اللحوم البيضاء بتكلفة تبلغ مائة مليون ريال عماني على أن يبدأ الإنتاج في عام 2017. وقال العبدلي إنّ المشروع الثالث سيقام باستثمارات مشتركة مع مستثمرين محليين ومن الخارج بتكلفة مبدئية تبلغ حوالي 45 مليون ريال عماني ويهدف إلى إنتاج اللحوم الحمراء حيث يجري التفاوض حالياً مع عدة دول مثل السودان وتنزانيا لاستيراد اللحوم منها.
وأضاف أن الشركة ستدخل في استثمارات أخرى في مشاريع متعلقة بالإنتاج الغذائي بنسب تصل إلى20 بالمائة مثل مشروع أمهات الدواجن في صحار ومشروع التسويق الزراعي الذي يهدف إلى شراء المنتجات من المزارعين وتسويقها وتطوير أدوات التسويق مثل إنشاء مراكز تجميع وأماكن فرز للمنتجات الزراعية وسيكون قيمة مضافة للإنتاج الزراعي ومشروع تطوير نخيل التمور الذي يهدف إلى تطوير قطاع النخيل في السلطنة لإنتاج التمور ومشتقاتها والمشاركة في مشاريع ذات بعد تنموي واجتماعي كمشروع تجميع الألبان في محافظة ظفار.
وأشار إلى أنّ الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة يهدف الى استثمارات خارج السلطنة خاصة في إنتاج الأعلاف الخضراء لتغطية الاحتياجات المحلية حيث إنّ هناك جهودا تبذل مع مستثمرين لإقامتها.