صيانة الأمن القومي العربي

تكتسب اجتماعات الدورة العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب التي بدأت أعمالها أمس في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أهمية كبيرة لطبيعة الموضوعات التي تناقشها، ولازدحام جدول أعمالها بالعديد من القضايا التي تهم الأمة العربية في هذا الظرف الدقيق والحرج من تاريخها.

حيث تشهد العديد من الدول العربية حروبا وصراعات مسلحة ومواجهات دامية مما يهدد بمخاطر الانقسام والتشظي، الأمر الذي يعزز الحاجة إلى تحرك يصون الأمن العربي القومي ويعيد السلم والاستقرار إلى المنطقة ، ويبعد عنها شبح التحديات التي تهدد بنسف عدد من الكيانات العربية القائمة.

وتقترن المخاطر الكبيرة التي تحدق بالأمة في جانب منها بالتنامي الخطير والمقلق للإرهاب والفكر المتطرف، حيث باتت مجموعات من المتشددين تسيطر على مساحات كبيرة من أراضي دول عربية، وتنشط في بلاد أخرى وبصورة تشكل تهديدًا لأمن وسلامة شعوب تلك الدول.

أمام المجلس الوزاري العربي جدول أعمال حافل بالبنود التي تصل في مجموعها إلى 28 بندا تغطي طيفًا واسعًا من القضايا العربية وتشعباتها الهادفة إلى تعزيز العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية..

ويأتي عقد الدورة تحت عنوان "صيانة الأمن القومي العربي" تأكيدا على أهمية الأمن القومي العربي باعتباره ركيزة أساسية للأمن الإقليمي.

وتسجل القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية حضورا على طاولة اجتماع وزراء الخارجية العرب، والتي تمر بمرحلة حرجة بسبب أجواء الجمود التي تحيط بالعملية السلمية، وفي ظل تمادي العدوان الإسرائيلي بسياساته العدوانية الاحتلالية.

إن مستجدات القضية الفلسطينية وما يرتبط بها من تطورات ومنها مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والدول، أمر في غاية الأهمية ويتطلب بحثا مستفيضا من وزراء الخارجية العرب للتوصل إلى قرارات بهذا الشأن يتم المصادقة عليها في القمة العربية المزمعة بشرم الشيخ في وقت لاحق من هذا الشهر، حتى تكون منطلقا جديدا للتعاطي الجدي مع هذه القضية بما يكفل تحريكها صوب نقطة الحلول العادلة .

تعليق عبر الفيس بوك