د. بهمن أكبري
أظهرت التطورات الأخيرة – ومنها هجوم إسرائيل على قطر وتصاعد اعتداءاتها في سوريا ولبنان – أن الاعتماد على القوى الخارجية لم يجلب أمنًا دائمًا، بل عمّق الأزمات الداخلية، وأن السبيل الوحيد هو بناء تحالف إقليمي شامل.
السياسات المزدوجة للولايات المتحدة وأوروبا (مثل آلية «سناب باك») تكشف أن الغرب يتعامل مع أمن المنطقة كأداة ضغط.
التحالفات السابقة التابعة، مثل "اتفاقيات أبراهام"، لم تحقق الاستقرار، بل عمّقت الانقسامات (عرب/عجم، سنّة/شيعة) ومهّدت الطريق أمام تغلغل إسرائيل.
مغامرات تل أبيب الأخيرة عرّت طبيعة العلاقة التقليدية والمبهمة بين أميركا والعرب، وخلقت فرصة غير مسبوقة لإعادة صياغة النظام الإقليمي.
هجوم إسرائيل على قطر يُعد فرصة استراتيجية لإعادة تعريف العلاقات الأمنية في المنطقة. وقد أدرك الإخوة العرب أن الحاجز الحقيقي أمام إسرائيل كان انشغالها بمواجهة إيران ومحور المقاومة، لا ضمانات واشنطن.
لقد آن الأوان للانتقال من الثنائيات المفرِّقة (عرب/عجم، سنّة/شيعة) إلى تقارب عملي جديد.
المسار المقترَح للتحالف
1. فوق الانقسامات المذهبية والقومية: إشراك جميع الفاعلين عربًا وعجمًا، سنّة وشيعة.
2. الاستفادة من خبرات إيران الأمنية دون تحميلها أعباء أحادية.
3. الربط بين الأمن والتنمية عبر التعاون في الطاقة والتجارة والتكنولوجيا.
4. الردع الجماعي تجاه إسرائيل بدلًا من الاعتماد على القوى الخارجية.
5. تقليص بيئة التدخل الأجنبي من خلال احتواء النزاعات الإسلامية – الإسلامية.
وأخيرًا.. لم يعد بناء التحالف خيارًا؛ بل ضرورة تاريخية. وحتى إن لم يتحقق سريعًا مشروع "ناتو إقليمي" أو تحالفات كبرى بين تركيا ومصر، فإنَّ مجرد السير نحو التقارب يشكل مكسبًا استراتيجيًا وبدايةً لإعادة كتابة استراتيجيات المنطقة على أسس جديدة.