صناديق تحرث في أرض الوطن

علي بن راشد المطاعني

يلعب صندوق تقاعد موظفي وزارة الدفاع دورًا حيويًا في الاستثمار في القطاعات الحيوية في البلاد ذات القيمة المضافة للاقتصاد الوطني ويستوعب الكوادر الوطنية ويسهم كذلك في تنويع مصادر الدخل، فهذا الصندوق يلاحظ أنّه يضع استثماره في البلاد في مشاريع حيوية بالغة الأهمية كمشروعات السياحة والمجمعات التجارية وغيرها من المشروعات التي تسهم في إضافة كيانات اقتصادية تسهم في توفير مرافق حيوية هامة في البلاد، وتحرّك الجوانب الاقتصادية وتستغلّ المقومات التي تتمتع بها البلاد، هذه هي مسؤولية صناديق التقاعد أن تضع استثماراتها في الوطن وأن تسهم مع غيرها من الشركات في تعزيز الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية، والعائد من الاستثمار في البلاد أكبر من غيره في الخارج سواء كان مباشرًا أو غير مباشر، وهو ما يجب أن يدركه الكثيرون سواء كانوا كيانات أم أفرادا، الاستثمار في البلاد أفضل من الهرولة إلى الخارج وما ينتج عنها من مجازفات استثمارية غير محمودة، الأمر الذي يفرض علينا تحية هذا الصندوق الذي يعمل بصمت في الداخل أكثر من غيره، ويضع استثماراته في مشاريع كبيرة في قطاع السياحة.
وبلا شك أنّ صناديق المعاشات في أيّ دولة هي من يقود الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية باعتبارها أكبر صناديق مساهمة من المواطنين المنضوين تحت مظلتها، فعندما تستثمر في مشروعات ذات قيمة مضافة للبلاد، فهي تعكس ماهيتها كصناديق وطنية تتكون من الموظفين والمتقاعدين في العديد من القطاعات الاقتصادية في البلاد، فهي عندما تستثمر في هذه المحافظة أو تلك يكون الاستثمار منهم وإليهم، وتنشر ثمارها على أبنائها في أنحاء البلاد على هيئة استثمارات في مشروعات اقتصادية ذات عائد كبير عليهم كمستثمرين وتوفر لهم وغيرها خدمات ذات أهمية كبيرة وتسهم في توفير المرافق الحيوية ذات الطابع التجاري التي يحتاجها السكان، فاليوم عندما يستثمر الصندوق في مشاريع سياحية ندرك أنّه ينظر إلى مدى بعيد في تحقيق العائد على الاستثمار، ولكن الفائدة العامة تكون على الاقتصاد الكلي للبلاد، وتوفر مكاسب غير مباشرة ذات أهمية كبيرة في إسداء العديد من الخدمات الضرورية خاصة قطاع السياحة الذي يحتاج إلى استثمارات كهذه في كل المحافظات بدون النظر إلى الفوائد الآنية المباشرة فقط، وإنما يكون النظر أيضًا إلى الأمد البعيد لأهمية هذه المشروعات الكبيرة.


إن صندوق تقاعد وزارة الدفاع له بصمات واضحة في الاستثمار في مشاريع حيوية، فبالأمس وضع حجر الأساس للاستثمار في أكبر مشروع سياحي في الجبل الأخضر وسوف يسهم في توفير العديد من المرافق السياحية في هذا الجزء من الوطن الذي تشد إليه رحال الكثير من المواطنين والسياح، وكذلك مشروع إنشاء مجمع تجاري متعدد الأغراض في منطقة الموالح، واليوم يوقع اتفاقية لتطوير صلالة جراند مول مع شركة المدينة العقارية وغيرها من المشروعات ذات القيمة المضافة، وهو بذلك يسخر مدخراته واستثماراته في الداخل وفي مشروعات ذات أهمية كبيرة للاقتصاد الوطني وذات أبعاد مهمة في العديد من الجوانب الاجتماعية والتجارية وغيرها مما يعكس رؤية الصندوق ودوره الوطني في ترسيخ قاعدة مهمة لاستثمار الصناديق التقاعدية أموالها في البلاد وفي مشروعات ذات قيمة مضافة عالية مباشرة وغير مباشرة.


فالبلاد في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الاستثمارات في العديد من القطاعات الاقتصادية خاصة السياحية أهمها إضافة مرافق حيوية ترفد المقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة وتقديم تسهيلات وخدمات في أمس الحاجة لها من جانب مرتادي هذه الأماكن الجميلة، فاليوم الكثير من الأمكنة السياحية تفتقر لبعض المرافق التي يجب أن يستثمر فيها القطاع الخاص والصناديق التقاعدية كدعامة أساسية لتنمية القطاع السياحي، فالحكومة لا يمكن أن تستثمر في منشآت تجارية فدورها تشريعي وتشجيعي وتنظيمي، فالصناديق عندما تبادر إلى الاستثمار في هذا القطاع وغيره فهي تدرك دورها الوطني الكبير، ولو أن عوائدها ستأتي بعد حين إلا أنها تضع بصمات على أرض الواقع وتسهم بشكل وبآخر في تعزيز القطاعات الاقتصادية وتعظيم الفوائد من الاستثمارات في إضفاء قيمة مضافة عالية سواء للقطاعات بإضافة خدمات أو باستيعاب الكوادر الوطنية أو إثراء المجتمعات المحلية وهو مجتمع ما يطلق عليه الاقتصاد الكلي.


بالطبع صناديق التقاعد لها استثمارات في العديد من القطاعات وتعول على الاستثمارات في تغطية العجوزات الاكتوارية المستقبلية، وتهدف إلى أن تدر استثماراتها عوائد إلى غير ذلك من بديهيات العمل الاقتصادي، ولكن أيضًا مسؤولياتها في التوفيق بين المصالح العليا ومصالح الصناديق ذات أهمية وكلها منظورة من الدولة ورجالات الاقتصاد وأبناء الوطن، فهذه الاستثمارات تظل شامخة كالقلاع مدى الدهر في جنبات الوطن تؤرخ لمسؤوليات وطنية تتعاظم لدى الصناديق في الإسهام في هذه المجالات الحيوية.
نأمل أن تعزز صناديق التقاعد استثماراتها في المشروعات الاقتصادية ذات الأهمية الكبرى في البلاد وهي ما نعول عليه في الفترة القادمة، وتعظيم استثماراتها في ما ينفع البلاد والعباد أمر ذو أهمية كبيرة في أمسّ الحاجة إليه فتحية لصندوق تقاعد وزارة الدفاع وغيره من الصناديق التي تحرث في أرض الوطن ولا تذهب بعيدًا.




تعليق عبر الفيس بوك