منال العجمية: جهاز استشعار الحوادث يوظف التطور التكنولوجي لخدمة الإنسان والحفاظ على الأرواح

قالت منال العجمية قائدة فريق جهاز استشعار الحوادث الحاصل على المركز الرابع بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب لعام 2014، إن الجهاز يوظف التطور التكنولوجي لخدمة الإنسان والحفاظ على الأرواح، حيث يقوم الجهاز بإرسال رسالة نصية إلى الجهات المعنية حال وقوع الحادث للإبلاغ عن موقع وطبيعة الحادث.

ويتألف الفريق من أربع طالبات يدرسن في الكلية التقنية العليا، ويأمل في أن يحقق الرفاهية والسعادة للمجتمع من خلال الابتكارات العلمية القائمة على الاستفادة من التطوير التقني الهائل وثورة المعلومات.

وأضافت العجمية- في حوار مع "الرؤية"- أن فكرة المشروع نبعت عندما قامت بالبحث عن أهم القضايا التي تعاني منها السلطنة في الوقت الحالي، وتبين أن مشكلة تأخر استجابة الجهات المعنية لوقوع الحوادث خاصة في المناطق البعيدة يمثل قضية كبرى، لذا اقترح فريق العمل ابتكار جهاز يستشعر الحوادث، فعند وقوع الحادث وحدوث إصابة للسائق أو أحد الركاب يقوم جهاز استشعار الحوادث بمساعدة الركاب، ومن ثم يبدأ في إرسال رسالة نصية للجهات المعنية لتقديم بلاغ عن وقوع حادث في منطقة ما، في مدة يستغرقها الجهاز فقط خمس عشرة ثانية.

وأوضحت أنها بدأت تنفيذ المشروع في عام 2014، بهدف تقديم خدمة لمستخدمي الطريق، وإنقاذ الأرواح ومساعدة الجهات المعنية في مهامها. وأوضحت أن فكرة الابتكار مشابهة لبعض أفكار الشركات التي ابتكرت جهاز استشعار الحوادث ويعمل من خلال كبسة زر، لكن الجهاز الذي ابتكرته العجمية مبتكر بتقنية أفضل وأكثر خدمية، حيث يعمل تلقائيا عند وقوع الحادث ولا يحتاج إلى كبسة زر؛ لأن الركاب قد يصابون في وقت الحادث بإصابات بالغة تحول دون قدرتهم على كبس زر استشعار الحوادث.

الرؤية - أسماء البجالية

** ما هي آلية عمل جهاز استشعار الحوادث؟

يعمل الجهاز عند وقوع الحادث؛ حيث يقوم تلقائيا بإرسال رسالة نصية مباشرة إلى الجهات المعنية مثل الشرطة أو الدفاع المدني والإسعاف لتبليغهم عن وقوع حادث مروري لمركبة ما، وتحتوي الرسالة النصية على بيانات متعلقة بالحادث كمكان وقوع الحادث وصورة للحادث ومدى قوته. وسيتوزع الجهاز حول السيارة لإمكانية استشعار الحادث في كل الحالات، بالإضافة إلى احتوائه على نظام تحديد المواقع "جي.بي.إس" الذي يساعد الجهات المعنية على تحديد موقع الحادث بالتحديد لسهولة وسرعة الوصول.

** ماذا عن دعم الجهات المعنية لابتكاركم؟

لم نتلق حتى الآن أي دعم من أي جهة داخل السلطنة، على الرغم من أننا قمنا بعرض فكرة الجهاز المبتكر على عدة جهات منها شرطة عمان السلطانية كونها إحدى الجهات المسؤولة في هذا الشأن، لكن لم نتلق أية رد أو دعم لفكرة الاختراع، وأيضًا عند مشاركتنا في جائزة "الريادة" لم نتلق أية دعم من الجهة المنظمة، مقارنة بالدعم الذي تلقيناه من الدول الأخرى كدولة الإمارات العربية المتحدة وتحديدا إمارة دبي، وإمارة أبوظبي ممثلة في معهد الابتكارات، علاوة على الدعم من مصر والعراق واليابان وألمانيا.

** اذكري لنا التحديات والمعوقات التي واجهتك خلال مسيرة ابتكار الجهاز؟

من التحديات التي واجهتنا في المشروع هي صعوبة توفر مواد الابتكار من بطاريات، وضعف إشارة تحديد المواقع، حيث إن الإشارة التي يصدرها جهاز تحديد المواقع تكون ضعيفة، علاوة على التكلفة العالية للمواد الخام المستعملة في الابتكار وعدم توفر كافة الأدوات، حيث إنّ العديد من المواد المستخدمة في الابتكار غير متوفرة بالسلطنة، ونضطر إلى استيرادها من الخارج وتحمل تكاليف الشحن.

** ماذا عن إنجازاتكم ومشاركاتكم داخل وخارج السلطنة؟

لدينا مشاركات عدة منها مشاركة بارزة في كليّة العلوم التطبيقة بصحار والتي فزنا فيها بالمركز الأول، وفي كلية العلوم التطبيقية في شناص، حيث حصدنا المركز الثالث، وفي دبي شاركنا في معرض "جتكس"، وحصلنا على تقدير من بين أفضل عشرة مشاريع في العالم، وتم تكريمنا على مستوى الكلية التقنية حيث حصلنا على المركز الأول في المشاريع بالكلية لتخصصات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، وتم تكريمنا أيضا في وزارة القوى العاملة.

** كيف يرى الفريق المستقبل، وما هي الخطط التي تأملون تنفيذها؟

من الخطط المستقبلية التوجه للشرطة ولصندوق الرفد لعرض الإبتكار عليهم على أمل أن نتلقى الدعم منهم، فصندوق الرفد يدعم المبتكرين وهذه بادرة طيبة منهم، وصندوق الرفد خاصة يقدم دعمًا ماديًا وفنيًا، حيث يوفر خبراء للإشراف على تنفيذ الإبتكار وتطوير فكرته وأهدافه، كما سنقوم كفريق بالعمل على تطوير ابتكار جهاز استشعار الحوادث، حيث إن هناك أفكارا قد استجدت لتطوير الابتكار.

** هل من مطالب أو مقترحات تقدمونها للجهات المختصة؟

نحتاج إلى دعم أكثر من قبل الجهات المعنية لإبتكاراتنا، وأن يتزايد هذا الدعم بشكل عام لفئة الشباب وصغار المبتكرين، بما يسهم في دعم ورعاية المخترعين الصغار، فهناك مخترعون صغار السن لكن يمتلكون أفكارًا عظيمة ويتمتعون بقدرات عقلية فريدة. أما على مستوى الكليات، فإننا نركز على قضية السيولة المالية وشراء المواد والأجهزة اللازمة لتنفيذ الابتكار؛ حيث لا يتوفر بند لطلاب تكنولوجيا المعلومات أن يكون بمقدورهم شراء متطلبات الابتكار على نفقة الكلية، وفي المقابل يتحمل المبتكر كافة التكاليف، وهناك بند للشراء بمبلغ محدد وإن تم تجاوزه على الطالب تحمل بقية التكاليف. ورغم امتلاك البعض لأفكار وابتكارات متميزة، إلا أن نقص التمويل وغياب الدعم المادي يعرقل قدرتهم على الابتكار، وهو ما ينبغي معالجته وتخصيص الميزانيات لهؤلاء المخترعين.

تعليق عبر الفيس بوك