مؤتمر القضايا الصحيّة يواصل أعماله بمناقشة تحديات التعليم الصحي وبرنامج السلامة على الطريق

 

مسقط - الرؤية

تصوير: خميس السعيدي

 

تواصلت أمس بفندق قصر البستان الجلسات العلمية للمؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحيّة بالمجتمعات العربية وسط تفاعل علمي واستعراض العديد من أوراق العمل والبحوث العلميّة والمناقشات الفاعلة التي تثري جلسات المؤتمر.

وشهدت جلسات أمس استعراض أوراق عمل تناولت التعليم وتنمية القوى العاملة الصحيّة في المجتمعات العربية، والتحديات التي يواجهها التعليم الصحي في السلطنة والشرق الأوسط، كالإرهاق بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، والآم الظهر السفلية بين الممرضات العاملات في مستشفيات الرعاية الثالثية، والتحديات المصاحبة لتأسيس نظام التعامل مع الحوادث من منظور السلطنة،وإنجازات وتحديات برنامج بحوث السلامة على الطرق في السلطنة، وتغيير سلوكيات القيادة المتهورة لدى الشباب العربي. كما تناولت أوراق العمل أداء البحوث الطبية في الدول العربية وتحدياتها، ونشر المعلومات الصحية، والنظرة المستقبلية للنظام الصحي في السلطنة 2050، والتعاون بين المعاهد الصحية الدولية ومؤسسات ومنظمات الشرق الأوسط ومنها في السلطنة: وزارة الصحة، والمجلس العماني للاختصاصات الطبية، وجامعة السلطان قابوس ومجلس البحث العلمي.

وقال سمو الأمير الدكتور فراس رعد - مستشار صحي بالبنك الدولي- إنّه قدّم محاضرة تناول فيها آلية تطوير البنية الأساسيّة للقطاع الصحي في الدول النامية وتأثير البطالة والفقر على ظهور مشاكل صحيّة في المجتمعات العربيّة. كما تطرّق في محاضرته إلى دور القطاع الصحي الحكومي والخاص في تطوير المجال الصحي بمختلف تخصصاته، وأهم المشاكل الصحيّة في الدول النامية كالسمنة والسكري وحوادث الطرق وتأثير المضاعفات الصحيّة الناتجة عنها على القطاع المادي لدعم الموارد الصحية، وأهميّة توجيه النفقات بعناية وتوازن في معالجة القضايا الصحية للحصول على أفضل النتائج على المستوى الصحّي.

 

وقال الدكتور عدنان حماد - كبير المستشارين للشؤون الصحيّة والدوليّة للأبحاث للمجتمعات العربية ورئيس المؤتمر السابع للقضايا الصحيّة للمجتمعات العربية - إنّ هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها المؤتمر الصحي خارج الولايات المتحدة، حيث تعد السلطنة أول دولة عربية يقام على أرضها المؤتمر، نظرًا لأنها بلد أمين ومضياف، كما تعتبر السلطنة بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط من البلدان التي لها دور بارز في مكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية.

وأوضح الدكتور عدنان أنّ الهدف الرئيسي من انعقاد المؤتمر بناء جسور اتصال ما بين الجامعات والمؤسسات الصحيّة الأمريكية ونظرائها في الوطن العربي من أجل توثيق وتحسين البحث العلمي والتدريب وتحسين الخدمات الصحيّة لمصلحة الإنسان، كما يهدف المؤتمر لعقد العلاقات ما بين هذه المؤسسات على المدى البعيد في مجال التدريب الصحي والعلمي والزيارات المتبادلة، ونشر أوراق العمل المطروحة في المؤتمر في المجلات الصحيّة والطبية منها المحلية والعالمية. وأكد أنّ المؤتمر شهد مشاركة أكثر من (300) مختص من (48) مؤسسة أكاديمية محليّة وعالميّة من (33) دولة، وهو أكبر حضور مؤسسي أكاديمي في تاريخ المؤتمر منذ تنظيمه، موجهًا شكره لوزارة الصحة لما قدمته من دعم لإنجاح المؤتمر.

وقال الدكتور يوسف الوشاحي - رئيس وحدة التعليم الطبّي بكليّة الطب بجامعة السلطان قابوس ومدير التعليم بالإنابة بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية - إنّه شارك في المؤتمر بمحاضرة عن تاريخ التعليم الطبي في دول مجلس التعاون والتحديات التي تواجهه، خلص من خلالها إلى ضرورة تخطيط تنمية الموارد البشرية مبكرًا، ومساعدة طلبة المدارس على الاختيار الأفضل للتخصص واختيار الأصلح لدراسة الطب والعناية بتنمية الطالب في المهارات العامة علاوة على المهارات الطبية المهنية، وإعادة صياغة مناهج التعليم الطبي لتواكب احتياجات المجتمع والبيئة المحلية والاهتمام بإعداد القيادات الطبية.

وقدمت جمانة كالوت - أستاذة في الصحة العامة بالجامعة الأمريكية ببيروت محاضرة عن كيفية بناء قدرات العاملين في مجال الصحة العامة أوضحت من خلالها أنّ أولئك العاملين يملكون اختصاصات ومهنا مختلفة ويقومون بأدوار أساسية في توفير الخدمات الصحيّة المختلفة، ويعملون في إطار الأولويات الصحية في المنطقة من منطقة إلى أخرى.

وقدمت مارتين نجم - أستاذة في الصحة العامة بكلية العلوم الصحيّة بالجامعة الأمريكية ببيروت - محاضرة عن الشراكة الصحيّة عبر الحدود ومواجهة التحديات في زمن الأزمات، تمّ التركيز فيها على العلاقة الثلاثية بين مؤسسة أكاديميّة ومنظمة الأمم المتحدة ومؤسسات حكومية.

وأكدت منى مكي - نائبة رئيس المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية - على الاستفادة الكبيرة من المؤتمر. وأضافت أنّ المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية يهتم بشكل أساسي بالصحة الجسديّة والنفسية وأبحاث الصحة العامة سواء المحلية أو الإقليمية أو العالمية والهدف من المؤتمر تحسين وتأهيل كافة أفراد المجتمع على قيادة حياة منتجة ذات أهميّة تقدم العديد من الخدمات التي تلبي كافة متطلبات المجتمع، حيث استغرق التحضير للمؤتمر 20 شهراً.

وتستضيف السلطنة المؤتمر ممثلة في وزارة الصحّة، وينظّمه المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعيّة بالولايات المتحدة الامريكية بمشاركة أكثر من (300) متخصص من مختلف دول العالم من بينهم نخبة من الباحثين العالميين والعرب، فيما يحاضر خلاله (140) محاضرًا في مختلف التخصصات الصحيّة بـ(48) جامعة من (33) دولة يقدمون ما يقارب من (170) ورقة وبحثا علميًا. ويستهدف المؤتمر شريحة كبيرة من العاملين في المجال الصحي تتمثل في: الأطباء والممرضين، وأخصائيي صحة المجتمع، والباحثين في مجال الطب، وأخصائيي الصحة النفسية والعقلية، ومدريري الصحة وصانعي السياسات الصحية، والمحللين الباحثين، والإحصائيين، وأخصائيي البيئة الصحية، وطلاب الطب والتمريض والمهن الطبية المساعدة.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك