يُعد احتفال السلطنة بيوم الحرفي العُماني -الذي يُصادف الثالث من مارس من كلِّ عام، دليلًا على الاهتمام السَّامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتجسيدا للرُّؤية السامية للحفاظ على الموروثات الحرفيَّة، وتعزيز الدافعيَّة الذاتيَّة للإقبال عليها.
فالاحتفال باليوم الحرفي العُماني يأتي في إطار ذكرى إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفيَّة في العام 2003م لتقوم بدورها في النهوض بالصناعات الحرفيَّة بمختلف أشكالها، وفي جميع أنحاء السلطنة؛ انطلاقا من الوعي بأهميَّة قطاع الصناعات الحرفيَّة، وتقديرًا لإسهاماتها الثقافيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة.
وتتجسَّد الأهميَّة الثقافيَّة للقطاع الحرفي؛ باعتباره معنيًّا بالحفاظ على الموروث الأصيل، وضمان استمراريَّته من خلال نقله من جيل إلى جيل بما يُساهم في صون هُويَّة المجتمع العماني بكل مفرداتها الثقافيَّة ومرتكزاتها التاريخيَّة، كما تشكل الإبداعات الحرفيَّة فنًّا وتراثًا ثقافيًّا غير مادي يُمكن من خلاله قياس عراقة الأمة ومَدَى ثراء وتجذُّر موروثاتها الحضاريَّة.
كما أنَّ الصناعات الحرفيَّة تجسِّد -في جانب منها- بُعدا اقتصاديًّا مُهمًّا، وتتمثل الأهميَّة الاقتصاديَّة لهذا القطاع في استيعاب عدد كبير من القوى العاملة الوطنيَّة من الطاقات المنتجة والمبدعة في العديد من المجالات والأنشطة، والتي يُمكن أن تكون نواة لتأسيس مشاريع حرفيَّة صغيرة ومتوسطة، يمكن أن تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي للسلطنة، وتدعم التوجُّه نحو تنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد.
وحتى ينهض القطاع الحرفي بالآمال الكبيرة، ويلبِّي التطلعات المعقودة عليه، ينبغي التوسُّع في إنشاء المراكز الحرفيَّة باعتبارها محاضن لتطوير المهارات الحرفيَّة التي تُعدُّ أساسَ الإبداع الصناعي في هذا المجال الذي تعتمد مُنتجاته على القدرات المهاريَّة والفنيَّة العالية؛ فمثل هذه المراكز المخصَّصة للتدريب والإنتاج الحرفي تساهم في تطوير القطاع؛ من خلال توفير الكوادر العمانيَّة المدرَّبة والمؤهَّلة لتنفيذ المشاريع والمبادرات الحرفيَّة الرائدة والقادرة على تجويد العمل والإنتاج الحرفي.