تتواصل مساعي الارتقاء بالخدمات الصحية في السلطنة، ليس من خلال إنشاء مزيدٍ من مؤسسات تقديم الرعاية الصحية في مستوياتها المختلفة فحسب، ولا من خلال تأهيل وإعداد الكادر البشري العامل في الحقل الطبي فقط، بل تسند ذلك إلى تنظيم واستضافة المؤتمرات والملتقيات الطبية الدولية، التي أصبح لا غنى عنها في عالم اليوم لتطوير الخدمات الصحية؛ من خلال الاطلاع على الخبرات العالمية، والوقوف على المستجدات بمختلف الميادين والتخصصات الطبية.
وفي هذا الإطار، يأتي المؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحية بالمجتمعات العربية -الذي تستضيفه السلطنة، وجرى افتتاح فعالياته أمس، بمشاركة حشدٍ عالمي من الخبراء والمختصين المرموقين في تخصصاتهم- ليُشكل إضافة نوعية ومهمة في جهود السلطنة الهادفة إلى تلاقح الخبرات، والاستفادة من مُعطيات البلدان المتقدمة في المجالات الطبية بما ينعكسُ إيجابا على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وتميُّز هذا المؤتمر يأتي كذلك لطبيعته الشمولية، وتناوله طيفا واسعا من الموضوعات الصحية، وتنظيمه من قبل جهة مرموقة أكاديميًّا وبحثيًّا ممثلة في المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية؛ الأمر الذي يساهم في تحقيق أهداف توثيق الروابط العلمية والبحثية بين العلماء العرب الأمريكيين وزملائهم في عمان، والعمل على تأسيس مبادرات تعاونية تهدف إلى تحسين أداء الرعاية الصحية بجميع تخصصاتها، إضافة إلى تنمية وتوفير فرص التدريب البحثية والعملية في مختلف التخصصات الطبية.
ويتطلَّع الجميعُ إلى أن يُسفر المؤتمر عن توصيات تساهم في تجويد الخدمات الصحية، وتعزيز ما حققته من إنجازات مشهودة، خاصة على صعيد نشر شبكة واسعة من الخدمات الصحية تغطِّي جميع أرجاء السلطنة؛ الأمر الذي انعكسَ على تحسين الوضع الصحي العام؛ مما كان محلَّ إشادة العديد من المنظمات الدولية ذات العلاقة بالصحة.
