شهاب بن طارق يرعى افتتاح المؤتمر الدولي حول القضايا الصحية بالمجتمعات العربية

◄ 140 محاضرا و170 ورقة وبحثا علميا في مختلف المجالات الصحية تتناول الصحة العامة والأمراض المعدية وصحة المرأة والطفل وزراعة الأعضاء

◄ المؤتمر يسعى لتوثيق الروابط العلمية بين العلماء العرب الأمريكيين ورصفائهم في السلطنة

مسقط - الرُّؤية

رَعَى صاحبُ السُّمو السيِّد شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد مستشار جلالة السلطان، مساء أمس، بفندق قصر البستان، حفلَ افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحية بالمجتمعات العربية الذي تستضيفه السلطنة لعدة أيام.

حضر حفل الافتتاح عددٌ من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة، وجمعٌ غفير من المشاركين والمدعوين من العاملين الصحيين والجهات الحكومية والخاصة، وممثلي الجمعيات والجامعات والمؤسسات والمراكز الأمريكية والدولية ذات العلاقة المشاركين في المؤتمر.

وتضمَّن برنامج الافتتاح كلمة اللجنة المنظمة، ألقاها الدكتور يحيى العزري طبيب استشاري أول في جراحة الكبد وزراعة الأعضاء بالمستشفى السلطاني نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أشار في بدايتها إلى التقدُّم الكبير الذي حققته السلطنة في كافة أوجه الرعاية الصحية، والذي تمثَّل في نشر شبكة واسعة من الخدمات الصحية، غطَّت جميع أرجاء السلطنة؛ مما كان له الأثر المباشر في تحسين الوضع الصحي العام في البلاد تمخَّض عنه انخفاض ملموس في معدلات الوفيات ومعدلات حدوث الأمراض، وارتفاع في توقُّع الحياة؛ مما حَدَا بالمنظمات الدولية ذات الصلة الإشادة بهذه الإنجازات.. وقال: وفي هذا الصدد، فإنَّ وزارة الصحة تبنَّت ضمن منظومة المسؤوليات المناطة بها والسياسات الصحية التي تستهدف التطوير النوعي والتوسع الكمي والتوزيع الجغرافي المتوازن للمؤسسات الصحية على صعيد المحافظات والولايات، وقد أسفر ذلك عن إنجاز باقة من المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية في جميع أنحاء السلطنة.

وأضاف العزري: لقد شهدت السلطنة -على امتداد سنوات النهضة المباركة- تغيُّرا في الخريطة الوبائية أفرزتها طبيعة عملية التنمية المتسارعة، شأنها في ذلك شأن الدول التي مرَّت بظروف مشابهة، وقد نتج عن ذلك تفاقم في بعض المشاكل الصحية، وانكماش في غيرها، أو ظهور مشاكل صحية جديدة، وقد استلزم ذلك كله التصدي لتلك المشاكل تبعا لحدتها وحجمها ومدى انتشارها وفق برامج صحية تأخذ في الاعتبار الأهداف الكمية المراد إنجازها خلال فترة زمنية محددة؛ وذلك للحد من هذه المشاكل وقد نتجَ عن تنفيذ تلك البرامج القضاء على معظم أمراض الطفولة وتحسُّن واضح في معدل انتشار بعض الأمراض مما أثر إيجابيا على مستوى الصحة العامة للمواطنين.

تحديات صحية

وتابع: إنَّ دول العالم أجمع تواجهها نفس التحديات الصحية، خاصة تحديات الخطر الزاحف من الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها، إضافة إلى خطر الأمراض المعدية التي لا تعرف حدودا جغرافية، ويأتي انعقاد هذا المؤتمر العالمي هنا في مسقط العامرة ليحمل دلالة واضحة وجلية على أن السلطنة لديها اهتمامٌ كبيرٌ بمعالجة القضايا بالطرق العلمية، وتأتي قضايا الصحة في أولويات القضايا التي تهتم بها حكومة السلطنة، وهذا يُعد جزءا من قضايا صحة المجتمعات العربية بشكل عام.

وقال نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر: إنَّه لإثراء كبير لنا وتجربة خصبة للحقل الطبي في شتى مجالاته ومبادرة مثمرة أن تحتضنَ السلطنة هذا المؤتمر، ومدعاة للفخر لي ولزملائي من أعضاء اللجنة العلمية أن نحظى بشرف الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر.. مضيفا بأنَّ المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية منذ تأسيسه قبل 44 سنة، استطاع أنْ يبرز دوره وتكون له بصمة خاصة في إقامة المؤتمرات العلمية والدورية في مختلف القضايا الصحية وذلك بتفرده في اختيار، وتناول المواضيع التي تهم قضايا المجتمعات العربية.

وفي ختام كلمته، استعرضَ العزري محاور المؤتمر موضحا أنها تشتمل على الصحة العامة والأمراض المعدية والأمراض غير المعدية والصحة النفسية وصحة المرأة والطفل والحوادث وزراعة الأعضاء.. لافتا إلى أنه سيتم إبراز أوراق العمل التي تبلغ نحو 170 ورقة وبحثا علميا في مختلف المواقع العلمية والإعلام العماني والعربي والأمريكي، ونشرها في الدوريات العلمية؛ منها: دورية الصحة بالمركز الطبي العربي بالولايات المتحدة، والدورية الطبية العمانية، ودورية الصحة العامة الأمريكية، ودوريات صحة المجتمع بالعالم العربي.

أكبر وكالة خدمات إنسانية

وعقب ذلك، ألقى حسن جابر المدير التنفيذي للمركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية، كلمة؛ أكد فيها أنَّ المركز الذي يُوصف بأنه أكبر وكالة خدمات إنسانية عربية أمريكية في الولايات المتحدة قدَّم -على مدى أكثر من 44 عاما- كافة جهوده لمساعدة وتحسين الرفاه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للأفراد والأسر والمجتمعات المحلية.. موضحا أنَّ الهدف الرئيسي للمركز يكمُن في تحويل هؤلاء الأفراد إلى مواطنين مشاركين بشكل كامل ليدفعهم في نهاية المطاف إلى المساهمة في تحسين حياة كل من حولهم.

وقال: تصل خدماتنا إلى أكثر من 800 ألف جهة اتصال سنويا من خلال 100 برنامج يتم تسليمها في 17 لغة مختلفة، تتراوح بين الصحة المجتمعية. والشباب والتعليم والخدمات الاجتماعية والتوظيف وريادة الأعمال ويمس عملنا كل جانب من جوانب حياة عملائنا.

واستطرد: وبالإضافة إلى ذلك، قام المركز بإرساء ثلاثة برامج وطنية رائدة بما في ذلك المتحف العربي الأمريكي الوطني الفريد من نوعه وهو الوحيد بين 17.500 مؤسسة ثقافية في الولايات المتحدة تعنى بتمجيد التجربة الأمريكية العربية. وتضم الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية الأمريكية التابعة لنا أكثر من 24 منظمة مجتمعية أمريكية عربية مستقلة منتشرة على مدى أنحاء 11 دولة؛ حيث تكرس الشبكة لبناء قدرات هذه المنظمات الأمريكية العربية غير الربحية لتمثيل مجتمعاتهم بشكل أفضل؛ سواء محليًّا ووطنيًّا.

وتضمَّن برنامج الافتتاح عرض فيلمين أحدهما تعريفي عن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية، والآخر توثيقي عن المسيرة الصحية في السلطنة. كما عزفت الأوركسترا السلطانية العمانية معزوفات عالمية وقدمت كذلك بعض الفنون التقليدية.

وستبدأ صباح اليوم الجلسات العلمية للمؤتمر الذي يُنظمه المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية، ويشهد مُشاركة أكثر من 300 مشارك من مختلف دول العالم من بينهم نخبة من الباحثين العالميين والعرب، فيما يُحاضر خلاله 140 محاضرا في مختلف التخصصات الصحية بـ48 جامعة من 33 دولة.

ويستهدفُ المؤتمر شريحة كبيرة من العاملين في المجال الصحي تتمثَّل في: الأطباء والممرضين، وإخصائيي صحة المجتمع، والباحثين في مجال الطب، وإخصائيي الصحة النفسية والعقلية، ومديري الصحة وصانعي السياسات الصحية، والمحللين الباحثين والإحصائيين، وإخصائيي البيئة الصحية، وطلاب الطب والتمريض والمهن الطبية المساعدة.

توثيق الرَّوابط العلمية

ويَسْعى المؤتمر لتحقيق العديد من الأهداف؛ منها: توثيق الروابط العلمية والبحثية بين العلماء العرب الأمريكيين وزملائهم في عمان والوطن العربي، ومساهمة الدور العربي في الأبحاث الصحية العلمية المحلية والعالمية، وتوضيح المعوقات والحلول التي تساهم في علاج مختلف الأمراض والوقاية منها. ومن الأهداف كذلك: تأسيس مبادرات تعاونية تهدف إلى تحسين أداء الرعاية الصحية النفسية والعقلية، وتبادل المعرفة حول المسببات البيئية والاجتماعية للصحة الجسدية والنفسية؛ بهدف تحسين الصحة في المجتمعات العربية، وتنمية وتوفير فرص التدريب البحثية والعملية في مختلف التخصصات الطبية للأطباء والممرضين.

ومن المؤمَّل أن يخرج المؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحية بالمجتمعات العربية -في ختام أعماله بالعاصمة العمانية مسقط- بالعديد من النتائج والتوصيات المهمة التي ترقى بالخدمات الصحية. وسيقوم فريق العمل العلمي والتنظيمي بإبراز نتائج الأبحاث العلمية التي سيستعرضها المؤتمرون في مختلف الجهات المحلية والدولية كالإعلام العماني والعربي والأمريكي، ودورية الصحة بالمركز الصحي العربي بالولايات المتحدة، والدورية الطبية العمانية، ودورية الصحة العامة الأمريكية، ودوريات صحة المجتمع بالعالم العربي.

ويُذكر أنَّ المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية يُعد من أكبر المؤسسات العربية الأمريكية للخدمات الإنسانية غير الربحية في الولايات المتحدة، ويُوفر المركز قدراً متنوعاً من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية لشريحة سكانية من كافة الأطياف من خلال ثمانية مواقع وأكثر من 100 برنامج خدمات.

تعليق عبر الفيس بوك