>> الكيومية: تفاعل المسؤولين مع مثل هذه الفعاليات الاقتصادية أمر ضروري يعكس حرصهم على الاطلاع على رؤى الخبراء
>> الرحبية: المنتدى في حاجة إلى حملة تسويقية موسعة نظرًا للثراء الفكري الذي تزخر به جلساته وأوراق عمله
>> رئيس الجمعية العمانية للنقل البري: على "الرُّؤية" ألا تحيد عن تنظيم المنتدى سنويًا مع مراعاة جوانب التطوير والتحديث
>> الحارثي: مناقشات المنتدى تفتح آفاقا إيجابية لمن يريد أن يخوض غمار المشاريع الاقتصادية وريادة الأعمال
>> البادي: الوقت مناسب جدا لمناقشة أوضاع القطاع الخاص ضمن محاور المنتدى التي تتسم بالشمولية إلى حد كبير
>> الشبلي: مبادرات "الرؤية" تثلج صدورنا وتثبت لنا أن هناك مؤسسات وطنية حريصة على التفاعل مع مختلف قضايانا الاقتصادية
>> الإسماعيلي: ورقة عمل منطقة الدقم الخاصة كشفت عن آفاق جديدة وفرص استثمارية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة
الرؤية - إيمان بنت الصافي الحريبي
ثمّن عدد ممن حضروا أعمال منتدى الرؤية الاقتصادي 2014 المبادرة التي تتبناها جريدة الرؤية في منتداها الحواري السنوي الذي يتناول بالتحليل وطرح الحلول المناسبة عددًا من التوصيات لتطوير الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات، وأكدوا على أهمية المواءمة الزمنية لموضوع الريادة المستقبلية للقطاع الخاص العماني، باعتباره يلعب دورا رئيسيا ومحوريا في التنمية الاقتصادية من خلال مساهمته الفعالة في تنشيط الحياة الاقتصادية ورفع معدلات النمو والحد من الفقر.
وأشار الحضور إلى أن تطوير مكانة وأداء القطاع الخاص قضية هامة يتوجب أن ترتكز عليها السياسات الاقتصادية بما ينعكس إيجاباً على النشاط الاقتصادي عامة، إذ إن ذلك يستدعي ضرورة وضع استراتيجية مثلى لتطوير القطاع الخاص تعكس الفهم الصحيح والتصور الواضح لآليات وسبل تفعيل دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، حيث ترتكز هذه الاستراتيجية على ثلاثة محاور رئيسية وهي تحسين وضعية مناخ الأعمال، توفير التمويل اللازم والشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام، وهي المحاور المؤثرة في تطور مكانة القطاع الخاص وتحسين أدائه.
وأوضحوا في حديثهم لـ"الرؤية" أنّ دور القطاع الخاص يمثل العنصر الرئيسي في النشاط الاقتصادي، انطلاقا مما يتميز به من روح المبادرة وتحمل المخاطرة، والتوجه نحو الإبداع والابتكار بما يضمن له القدرة على المنافسة، والتأثير إيجابا على النمو الاقتصادي والحد من الفقر، إذ إنّه ورغم ما شهده الفكر الاقتصادي من جدل حول تعاظم دوره في النشاط الاقتصادي في ظل تزايد مكانة وأهمية القطاع العام، فإنّ تواجده يبقى محوريًا لا يجوز الحد منه أو التقليص من تأثيره على فعاليات النشاط الاقتصادي. وعبروا عن آمالهم في أن تجد التوصيات التي خلص إليها المنتدى طريقها للتنفيذ إذ إنّ أغلب ما جاء في هذه التوصيات مهم ومطلوب وهي في نهاية المطاف نتاج لما عبر عنه المشاركون والحضور في أعمال المنتدى الثالث للرؤية.
أصحاب القرار
وأثنت الدكتورة عائشة الكيومية المختصة في التأهيل المهني لذوي الإعاقة، على فكرة المنتدى وقالت إنه يعد فكرة رائدة لتشخصيص الوضع الاقتصادي في السلطنة وتمنت له الاستمرارية في الطرح الذي يقدمه والمواضيع التي يتناولها. وشدت على أيدي القائمين على المنتدى ليواصلوا الجهود للارتقاء بالمنتدى الذي يجمع في كل عام نخبة من خبراء الاقتصاد والتخطيط الاقتصادي ووضع سياسات الاقتصاد والنقاد الاقتصاديين في العالم، لتطوير الاقتصاد العماني، وبحث سبل تنويع مصادر الدخل، عبر استعراض مجموعة من المواضيع الاقتصادية وتحليل القضايا وتفصيلها وعرض التحديات ووضع حلول وتوصيات مناسبة.
وتابعت الكيومية أن المضمون والمناقشات التي شهدتها جلسات المنتدى ينقصها حضور أصحاب القرار حتى يكونوا على مقربة وتواصل مباشر مما يطرح من قبل المشاركين وما تأتي به أوراق العمل ويقدمه الحضور من أسئلة.
وأضافت أن تفاعل أصحاب القرار مع مثل هذه الفعاليات الاقتصادية الهامة أمر ضروري ويعكس دون شك حرصهم على التعرف على رأي المواطنين ورؤى الخبراء المختلفة في المواضيع الاقتصادية التي تخدم الاقتصاد الوطني.
وتحدثت الكيومية قائلة إنّ مثل هذا الطرح الاقتصادي في مثل هذه المحافل والملتقيات الحوارية يعد بمثابة تغذية راجعة وتقييم للوضع الراهن وهو ما يفيد بطبيعة الحال صانع القرار في تحديد الأولويات للمشاريع والخدمات والمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
استدامة المنتدى
وعبّر خالد الدرعي رئيس الجمعية العمانية للنقل البري عن ارتياحه لفكرة المنتدى وقال إنّ على الرؤية ألا تحيد عن تنظيم المنتدى سنوياً مع مراعاة جوانب التطوير والتحديث التي يحتاجها المنتدى وفقاً للمواضيع التي يحددها. وأشار إلى أن المستوى الذي خرج به المنتدى لهذا العام ممتاز والأطروحات كانت مفيدة وثرية.
وقالت عائشة الحارثي صاحبة مركز الأسرة السعيدة إنها استمتعت بحضور المنتدى والاستماع إلى الأطروحات والمناقشات التي فندت واقع القطاع الخاص ودور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في رفد الاقتصاد الوطني. وقالت إن المناقشات تفتح آفاقا إيجابية لمن يريد أن يخوض غمار المشاريع الاقتصادية وريادة الأعمال على سبيل المثل.
شمولية المحاور
أما وليد بن علي البادي من جامعة السلطان قابوس فقال إن الوقت مناسب جدًا لمناقشة موضوع القطاع الخاص وأضاف أن المحاور مناسبة للغاية وفيها شمولية إلى حد كبير لما يتعلق بهذا الموضوع والأنشطة المتصلة به. وأوضح البادي أن مسألة تطوير القطاع الخاص في أي دولة هي مسألة هامة وضرورية ليس فقط من خلال ما يترتب عليها من أثر على النشاط الاقتصادي، وإنما انطلاقا مما يتعلق بها من قضايا حساسة مثل العقبات والعراقيل التي تحد من تطور القطاع الخاص، أو من خلال الإخفاقات التي يعاني منها القطاع، وهي قضايا يتوجب أخذها بعين الاعتبار في سبيل وضع استراتيجية ملائمة لتطوير القطاع الخاص وتفعيل دوره في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.
حملة تسويقية للأفكار
وقالت عزيزة الرحبية صاحبة أعمال في مجال (تأجير فساتين الأفراح) إنّه بات من الضروري أن تكون للمنتدى حملة تسويقية كبيرة نظرًا للثراء الفكري والاقتصادي الذي يتضمنه، وأكدت أن المنتدى قدم أفكارًا وحلولاً مفيدة وحذرت من التغافل عن الأهمية الكبيرة التي تقدمها مثل هذه الفعاليات الاقتصادية حيث يجب أن تكون هناك شراكة حقيقة لدعمها حتى لا تذهب كل هذه الجهود والأفكار دون استغلال حقيقي يعود بالمنفعة على الاقتصاد الوطني بشكل عام.
تطبيق عملي للتوصيات
وقال قيس الشبلي من جامعة صحار إنّ المنتدى عقد بحلة مجيدة من الأفكار خاصة فيما يتعلق بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وقال إن المنتدى هذا العام يسهم بشكل إيجابي في إيجاد صيغ للشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص بغرض خدمة أهداف التنمية، والعمل معاً لتحقيق غايات التنويع الاقتصادي.
وأضاف أن مثل هذه المبادرات تثلج صدورنا بأن هناك مؤسسات حريصة على التفاعل مع القضايا المختلفة وتشرك المواطنين وتدعوهم للمشاركة فيها وهي أيضاً ترجمة لما يدعو إليه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - ويؤكد على دور القطاع الخاص ومساهمته في التنمية، كما أن اختيار القطاع الخاص لتسليط الضوء عليه في نسخة المنتدى لهذا العام، يأتي من منطلق إيماننا العميق بأهمية هذا القطاع ودوره الحيوي في دعم ورفد الاقتصاد الوطني وتعزيز التنويع الاقتصادي.
وقال الشبلي إنّ مثل هذه الجهود يجب أن تبقى على مقربة من أصجاب القرار وأن تشجع مثل هذه المبادرات وتجد طريقاً لتنفيذ توصياتها ذات الطابع العملي القابل للتطبيق مشيرًا إلى أن توصيات المنتدى تأتي في هذا السياق العملي الذي ينتظر التطبيق من صناع القرار. وأشار إلى أنّ مشاركة العرض المرئي المقدم من منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة من أهم ما قدم في المنتدى لما تناوله من فرص ومعلومات تهم المواطن والمستثمر حول الفرص الاقتصادية المتاحة في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة.
وقال خالد بن حمود الإسماعيلي صاحب مشروع الأموال للتجارة والمقاولات إنّ المنتدى يسعى إلى مناقشة أهم التحديات التي يواجهها القطاع الخاص العماني، واستعراض الوسائل والآليات الكفيلة بتحفيزه ليقوم بدوره الريادي في التنمية والبناء.
وتابع أنّ ورقة العمل التي قدمت من قبل منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة أتاحت لها آفاقاً جديدة لبدء مشاريع اقتصادية والبدء كمستثمرين في هذه المنطقة الاقتصادية الحيوية الواعدة وقال إنّ العرض حفز الحضور للاستثمار في الدقم حيث تبرز فرص سانحة هناك لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وفيما يتعلق بموضوع منتدى الرؤية الاقتصادي قال إنّ القطاع الخاص هو القاعدة الرئيسية لتحقيق نشاط اقتصادي حقيقي قائم على إنتاج الثروة وتوفير فرص العمل بشكل يسمح بخلق وتيرة نمو وتطور ديناميكية على المدى الطويل يسير وفقها النشاط الاقتصادي، إذ تؤكد مدارس الفكر الاقتصادي على اختلاف توجهاتها أن القطاع الخاص وفي ظل توافر جملة من الشروط التي تعكس بيئة نشاطه هو المحرك الرئيسي لعملية النمو الاقتصادي انطلاقاً من عملية الاستثمار وتراكم رأس المال، حيث إنّه ونظرًا لما يتحمله من تكاليف وكذا للمنافسة السائدة في السوق فإنّ الكفاءة في الأداء والتنظيم المحكم للنشاط والعمل على التجديد والابتكار بشكل ديناميكي هو السبيل الوحيد لتحقيق الربح ومن ثمّ المحافظة على مكانته في السوق بما ينعكس إيجابًا على عملية النمو الاقتصادي، حيث تؤكد العديد من الدراسات في هذا الصدد على أنّ تطوير القطاع الخاص يساهم في خلق نمو اقتصادي سريع ويستمر على المدى الطويل.
يذكر أنّ منتدى الرؤية الاقتصادي الذي عقد في الأول من يونيو الجاري، خرج بأكثر من عشرين توصية تضمنت جوانب مختلفة تدعم وتعزز الريادة المستقبلية للقطاع الخاص.
وقد رعى حفل الافتتاح معالي سلطان بن سعيد الحبسي أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط . واستضاف المنتدى في دورته الثالثة دولة فؤاد السنيورة رئيس كتلة نواب المستقبل بمجلس النواب اللبناني ورئيس وزراء لبنان الأسبق كمتحدث رئيسي.