الرستاق- خالد بن سالم السيابي
نظمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة ممثلة بدائرة المدارس الخاصة "ندوة التعليم المبكر"؛ وذلك تحت رعاية سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، بحضور عدد من أصحاب السعادة والدكتور ناصر بن سالم الغنبوصي مدير عام تعليمية المحافظة وجمع من المسؤولين والتربويين وإدارات المدارس الخاصة بالمحافظة؛ وذلك في إطار الجهود الرامية إلى الارتقاء بجودة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
وهدفت الندوة- التي أقيمت بقاعة متعددة الأغراض بمكتب والي الرستاق- إلى تعزيز الوعي بأهمية مرحلة التعليم المبكر ودورها المحوري في بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته المعرفية والمهارية والقيمية، إلى جانب تمكين إدارات ومعلمات رياض الأطفال من أحدث الممارسات التربوية، وتبادل الخبرات بين المختصين والتربويين، وتسليط الضوء على جودة بيئة التعلُّم الآمنة والجاذبة، ودعم الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة، بما يسهم فيرفع مستويات التعلم وتحقيق التنمية التعليمية المستدامة وفق رؤية "عُمان 2040".
واستهلت الندوة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم قدمها أحد طلبة مدرسة الإصلاح الخاصة للتعليم المبكر، أعقبها عرض مرئي تناول مفهوم وأهمية التعليم المبكر وأبرز ملامحه التربوية قدمته مدرسة المنارة العلمية الخاصة، ثم كلمة المديرية، أكد فيها يوسف بن أحمد الخروصي مدير دائرة المدارس الخاصة على أهمية هذه المرحلة بوصفها الأساس المتين لبناء شخصية الطفل معرفيًا وسلوكيًا واجتماعيًا مبينا أهمية الندوة والأهداف التي تسعى لتحقيقها. واختتم بالثناء والتقدير لسعادة راعي المناسبة والحضور ومقدمي أوراق العمل.
وتضمن برنامج الندوة تقديم عدد من أوراق العمل المتخصصة؛ حيث قدمت الدكتورة منى بنت سالم بن حمود السيابية من كلية التربية بجامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان "النمو الشامل للطفل" تناولت فيها الأبعاد المتكاملة لنمو الطفل في سنواته الأولى. كما استعرضت رحمة بنت خليفة بن سالم الهاشمية رئيسة لجنة التعليم والابتكار بغرفة تجارة وصناعة عُمان بجنوب الباطنة ورقة بعنوان "الاستثمار النشط في بناء بيئة تعليمية آمنة ومحفزة في مرحلة التعليم المبكر"، أعقبتها ورقة عمل قدمتها الدكتورة جوخة بنت سالم بن ناصر التشكيلية من كلية التربية بجامعة السلطان قابوس بعنوان "التغذية السليمة ودعم تعلم الطفل"، فيما استعرضت الدكتورة رقية بنت نصير بن عبدالله الصلتية ورقة بعنوان "بيئة التعلم في رياض الأطفال"، ركزت خلالها على معايير البيئة الصفية الجاذبة والداعمة للتعلم. وقدم الدكتور هاشل بن سعد بن سرور الغافري من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالرستاق ورقة عمل بعنوان "مناهج الطفولة المبكرة في سلطنة عُمان: معايير تقييمية ورؤى تطويرية" ناقش فيها واقع المناهج والتوجهات المستقبلية لتطويرها بما يتوافق مع المستجدات التربوية العالمية.
وشهدت الندوة جلسة حوارية ونقاشية موسعة مع مقدمي أوراق العمل، أتيحت خلالها الفرصة لتبادل الآراء وطرح التحديات والمقترحات المتعلقة بمرحلة التعليم المبكر، بما يسهم في تحسين الممارسات التعليمية وتعزيز جودة المخرجات.
وعلى هامش الندوة وفي إطار دعم التميز المؤسسي وتجويد الأداء التعليمي، شهدت الندوة تدشين «دليل المدارس الخاصة» الذي يُعد مرجعًا تنظيميًا وإجرائيًا يُسهم في توحيد الممارسات التعليمية والإدارية، ويعزز التزام المدارس الخاصة بالمعايير واللوائح المعتمدة؛ بما ينعكس إيجابًا على جودة العملية التعليمية واستدامة تطويرها.
كذلك تم تدشين «جائزة تميز الأداء المدرسي في المدارس الخاصة»، التي تهدف إلى تحفيز المدارس على تبني أفضل الممارسات التربوية والإدارية، وتعزيز ثقافة التنافس الإيجابي والابتكار، والارتقاء بمستوى الأداء المؤسسي، بما يخدم مصلحة الطلبة ويواكب تطلعات وزارة التربية والتعليم في تحسين التعلم.
