العوابي- خالد بن سالم السيابي
نظّمت وزارة التراث والسياحة زيارة ميدانية لعدد من مواقع التراث الجيولوجي والمعالم السياحية في ولايتي الرستاق والعوابي بمحافظة جنوب الباطنة، وذلك ضمن البرنامج المصاحب لورشة "التراث الجيولوجي: الاستدامة وفرص العمل" التي تنفذها وزارة التراث والسياحة في نسختها الرابعة، بولاية الرستاق بمشاركة ما يقارب 70 مشارك.
وتأتي هذه الرحلة الميدانية بهدف إتاحة الفرصة للمشاركين للاطلاع عن قرب على التنوع الجيولوجي الفريد الذي تتميز به سلطنة عُمان، وربط الجوانب العلمية بالمواقع الجغرافية والبيئية، إلى جانب التعرف على المقومات السياحية للمواقع التي تشكل إرثًا جيولوجيًا عالميا.
وشملت الزيارة عددًا من المواقع البارزة، بدءًا بزيارة ضريحي الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة البوسعيدية، والإمام سيف بن سلطان اليعربي، ثم التوجه إلى عين الكسفة ذات النشاط الحراري الجوفي، تلتها زيارة فلج الميسَّر المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لما يحمله من هندسة مائية متقدمة أسهمت في استقرار التجمعات الزراعية عبر الأزمنة.
كما زار المشاركون مواقع جيولوجية متنوعة في وادي بني خروص بولاية العوابي، أبرزها: موقع الرخويات البحرية المنقرضة (الرودستيات) التي يعود عمرها إلى أكثر من ٧٠ مليون سنة، والنقوش الصخرية التي تعكس ارتباط العماني ببيئته عبر العصور، إضافة إلى موقع عدم التطابق الزاوي الذي يُعد من أهم الشواهد العلمية على التاريخ الجيولوجي للمنطقة، حيث تجتمع طبقات من العصر البرمي فوق تكوينات تعود لما قبل العصر الكامبري.
وتضمنت الزيارة كذلك التوقف في قرية صنيبع الصحية، كنموذج للمبادرات المجتمعية الداعمة للسلوكيات الصحية، ثم زيارة قرية العلياء الواقعة بين تكوينات جبلية يزيد عمرها على ٦٠٠ مليون سنة، والتي تُعد مثالًا على تفاعل الإنسان مع التضاريس الطبيعية لاستحداث تجمعات سكنية مستقرة.
وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج الورشة التدريبية العملية التي تستهدف الباحثين عن عمل وطلبة الجامعات والمرشدين السياحيين والعاملين في القطاعين العام والخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث يشارك في تقديم محاضراتها نخبة من المختصين العُمانيين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة. وتهدف الورشة إلى رفع الوعي بقيمة التراث الجيولوجي وإبراز المقومات السياحية له، وتمكين المشاركين من التعرف على فرص العمل في مجال الإرشاد السياحي الجيولوجي وصناعة المحتوى السياحي، إضافة إلى الاطلاع على الضوابط القانونية وأفضل ممارسات الأمن والسلامة في هذا المجال.


