مريم بنت سعود الدرعية
يعصف في ذهني الكثير من التساؤلات، وأولها: هل كيف نربي أبناءنا؟ وهل هي شاقة أم تتميز بالسهولة واليُسر؟ ومما لا شك فيه، أن تربية الأبناء هي مشروع حياة وأمانة أُنِيْطَت بنا، وسنُسأل عنها يومًا ما أو نجني ثمارها؛ فالأبناء هم كنوز الحياة، والأبناء هبة من الله تعالى، لا يشعر بهذه النعمة إلا الذي فقدها، والأبناء هم الماضي والحاضر والمستقبل؛ لذا خططْ لابنك وعلمه كيف يحقق هدفه، واترك التوفيق لله، فالأبناء هم صغار اليوم ولهم حياتهم الخاصة ويتميزون بمميزات فريدة، وهم كبار المستقبل وغدا سيخدمون الوطن، لذا علينا أن نسعى جاهدين لكي نوفر ونحقق لهم سبل الحياة والثقافة خصوصا في هذا الزمان في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة.
ومرحلة الطفولة حساسة ومهمة جدا، وفيها يكتسب الطفل كل أنواع الأفكار والقيم والمبادئ، وقد تكون هناك بيئة لا تساعد الطفل على أن ينشأ نشأة طبيعية سوية متزنة، وهنا يقل التقدير الذاتي لديه بسبب سوء المعاملة، والضرب المبرح، وإهانة الكرامة، والاعتداء بأنواعه المختلفة وغيرها من المشاكل، قد تسبب صدمات طفولية تنعكس على مستقبله وإن لم يتم علاجها مبكرا، سيكبر ذلك الطفل ولديه خيبات يُعاني منها ربما يفشل في تحقيق حياته المستقبلية من وظيفة، وزواج، واستقرار اجتماعيّ وماديّ.
ومن ضمن ما تعرفت عليه من خلال مسيرتي في برامج رياض الأطفال والاطلاع على كتب المختصين والمهتمين بتربية الأطفال فعرفت أن من المهم جدا الاستعداد النفسي والقراءة في مجال تربية الأطفال، وهناك طرق وأفكار مختلفة منها التعرف على أنواع الذكاء المختلفة، ولا بُد من جود خطط علاجية، ومنها الحوار والنقاش بين المربي والطفل، وكذلك إدارة الوقت فضلاً عن ضرورة تواجد ولي الأمر الدائم في حياة الطفل، والترويح عن الطفل في أوقات محددة وخاصة العصيبة.
ومن ناحية أخرى توجد أسباب لنفور الأبناء من آبائهم ومن ضمن هذه الأسباب (الصراخ، والنقد، والتجاهل، وغيرها من الأسباب التي تجعل الأبناء ينفرون من آبائهم)؛ ولذا نوصي بوضع جدول مقترح لكل طفل يناسب بيئته، لفهم نفسية وسلوك الطفل، والبدء بالاهتمام بتربية الطفل منذ وقت مبكر. وها نحن الآن على أبواب فترة إجازة نصف العام فعلينا أن نستغل وقت الطفل استغلالا طيبا وهادفا ومفيدا، وتصميم برنامج يومي لقضاء وقت يستطيع من خلاله الاستفادة أكبر قدر ممكن أو الحقاقه بإحدى المدارس أو المؤسسات المعنية بالبرامج المفيدة المدروسة، ومن ضمن الأفكار (حفظ القرآن، وتقوية قواعد اللغتين العربية والإنجليزية)
وتعد تربية الطفل سلسلة متتابعة من الحلقات التربوية فيجب الاهتمام بها جيدا. أما الطفل الذي ينشأ في بيئة ثقافية تحت والدين واعيين، فذلك سوف يساعده في تقوية شخصيته وتحسين مستواه الدراسي، على العكس من الطفل الذي نشأ في بيئة يسودها العنف بأنواعه (الفقر، وعدم الاهتمام به، وعدم نيله كافة حقوقه) إلا إذا استدرك نفسه وعالج الصدمات التي حدثت له خلال طفولته.
عزيزي الأب والمربي إنه من المفيد التعرف على شخصية وطبيعة طفلك، فذلك سيساعدك كثيرا في نجاح عملية التربية، والتعرّف على أنواع الذكاء (الذكاء البصري، والذكاء الوجداني، والذكاء المنطقي، والذكاء السمعي، والذكاء الحركي، والذكاء اللغوي، والذكاء البيئي وتوجد هناك أنواع أخرى من الذكاء.
ونصيحتي لكل شاب وفتاة أن استعد جيدًا عندما يرزقك الله بأول طفل، فلا تجعله حقل تجارب، حتى تندم بعد ذلك، وابدأ باختيار الزوجة المثقفة، واقرأ جيدًا في مواضيع تربية الأطفال، وعوِّد نفسك على الحوار والمصارحة والشفافية في كل أمور حياتك، واختر لابنك بيئة آمنة وصحية يسودها الأمن والثقة والسعادة.
وفي آخر حديثي أرجو من الله للجميع السعادة والعيش بهدوء وسكينة.
