بعد عامين من الإبادة.. طلاب غزة يعودون إلى مقاعدهم بالجامعة الإسلامية

غزة –  الوكالات


على أنقاض قاعات تهشمت زجاجها وتكسرت جدرانها، وبين ممرات ما زالت تفوح منها رائحة الركام وذكريات القصف، عادت الحياة لتنبض مجددًا في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة.

بعد عامين من الانقطاع عن الدراسة بسبب الحرب، فتحت الجامعة أبوابها لاستقبال مئات الطلاب، ليعاودوا دفاترهم وأحلامهم داخل مبانٍ رممت جزئيًا، لكنها لا تزال شاهدة على قسوة الحرب وإرادة لا تُقهَر.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت يوم 12 أكتوبر 2023 سلسلة غارات عنيفة على المقر الرئيسي للجامعة، ما أدى إلى تدميره بالكامل خلال العدوان الذي بدأه الاحتلال على غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في مستوطنات غلاف غزة.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي انتشارًا واسعًا لمشاهد عودة الطلاب، معتبرين هذا الحدث رمزًا لإرادة الفلسطينيين وإصرارهم على مواصلة التعليم رغم الدمار. ووصف آخرون هذا المشهد بأنه خبر يبعث الأمل بعد حرب طاحنة، مشيدين بعزيمة الطلاب الذين عادوا إلى مقاعدهم رغم تهدم المباني وغياب كثير من أساتذتهم.

وقال ناشطون إن عبارة "النهوض من تحت الركام" لم تعد مجرد استعارة، فالفلسطينيون في غزة ينهضون حرفيًا من الركام سواء للبحث عن مصدر رزق، أو لترميم منازلهم، أو لإعادة بناء مدارس ومستشفيات، وحتى لإحياء جامعات مدمرة.

وأبرز المشهد الرمزية العميقة للعودة إلى الجامعة بعد فقدان عشرات العلماء والأكاديميين خلال الحرب، من بينهم بروفيسور الفيزياء سفيان تايه، وعالم اللغويات رفعت العرعير، وبروفيسور الطب والجراحة عمر فروانة.

وأكد ناشطون أن هذه العودة تمثل رسالة قوية بأن دعم الطلاب وإقامة أوقاف تعليمية لخدمة الجامعات في غزة يعد من أسمى المبادرات، مشيرين إلى أن فتح أبواب الجامعة من جديد ليس مجرد عودة أكاديمية، بل عودة للأمل والهوية وحق التعليم.

وفي ختام التفاعلات، رأى مدونون أن الجامعة الإسلامية في غزة، رغم حجم الدمار، أثبتت قدرة استثنائية على النهوض واستئناف التعليم الوجاهي، لتجسد إرادة الحياة والصمود الأكاديمي في وجه الحرب.

يذكر أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألفًا و500 طالب ومعلم في غزة، إلى جانب نحو 193 عالمًا وأكاديميًا بارزًا في مختلف المجالات العلمية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z