مُزنة المسافر
هل يعلم الأراجوز؟، أنه لن يبيع اللوز، بل سيبيع الحكايا وسيكون له عطايا الكلام، حوار وهزار، وضحك ولعب وهل له من الجد نصيب؟ يا ساتر هل في القصة سيضع المخاطر، قلبه قوي هذا الأراجوز أن يتكلم عن المحبين، أشرح يا أراجوز بخيوطك وعرائسك ما يجوز وماذا تعوز يا ترى وسط المسرح الصغير؟ شعر أشقر وقلب أحمر وعقل يطير وسط غرابة المصير.
الأراجوز: الحدوتة دي، حاجة تانية!
مش معقولة، ولأول مرة مسموعة يا ناس.
يا حضور، يا جمهور!
سمعت نوسة الأراجوز يتكلم عن حدوتة حب، هل هي قصتها هي ورمزي؟ لقد غاب رمزي عنها أياماً عديدة من بعد لقائهما الأخير، والكل مشغول بأمور الحياة، يتكلمون عن المدينة، ومن غادر ومن رحل وعن مواسم العام والحصاد.
كل العباد لن يكونوا مشغولين بهذه القصة، عدا الأراجواز الذي يريد أن يعيد صياغة الحبكة، ويصنع الربكة في قلب نوسة، إنه قلبٌ حقيقيٌ للمصائر، وتحريك كبير للضمائر.
إنه يوم سعد جديد، شبح رمزي في المرآة وفوق السطوح ووسط الحمامات النائمة، ويا ليت القمر يخبر نوسة أين هو رمزي؟
لقد كان في الماضي يغار، ويصنع الأهوال ويبدل الأحوال ويطلق العنان لنفسه، ويطلق الحجج الواهية ليعود ويسود قلبها، مراتٍ عديدة، هل شعر بالملل؟
فلنسأل الأراجوز ماذا يعوز رمزي؟
الأراجوز: صار جسد الحبيب يعاني، إنه يغالي.
سيعود لحبيبته، سيصعد الفرس، سيروح بسيفه الخشبي.
ويهجم على من تعدى على حبيبته.
القصة صارت غريبة ربما، لأن جسد نوسة صار محشواً بالقطن والخيوط؟
إنها عروسة تلفها زينة من الفل ورأسها بات كالمخروط.
وماذا يقول الصندوق عن حياة العرائس؟، لأنه ليس هنالك من عابس بعد هذه الحكاية، التي ليس فيها نهاية.
والدمى تعرف أنها أسيرة للخيوط والأراجوز، لقد حركها كثيراً أمام الرياح وأمام الزمن الذي يعاندها، ولن يتحرك ليغير الألواح التي يكتب عليها الأراجوز دائماً : عرض رائع! وبعدها كلمة مجاني!
حوله يكون الصغار ويأتي الكبار لأن الفضول يقتلهم، يريدون أن يعرفوا إن كان البطل سيصل للبطلة العروسة، وهل نوسة هي العروسة المبتغاة؟، هي المنشودة والمعهودة في حكاية القرية.
وسيطلب الأراجوز أن يتفاعل الجميع حول حكمه في القصة، وحول ماذا يريد من مصير بعد هذا التعبير؟، طفل ينوه أن يموت البطل، وطفل يريده أن يطير، وكيف لرمزي أن يطير لنوسة، إنه يسير في أحلامه نحوها، لكنها تأبى الكلام أمام القرية أنها تحبه.
إنها عائمة في مجتمع العرائس، في نهايات مفتوحة، في بدايات محذوفة من نص الحياة، وكيف يضيف الأراجوز التشويق، وكيف يُسرع الأحداث؟، ويقرر أن يعيشوا في سبات ونبات.
وأين الثبات في الحركة؟، ليس من بكرة تتوقف أمام مشاعر نوسة الضائعة، وقوة رمزي وقسوته التي هي دوماً عائدة لسطح نفسه، إنه يريد أن يعيد الغضب، يريد أي سبب لأن يختلق قصصاً ضبابية وسط قصة واضحة.
وهل هي بائنة للحي كله، وللقرية ولمسرح العرائس وللأراجوز وللدنيا المدورة حولهم جميعاً، قرر الأراجوز أن يحضر مسخاً من العرائس قد شوهه ليخيف كل الدمى، ويخيف الأطفال قليلاً، كان مسخاً بجلابية مهترئة وبعيون جاحظة، يا ساتر على كل المخاطر، ماذا سيحدث وماذا سيحصل؟
ارحمنا يا أراجوز من الأحداث الصعبة.
ارحم الأبطال، وارحم الجمهور السميعة.
وكل النجوم اللميعة في سماء العرائس.
وسمعنا يا أراجوز أغنية فيها فرح كبير.
بعد كل هذا التعبير والتغيير لنفوس الدمى.
اجعلنا نرى.
كل ما جرى بعيون سعيدة.
