مسقط- الرؤية
في قلب البلدة القديمة بالعُلا، حيث تتشابك الأزقّة الطينية مع ظلال التاريخ، وتتنفّس الجدران عبق القرون، تُطلّ أمواج بإبداع جديد يُعيد وصل العطر بجذوره الأولى، فهنا، على دروب طريق البخور العريق، دشّنت الدار "بيت اللبان" المؤقّت لتقدم للزوار مساحة غامرة تستعيد رحلة هذا المكوّن العطري الأسطوري من موطنه الأصلي في وادي دوكة في جنوب سلطنة عُمان، إلى الطرق التي حملت عبيره نحو حضاراتٍ ازدهرت عبر رمال الجزيرة العربية.
وجاء حفل الافتتاح بحضور السيّد خالد بن حمد البوسعيدي، رئيس مجلس إدارة أمواج، إلى جانب الدكتور عبدالرحمن السحيباني، نائب رئيس الثقافة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والوزير المفوض الأيهم الغساني المسؤول الاقتصادي والتجاري.
وقال السيد خالد بن حمد البوسعيدي: "أعتز بتواجدي اليوم في العُلا.. ملتقى الطرق على دروب اللبان القديمة والتي تجمعنا هنا اليوم مجدداً لنُحيي معاً ماضٍ متأصلٍ ونرسم ملامح مستقبل تتلاقى فيه رؤى البلدين الشقيقين. إن هذا التعاون يجسّد عمق الروابط الثقافية والتاريخية بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، ويحتفي برحلة اللبان الخالدة التي ما تزال قادرة على إلهام الثقافات حول العالم".
وأوضح الدكتور عبدالرحمن السحيباني: "يبقى اللبان جوهر الحكاية التي تجمع بين العُلا وعمق التاريخ الإنساني، ودليلًا على مكانتها المرموقة إقليميًا وعالميًا. ومن خلال شراكتنا مع أمواج، نعيد وصل خيوط الإرث بين ظفار والعُلا على امتداد طريق البخور العريق، حيث تتلاقى الطبيعة بالذاكرة، والعطر بالتاريخ. ويأتي عرض وادي دوكة ليمنح الزوّار بعدًا جديدًا لتجربتهم في البلدة القديمة، معزّزًا التزامنا بتقديم هذا الإرث العريق برؤية تستند إلى المعرفة، وتتقدّم بخطى الإبداع والابتكار."
وتُعدّ تجربة "طريق البخور" واحدة من أكثر الرحلات الحسيّة غنى داخل البلدة القديمة في العُلا؛ رحلة تمتد لتسعين دقيقة بين أزقّة طينية تنبض بالحياة، حيث تتقاطع العروض الحيّة مع التقنيات الحديثة في مشاهد تستحضر ذاكرة المكان وروحه. وبين أصداء الخطى القديمة ومسارات القوافل التي عبرت هذه الأرض، يعيش الزائر عالماً غامراً يمزج بين التاريخ والخيال، ويمنح كل لحظة بُعداً جديداً من الاكتشاف والتأمل، وقد حصدت التجربة جائزة "أفضل فعالية ثقافية وفنية" ضمن جوائز الفعاليات السعودية لعام 2025، تقديراً لتفردها وأصالتها.
ويشكل هذا التعاون، الأول من نوعه بين أمواج وتجربة طريق البخور في العُلا، خطوةً مميزةً تُعيد وصل العطر بالتاريخ، إذ يفتح "بيت اللبان" أبوابه وسط مباني العُلا العريقة ليقدّم للزوّار بُعداً أعمق لفهم هذا المكوّن النادر. ومن خلال استكشاف طبقات اللبان، من موطنه الطبيعي في ظفار، إلى مكانته التراثية والثقافية والتعرف على دوره في تشكيل طرق التجارة القديمة، تُتيح التجربة رحلة متكاملة يستشعر فيها الزائر العراقة بكل حواسّه.
ويُعدّ وادي دوكة، أحد مواقع "أرض اللبان" -المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو- موطنًا طبيعيًا فريدًا تتولى أمواج رعايته منذ عام 2022 بعد توقيع اتفاقية استراتيجية مع وزارة التراث والسياحة في سلطنة عُمان.
وتكتمل زيارة "بيت اللبان" بتجربةٍ عطرية تفاعلية تُوجّه الضيف لاكتشاف عطر من بين 6 ابتكارات عطرية قدمتها أمواج واعتمدت في نغماتها الأساسية على اللبان.. وفي لحظة شخصية آسرة، يحتضن العطر الزائر ليُشكّل الختام المثالي لهذه الرحلة الغامرة، تاركًا أثرًا عطريًا يبقى في الذاكرة.
ويستقبل "بيت اللبان" الزوار على مدار الستة شهور المقبلة حتى 26 يونيو 2026، وتقام تجارب من يوم الثلاثاء إلى يوم السبت، ابتداءً من الساعة 6:30 مساءً وحتى 9:00 مساءً، باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى أجهزة للغة الصينية (الماندرين).
