سفارتنا في الخارج.. فرحة صادقة باليوم الوطني

 

علي بن سليم الغيلاني

لا تقتصر الاحتفالات باليوم الوطني العُماني المجيد الذي يصادف العشرين من نوفمبر، على ربوع سلطنة عُمان فحسب؛ بل حرصت جميع السفارات العُمانية في جميع أنحاء العالم على إحياء هذا العرس الوطني الذي ينبض بالعراقة والطموح والعلاقات الدبلوماسية المتينة. 

وقد دعت سفارة سلطنة عُمان لدى جمهورية الصين الشعبية الصديقة إلى إقامة حفل استقبال بعرسها الوطني المجيد إحياءً لذكرى مرور 281 عامًا على تأسيس الدولة البوسعيدية منذ عام 1744م على يد الإمام المؤسس السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي، ليكون اليوم الوطني العُماني الأعرق في المنطقة العربية. 

احتفالات السفارة في بكين (1).jpg
 

ويأتي هذا الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية احتفاءً بالمنجزات الوطنية والتاريخية الخالدة التي تعكس عمق العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية، واستكمالًا للعلاقات الصديقة والعريقة القائمة على أسس التعاون المتين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية. 

وقد حضر حفل الاستقبال سعادة تشن وي تشينغ مدير دائرة غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية، وشخصيات رفيعة المستوى من عالم الدبلوماسية والسياسة والاقتصاد والتجارة، والزملاء العرب والأجانب المشاركين في برنامج التبادل الإعلامي (CIPCC)، وسط أجواء تعبق بروح عُمان. 

وفي كلمة ألقاها الوزير المفوض علي بن خلفان الحسني القائم بالأعمال لسفارة سلطنة عُمان لدى جمهورية الصين الشعبية، أشار فيها إلى متانة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وانخراط سلطنة عُمان في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، التي شهدت هذه العلاقات تطورًا ونموًا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية بين الدولتين.

إن نهج سلطنة عُمان في العلاقات الدبلوماسية راسخ، يقوم على الحياد الإيجابي والتوازن والحوار واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، داعيةً إلى تغليب صوت الحكمة واحتواء التصعيد في المنطقة، واعتماد الوسائل السليمة لتسوية النزاعات دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول. 

وما تعيشه سلطنة عُمان هذه الأيام هو استمرار لمسيرة وطنية راسخة قوامها الإخلاص والإنجاز، وتطلّعٌ إلى مستقبل مشرق تُسهم فيه عُمان بفاعلية في صناعة السلام وبناء الحضارة الإنسانية في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه؛ حيث تمضي سلطنة عُمان بثقة نحو تحقيق تطلعاتها الوطنية ورؤيتها الإستراتيجية، وتعزز التوازن بين التنمية والبيئة، وتكرس قيم العدل والتسامح، وتغرس في أبنائها الإيمان بالعمل والمستقبل. 

وشهدت سلطنة عُمان في عام 2025 خطوات نوعية في التحديث الاقتصادي والمالي على المستوى المحلي، شملت تعزيز كفاءة الإنفاق العام، ورفع التصنيف الائتماني إلى درجة الاستثمار، وتوقيع اتفاقيات دولية لدعم الابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب الاستعداد لتطبيق نظام دخل ضريبي تصاعدي يهدف إلى تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتنويع الإيرادات.

وتجاوزت مساهمة الأنشطة غير النفطية 65 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، وانخفض الدين العام إلى نحو 35 بالمائة، مما يعكس ذلك صلابة الاقتصاد العُماني وثقة المؤسسات الدولية في أدائه. 

إنَّ إقامة مثل هذه المناسبات الوطنية خارج السلطنة نافذة تطل من خلالها لتعزيز التفاهم والسلام والوئام بين دول العالم، وإبراز الثقافة العُمانية وتقاليدها وعاداتها الأصيلة.

احتفالات السفارة في بكين (3).jpg
 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z