اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا

 

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

نعيش هذه الأيام المُباركة من نوفمبر المجيد أيام احتفالاتنا باليوم الوطني العُماني بعد ما كانت أيام العيد الوطني ونعيشها بالتحديد في العشرين من نوفمبر، وهما عينان في وجه واحد، ووجهان لعُملة واحدة، وتحولنا إلى يوم التأسيس الماجد وهو تأسيس الدولة البوسعيدية الخالدة والتي انطلق بها الإمام المؤسس أحمد بن سعيد- رحمة الله عليه- من أدم (الساكبية) في مُحافظة الداخلية ليعم أثرها على كل عُمان من مسندم إلى ظفار وليعش بها الشعب العُماني المجيد رغد الحياة والمجد والسؤدد.

هذا العام هو الخامس والخمسين لمسيرة النهضة الحديثة، منها خمس سنوات للنهضة المتجددة التي يقودها بكل حكمة واقتدار ويرفع رايتها عالية خفاقة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وهي أول خمسية في عهده المجيد وبنفس الوقت أول خمس سنوات في رؤية "عُمان 2040".

لقد لاحظت أن هناك بعض الأصوات التي تظهر بين الحين والآخر منددة ومنتقدة، ولكنني من الناس الذين يؤمنون بأنه لا يجب أن ننشر غسيلنا أمام الآخرين، مهما كانت المسببات والمبررات وحتى التحديات والصعوبات.

لقد سبق وكتبت مقالًا أقول فيه إنه لا يجب أن نرمي على رؤية 2040 ما يخصها وما لا يخصها وان كل تصريح من أي مسؤول يذكر فيه وفق رؤية 2040 يجب أن يراجع، وإن كانت هناك مبالغة يتوجب أن يحاسب هذا المسؤول وأن يتم تعميم على جميع وحدات الجهاز الإداري للدولة أنه لا ينسب للرؤية إلا ما يخصها ويعنينها وأنها لا يجب أن تبقى شماعة يعلق عليها كل كسل أو أي إخفاق.

لقد سبق ومررنا برؤية لم تكن ناجحة بكاملها وهي رؤية 2020، وقد أكون متفائلا لو قلت إنها حققت 20 بالمئة مِن أهدافها، ولا نريد أن نخسر رؤية 2040؛ لأنها بُنيت على دراسات معمقة ومسح لجميع محافظات السلطنة دون استثناء والعدد الكبير من اللجان والمختصين والمهتمين والمعنيين. وعليه فإنه بعد مضي 5 سنوات منها وبقي 15 سنة، فإن هذه السنوات المقبلة يتوجب أن تتابع بكل دقة وإتقان سواءً من قبل وحدة متابعة تنفيذ الرؤية أو الجهاز الإداري برمته، وأقترح هنا أن تنشأ في مجلس الوزراء وحدة متابعة جادة لهذه العملية المهمة.

إننا نحمد الله على ما نحن فيه من إنجازات مهمة فقد انخفضت الديون بشكل ملفت وواضح وهذا بحد ذاته إنجاز يتوجب أن نفرح له جميعًا ونفتخر به على الرغم من الصعوبات التي بدأت بها النهضة المتجددة سواءً من انخفاض سعر النفط أو حتى أزمة كرونا التي أثرت على العالم وليس السلطنة فحسب، وهذا بفضل القيادة الحكيمة لمولانا المعظم حفظه الله ورعاه وقيادته بنفسه لدفة السفينة العُمانية المظفرة.

وعليه فيتوجب علينا جميعًا كعُمانيين أن نقف خلفه بكل عزم وإصرار وأن ننظر للغد بعين التفاؤل لا بعين التشاؤم وأن نتأمل الخير ومثل ما يقولون تأملوا الخير تجدوه، وأصبروا فإن الله مع الصابرين، وأن لا ننظر للجزء الفارغ من الكأس فقط، وانظروا للغد بعين الإشراقة والأمل فربنا كبير وإنه على ذلك لقدير.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

الأكثر قراءة