القاتل الآلي الأمريكي.. ما سر دبابة "إم1 إيه3" الجديدة؟

واشنطن – وكالات
سرّع الجيش الأميركي خطوات تطوير دبابة المعارك الرئيسية الجديدة "إم1 إيه3 أبرامز"، في إطار سباق تكنولوجي يهدف لمواجهة تحديات ساحات القتال الحديثة التي باتت تعتمد على الطائرات المسيّرة والضربات الدقيقة والحرب السيبرانية.

وبحسب تصريحات رسمية، من المقرر تسليم النموذج الأولي من الدبابة نهاية العام الجاري، على أن تبدأ اختبارات الاستخدام الميداني خلال 2026، تمهيدًا لمرحلة إنتاج محدود بين عامي 2027 و2028، أي قبل الموعد الأصلي الذي كان متوقعًا بعد 2030.

النسخة الجديدة تستغني عن المحرك التوربيني لصالح نظام دفع هجين يجمع بين الديزل والطاقة الكهربائية، ما يرفع كفاءة الوقود بنحو 40% ويمنح الدبابة مدى أطول وسهولة أكبر في الصيانة. كما خُفّض وزن الدبابة إلى نحو 60 طناً، ما يعزز سرعتها وقدرتها على المناورة ويقلل بصمتها الحرارية.

ستعمل "إم1 إيه3" بطاقم من ثلاثة أفراد فقط، بعد استبدال الملقّم بنظام تلقيم آلي داخل برج الدبابة، على غرار "تي-14 أرماتا" الروسية. ويسهم هذا التحول في خفض حجم البرج وتعزيز حماية الطاقم داخل كبسولة مدرعة.

تركّز النسخة الجديدة على حماية استباقية بدل الاعتماد على الدروع التقليدية، عبر منظومات حماية نشطة لاعتراض القذائف والصواريخ، وأنظمة تشويش لمواجهة الطائرات المسيرة. كما ستُزوّد الدبابة ببرج أسلحة يتم التحكم به عن بُعد، وقدرة على تشغيل مسيّرات صغيرة لأغراض الاستطلاع والضربات الدقيقة.

وتعتمد الدبابة على بنية رقمية معيارية تتيح تحديث البرمجيات والمستشعرات بسرعة، وربطها بشبكات قيادة وسيطرة ومعلومات مع الطائرات والمدفعية والوحدات البرية الأخرى، في نموذج قتالي متكامل يستجيب لدروس حرب أوكرانيا.

أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية أهمية الدبابات في المعارك البرية، لكنها كشفت أيضًا ضعفها أمام المسيّرات الرخيصة والذخائر الذكية، خاصة الهجمات من الأعلى. وقد دفعت هذه الدروس واشنطن إلى إعادة النظر في فلسفة تصميم الدبابات، مع التركيز على حماية الطاقم، والتكامل الشبكي، والاعتماد المتزايد على الأنظمة الذاتية.

تأتي هذه التطويرات في ظل منافسة مع الدبابة الروسية "تي-14 أرماتا" المزودة ببرج غير مأهول ومنظومة حماية نشطة "أفغانيت"، رغم محدودية إنتاجها، ومع الدبابة الصينية "طراز-100" التي دمجت طائرات استطلاع ضمن هيكلها.

ويرى خبراء عسكريون أن "إم1 إيه3" تمثل محاولة أميركية لفرض جيل جديد من الدبابات الذكية الأخف وزنًا والأعلى قدرة على الصمود في بيئة قتالية تزداد اعتمادًا على المسيّرات والأنظمة الرقمية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة