الهوية العمانية والمواطنة

 

 

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

كان الإنسان العُماني منذ القدم متأصل الجذور العربية الأصيلة من حيث الثقافة والحضارة والمعرفة والتاريخ فكانت عروقه الممتدة نحو الحضارات المختلفة هي التي صنعت منه إنساناً مختلفاً قوياً وصلباً وعميقاً صاحب نظرة علمية واعية تنم عن ثقافة عربية وإسلامية عريقة عرف بها الشعب العماني على مدى تاريخه منذ القدم وحتى يومنا هذا فقد كان من الطبيعي أن يكون هذا الرجل العماني متشرب القيم متأصل المبادئ وعريق الفكر والسمو الفكري والحضاري والثقافي.

ومع تعاقب الأجيال على عُمان الدولة والسلطان كان الإرث الحضاري و الثقافي والتاريخي والديني معلوما لدى الشعوب المختلفة فكان لعُمان مكانة كبيرة بين الدول العربية والإسلامية والعالمية خاصة مكانة لا يشوبها أي شيء واضحة ومهمة ومترامية الأطراف فكانت الأنموذج الفخم للإقليم العربي القديم والحديث فكانت لها الصدارة والقمة والنمو .

بقي السمت العماني راسخ الأوتاد بتغير المتغيرات منذ الأزل وبقيت آثاره لدى الفرد العماني الأصيل فكان لحديثه وقار ولحضوره هيبة ولتعامله مسار واضح بل وأصبح مثالا حيا لبرتوكولات الحياة العامة حيث إن الصفات التي تربينا عليها كانت دائما واضحة في طريقة التحدث والتعبير والملبس والسلوك وفي طريقة لبسنا المحتشم وتعاملنا العميق مع الآخرين وحضورنا الفاخر فكان في هدوئنا الكثير من الرسائل الإيجابية وكان في عدم تدخلنا في شؤون الآخرين حياة أخرى ودرس من دروس التعامل مع النَّاس.

إنَّ الحضارة العمانية تعيش حالة استثنائية من التطور التكنولوجي والمعرفي والاقتصادي والثقافي فمنذ بداية السبعينيات والثمانينيات نرى عمان تزهو كدولة عصرية بدأت في تطورها العمراني منذ الصفر وصعدت إلى أعالي القمم فكانت الشوارع التي حفرت الجبال والصخور وكانت الطرق الحديثة والتي تفوق الكثير من دول العالم في جودتها وطريقة تنفيذها من حيث مساراتها الوعرة والتي أثبتت أن عمان والإنسان العماني قادر على المشاركة الفاعلة في رسم خريطة التنمية وتوظيفها بالشكل الصحيح والمناسب والتغلب على أكبر التحديات الاقتصادية أولاً وثم التوسع العمراني على مستوى المنطقة، على الرغم من أننا بدأنا متأخرين نوعًا ما إلا أننا أثبتنا أن عمان وشعب عمان شعب قوي جدا وهذه التحديات الاقتصادية ليست عائقاً أمامه بل هي مصدر قوة يباهي بها دول العالم أجمع في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها الدول النامية من متغيرات اقتصادية وسياسية فعُمان والإنسان العماني الأصيل كان حاضراً في المشهد بقوة .

إن المواطن العماني الذي يعيش حياة طبيعية مستقرة مع المجتمع ينعم بمستويات متفاوتة في مستوى الدخل ولكن مع ذلك فهو يقف دائماً لنصرة وطنه وإن كان هناك الكثير والكثير من الفرص المتاحة للعيش بكرامة فهو المستفيد الأول ومع قلة توفر الوظائف وزيادة عدد الباحثين عن العمل بشكل كبير لا يزال المواطن العُماني صامدا في سبيل الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الدولة ويأمل دائماً أن الفرج قادم والفرح قريب وعمان بلد غنية وافرة الفرص ولابد له أن لا يفقد الأمل فهو في دولة عظيمة كان الإنسان العماني شغلها الشاغل والمحافظة عليه وعلى حقوقه أمر لا بد منه.

وها نحن اليوم نعيش نهضة متجددة في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله  - ومنذ أن تولى زمام الحكم في البلاد فعُمان تعيش فترة نوعية من التطور والازدهار والرفعة فقد أكمل ساعيا ما بدأ به السلطان قابوس بن سعيد  – طيب الله ثراه – في جعل عُمان وشعب عُمان شعبا غنيا متطورا ومزدهرا وشعبا حضاريا قويا يشار إليه بالبنان فكان الإنسان العماني العظيم.

الأكثر قراءة