د. سعيد الكثيري
الشئ الذي لا يعلو عليه في هذه المرحلة بعد تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، هو وضع رؤية شاملة جامعة توحد الموقف الفلسطيني في المعركة السياسية القاسية التي قد لا تقل اهمية عن الميدان؛ فهي معركة استثمار وتوظيف حقيقي للتضحيات الجسام التي لم يبخل بها الشعب الفلسطيني فداءً لعزته وكرامته وحقة في تقرير المصير.
إنها مرحلة حصاد ما زرعه الشهداء "ليروا ما قد سقوا بالدم غرسة"، ومنها تأتي أهمية توحيد الصف وتعزيز الصمود السياسي والمجتمعي وتثبيت نصر غزة كنقطة تحول في مسار التحرر الوطني.
ويتطلب الأمر إعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية لتشمل جميع القوى الوطنية التي تتمسك بالثوابت الكبرى للقضية الفلسطينية، مع تفعيل أدوات القانون الدولي والتضامن العالمي لمحاكمة الاحتلال على جرائمه.
وتبرز كذلك أهمية وضرورة رعاية الجرحى وعائلات الشهداء والأسرى باعتبارهم عماد هذا النصر المبين.
وتبقى غزة شموخ وعزة.
