قادة الصناعة العالمية يتبادلون الرؤى في مسقط حول مستقبل الصلب العربي بمشاركة 300 شركة دولية

 

 

الرؤية-ريم الحامدية

تصوير/راشد الكندي

انطلقت، الأربعاء، فعاليات قمة الصلب العربي 2025 في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، والتي تستمر لمدة يومين، تحت رعاية معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وبمشاركة أكثر من 600 من المسؤولين والمستثمرين والخبراء وممثلي الشركات الإقليمية والعالمية في قطاع الحديد والصلب، بتنظيم من الاتحاد العربي للحديد والصلب وشركة فالي.

وتعد القمة منصة فكرية وصناعية تجمع بين الرؤى الحكومية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية في حوار شامل حول مستقبل صناعة الحديد والصلب في المنطقة العربية، عبر جلسات حوارية رئيسية تناولت محاور استراتيجية تشمل رؤى قادة الصناعة العربية لمستقبل القطاع، وأمن الإمدادات وسلاسل القيمة، والسياسات الحمائية الجديدة، ودور الابتكار والتقنيات الحديثة في تعزيز التنافسية والاستدامة، إلى جانب جلسات متخصصة حول التحول البيئي والتكنولوجي في قطاع الصلب وبناء اقتصاد دائري يعتمد على إعادة التدوير والخردة الصناعية، بالإضافة الى تنظيم معرض متخصص سلط الضوء على أحدث التقنيات والمشروعات الصناعية في مجال صناعة الحديد والصلب.

وفي كلمته، قال معالي قيس بن محمد اليوسف إن هذه القمة تستمد مكانتها الرائدة من خلال المشاركة الواسعة التي حظيت بها، إذ يضم هذا الحدث ما يقارب من ٦٠٠ مشارك يمثلون نحو ٣٠٠ شركة عالمية من ٢٠ جنسية مختلفة، إلى جانب أكثر من ٢٠ عارضًا من كبرى الشركات الصناعية العربية، وقرابة ٤٠ متحدثًا من الخبراء وصنّاع القرار وقادة الصناعة على المستويين العربي والدولي.

وأضاف معاليه: "لقد أرست رؤية عُمان 2040، التي أطلقها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله ورعاه- ملامح اقتصاد وطني قائم على التنويع والإبداع والاستدامة، وتُتابع مؤشرات أدائها وتحرص على تنفيذها جميع وحدات الدولة بجدٍّ والتزام، وفي هذا الإطار، وضعت الإستراتيجية الصناعية 2040 القطاع الصناعي في صدارة الأولويات الوطنية، عبر مستهدفات طموحة تشمل زيادة مساهمته في الناتج المحلي، وتعزيز الصادرات الصناعية غير النفطية، وتوسيع القاعدة الإنتاجية القائمة على المعرفة والتقنيات الحديثة".

وأشار إلى أن قطاع صناعات الحديد والصلب في سلطنة عُمان يعد من أبرز القطاعات الصناعية الواعدة، إذ يسهم بنحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي، واستقطب استثمارات تُقدَّر بمليارات الدولارات، ويعمل في هذا القطاع مئات الكوادر الوطنية المؤهلة، فيما تشكل صادرات منتجات الحديد والصلب ما يقارب 40% من إجمالي الصادرات الصناعية لسلطنة عمان.

وأكد سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، أن استضافة سلطنة عُمان لقمة الصلب العربي 2025 تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات عميقة في سلاسل الإمداد والطاقة والتكنولوجيا، ما يفرض على الدول العربية تعزيز التكامل الصناعي وتبني استراتيجيات جديدة لمواكبة المتغيرات العالمية، لافتا إلى أن القمة تمثل فرصة مهمة لالتقاء المستثمرين في هذا القطاع، ومنصة للتعريف بالمزايا التنافسية للقطاع الصناعي في سلطنة عُمان، بما يسهم في جذب استثمارات نوعية تعزز من تنافسيته الإقليمية والدولية.

من جانبه، أوضح المهندس خالد بن سليم القصابي مدير عام الصناعة في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن جلسات القمة ناقشت قضايا جوهرية مثل فائض الإنتاج العالمي والسياسات الحمائية الجديدة، وأمن إمدادات المواد الخام، ومستقبل تكنولوجيا الاختزال المباشر في ظل تغيرات أسعار الطاقة، كما تم تسلط الضوء على الدور المتنامي للبحث العلمي في تطوير حلول إنتاجية أكثر استدامة وكفاءة.

وجمعت الجلسة الافتتاحية نخبة من كبار الرؤساء التنفيذيين في قطاع الصلب العربي والعالمي في حوار مفتوح حمل عنوان "رؤى قادة الصناعة لمستقبل الصلب العربي"، بمشاركة أحمد عز، رئيس شركة حديد عز ورئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب، وعبدالقادر المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة حدِيد، سعيد غمران الريميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إمستيل، والدكتور محمد الفقيه، رئيس مجلس إدارة شركة الحديد والصلب الليبية.

وتناول الحوار أبرز التحديات التي تواجه القطاع في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية، ومتطلبات التحول نحو إنتاج منخفض الانبعاثات، وأهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة لرفع كفاءة الإنتاج وتحسين القدرة التنافسية.

وأكد المتحدثون ضرورة تنسيق الجهود العربية لضمان تكامل سلاسل الإمداد وتعزيز استقرار الأسواق، إلى جانب الدور المحوري للحكومات في صياغة سياسات صناعية وتشريعية تشجع الابتكار والاستثمار طويل الأمد. كما تطرّق النقاش إلى أهمية تطوير الكفاءات الوطنية واستقطاب المواهب الشابة بما يضمن استدامة نمو الصناعة وتطورها في المرحلة المقبلة.

شهدت الفعالية افتتاح المعرض الدولي المصاحب للقمة، الذي يُعد منصة مهنية متخصصة لعرض أحدث التقنيات والحلول الصناعية في مجال الحديد والصلب، بمشاركة شركات ومؤسسات من داخل السلطنة وخارجها.

وقال صالح المصلحي، الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمشاريع الحديد الأخضر بشركة فالي: "إن اختيار سلطنة عُمان لاستضافة هذا الحدث يعكس الثقة الدولية في موقعها الاستراتيجي وقدرتها على احتضان الشراكات الصناعية الكبرى، مؤكدًا أن التعاون القائم بين فالي والجهات الحكومية في السلطنة يُجسّد نموذجًا عمليًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويُمهّد لبناء قاعدة إنتاج إقليمية تدعم أهداف الاستدامة والنمو الاقتصادي في العالم العربي".

وأوضح أحمد عز، رئيس شركة حديد عز ورئيس الاتحاد العربي للحديد والصلب أن انعقاد القمة في سلطنة عُمان يأتي ترجمة للتعاون الوثيق بين الاتحاد والدول الأعضاء لتعزيز مكانة الصناعة العربية في الاقتصاد العالمي، مشيدًا بالمستوى التنظيمي المتميز وبحضور أبرز المؤسسات والشركات العاملة في القطاع.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة