حيدر بن عبدالرضا اللواتي
تُؤدِّي الغرف التجارية والصناعية في العالم دورًا كبيرًا في العمل الاستراتيجي الإعلامي المُتكامل بالرغم من أنَّ هذه المؤسسات ليست جهات إعلامية في الأساس، إلا أنَّها تترك أثرًا كبيرًا في دعم وتوجيه الإعلام الاقتصادي والقطاعي من خلال التركيز على مسائل التوعية والتثقيف الإعلامي. ويكمن هذا الدور في نشر المعلومات الاقتصادية والتجارية ذات الصلة بأعضاء الغرف من التجار، والصناعيين، والمستثمرين وجهات أخرى، بالإضافة إلى إنتاج تقارير، ونشرات، ومقالات، ومقابلات تسلّط الضوء على قضايا السوق، وتوعية الرأي العام بدور القطاع الخاص في التنمية.
وخلال الآونة الأخيرة، بذلت غرفة تجارة وصناعة عُمان دورًا إعلاميًا كبيرًا في معرض الامتياز العُماني السعودي، الذي شهد خطوة تجارية للمشاريع العُمانية نحو العالمية. فمن خلال الامتياز التجاري يمكن تحويل المشاريع الصغيرة الناجحة إلى امتيازات وطنية وهو استثمار استراتيجي يمكن أن ينشر النجاح بين الشباب، ويبني علامات وطنية تنافسية، ويُسهم في تنويع الاقتصاد بالإضافة إلى قيامها بالربط بين الابتكار وريادة الأعمال والاستثمار المحلي.
مركز الامتياز التجاري بغرفة تجارة وصناعة عُمان يخطو اليوم خطواتٍ عديدة ومتنوعة في تعزيز العلامة التجارية التي لا تقل قدرة عن العلامات التجارية الخليجية والعربية الأخرى، ويمكن الترويج لها في الأسواق الغربية والآسيوية، حيث هناك العديد من السلع والمنتجات والخدمات التي تشتهر بها الأسواق العُمانية في مجال إنتاج الأغذية والمشروبات والحلويات وبجودة كبيرة، والتي يمكن أن تجد لها أسواقًا في الدول الأخرى. ويمكن من خلالها بناء علامات تجارية عُمانية والتنافس على مستوى الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، ومضاعفة القيمة المضافة لها في العمل الاقتصادي.
إنَّ العلامة التجارية "الفرنشايز" يُمكن من خلالها تعزيز ريادة الأعمال في البلاد، وهذا ما هدف إليه معرض الامتياز العُماني السعودي الذي استضافه مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض مؤخرًا بحضور العديد من الشخصيات العُمانية والسعودية؛ حيث شهد إقبالًا كبيرًا من الحاضرين والمتابعين للحدث من خلال وسائل الاتصالات والتقنيات الحديثة، وبلغ عدد المشاهدات للحدث أكثر من 10 ملايين مشاهدة؛ الأمر الذي يؤكد رغبة رواد الأعمال والتجار العُمانيين والسعوديين في معرفة نوعية السلع والخدمات التي توفرها المؤسسات العُمانية والسعودية للمستهلكين في العالم، والتي يتميز معظمها بالجودة وقوة المعايير والامتيازات في مضمونها. كما تم استقبال ما يزيد عن 600 طلب للمشاركة من قبل الشركات الراغبة في معرفة تفاصيل تلك المنتجات وكيفية الحصول على الامتياز التجاري في دولها، خاصة وأن هذا الحدث أسفر عن جذب ومشاركة أكثر من 100 شركة وعلامة تجارية من مختلف القطاعات الاقتصادية لتكون حصيلة هذا العمل توقيع أكثر من 130 عقدًا تجاريًا ومنح حقوق الامتياز التجاري لها، الأمر الذي يتيح الفرصة للعلامات العُمانية والسعودية للتوسع في عدة دول في العالم.
وشهد الحدث توقيع الغرفة مذكرة تعاون مع بنك التنمية؛ لتدشين برنامج تعاون لتمويل الفرص الاستثمارية بين مركز الامتياز التجاري وبنك التنمية؛ الأمر الذي يوفر التمويل اللازم لأصحاب المشاريع الراغبين في الحصول على حق الامتياز التجاري. وجرى خلال هذه الفعاليات تنظيم منتدى اقتصادي؛ حيث تم توقيع اتفاقية لإنشاء شركة عُمانية سعودية بالسعودية تحت مسمى "7 G" لتقديم الخدمات السياحية، وإنشاء المتنزهات وتنظيم المؤتمرات والمعارض والفعاليات والمهرجانات الدولية وخدمات وتسويق العلامات والامتيازات التجارية.
مثل هذه الخطوات من شأنها توسيع العلاقات الاقتصادية العُمانية السعودية وتوفير فرص التعاون بين المؤسسات في البلدين وتقوية الشركات الوطنية في التوسع الكمي والنوعي بالإضافة إلى التسريع من وتيرة العمل في مختلف المجالات التجارية المتاحة.
إنَّ هذه الأعمال التجارية تُمثِّل فرصًا نوعية للتَّعاون بين التجار العُمانيين والسعوديين وأصحاب الأعمال في مختلف القطاعات التي تشمل الصناعة، والسياحة، واللوجستيات، والتقنية، والطاقة المتجددة وغيرها، وتمنح الجانبين فرص تبادل المعلومات والخبرات والحصول على حقوق الامتياز التجاري في الأسواق المحلية.
لقد توسعت الأعمال التجارية بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية خلال العقدين الماضين بعد تأسيس مجلس الأعمال العُماني السعودي المشترك، الذي استمر في عمله بعد التأسيس في فتح قنوات تجارية مباشرة بين التجار العُمانيين ورواد وأصحاب وصاحبات الأعمال؛ الأمر الذي ساهم في تعزيز دور القطاع الخاص في البلدين، وأتاح الفرصة للشركات بتعزيز استثمارتها وتأسيس الشركات في إطار رؤية "المملكة 2030"، ورؤية "عُمان 2040"، مع توفير بيئة أعمال تجارية تتميز بمرونة أكبر في عمليات الإنتاج والتصنيع والترويج والتسويق.