مسقط - الرؤية
أكد الدكتور أحمد توفيق المدير العام لمجموعة دول الخليج في شركة روش للأدوية، أن صحة العيون باتت تمثل أولوية متنامية في مجال الصحة العامة عالميًا، في ظل التحديات المرتبطة بالتقدم في العمر، وارتفاع معدلات الإصابة بالسكري، والأمراض الناتجة عن أنماط الحياة الحديثة. مشيرًا إلى أن مشاكل البصر لا ترتبط بفقدان الرؤية فقط، بل تؤثر كذلك على الاستقلالية، والمشاركة الاجتماعية، والإنتاجية الاقتصادية للأفراد.
وأوضح الدكتور توفيق أن بيانات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من 2.2 مليار شخص يعانون من ضعف البصر، بينهم ما لا يقل عن مليار حالة كان بالإمكان الوقاية منها أو علاجها عبر التدخل المبكر. لافتًا إلى أن أمراضًا شائعة مثل اعتلال الشبكية السكري، والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، وانسداد الوريد الشبكي، تزداد انتشارًا بين المرضى المصابين بالأمراض المزمنة. وأضاف أن الحل لا يكمن في العلاج وحده، بل في الكشف المبكر، والتدخل في الوقت المناسب، والإدارة الفعّالة على المدى الطويل.
وأشار إلى أن التطورات الحديثة في طب العيون، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر والدقيق، وتوظيف البيانات الواقعية (RWE) لتكييف الحلول عالميًا بما يتناسب مع الاحتياجات المحلية، فتحت آفاقًا جديدة أمام المرضى. مؤكدًا أن "روش" تؤمن بأن مستقبل طب العيون يعتمد على الدمج بين العلاجات المبتكرة والأدوات الرقمية التي تعزز دقة التشخيص والعلاج والمتابعة.
وأضاف: «نحن في روش فخورون بالمساهمة في تطوير النظام الصحي في سلطنة عُمان، من خلال تعاوننا الوثيق مع وزارة الصحة، وأطباء العيون، والشركاء الإقليميين، بهدف تقريب ابتكاراتنا من المرضى. وتشمل مبادراتنا دعم أدوات تقييم التكنولوجيا الصحية (HTA)، بما يتيح اتخاذ قرارات دقيقة وتعظيم الاستفادة من الموارد، خصوصًا في مجالات حيوية مثل طب العيون».
كما نوّه إلى رعاية "روش" لمؤتمر الجمعية الأوروبية لأخصائي الشبكية (EURETINA) مؤخرًا، والذي جمع أبرز الخبراء العالميين في مجال الشبكية، مشددًا على أهمية الاستفادة من مثل هذه المبادرات لتعزيز الخبرات ونقل المعرفة وتطوير برامج مماثلة في سلطنة عُمان.
وبيّن أن نجاح الجهود الصحية لا يعتمد على العلم وحده، رغم أهميته، بل يتطلب كذلك شراكة حقيقية، وتبادلًا للمعرفة، وبناء القدرات المحلية، مع دمج صوت المريض في كل مراحل الاكتشاف والرعاية الصحية، لضمان استجابة الحلول للاحتياجات الطبية والإنسانية معًا.
واختتم الدكتور توفيق بالتأكيد على أن التحول الجاري في القطاع الصحي بسلطنة عُمان، والمتماشي مع رؤية عُمان 2040، يفتح المجال لترسيخ صحة العيون كأولوية وطنية أساسية، عبر إدماج الوقاية والكشف المبكر والابتكار المتمحور حول المريض في المنظومة الصحية. وأضاف: «إن المستقبل يتطلب استمرار الشراكة، والاستثمار، وتوحيد الهدف. وبالعمل مع شركائنا في الرعاية الصحية في عُمان، يصبح بناء برامج مستدامة لصحة العيون أمرًا ممكنًا… لأن بصركم هو رؤيتنا».