"معًا نتقدم".. رؤية سلطان مُلهم

 

 

مدرين المكتومية

ذات يوم كان خالدٌ يحلم بأن يكون مهندسًا، وتتطلع سارة لأن تصير مُعلِّمة، أما ريم فرغبة الالتحاق بعالم الهندسة لم تُفارقها وسعت لها سعيًا حثيثًا، بينما وجد فيصل أنَّ العمل الإداري مجال أرحب للتفاني والإخلاص، وتوجّهت خلود إلى ميدان الطب ليكون وسيلتها نحو خدمة المجتمع بصورة أفضل.. هذه ليست حكايات فردية؛ بل سيرة عامة لمجتمع فتيّ يُؤمن ويرغب بكل طاقته في خدمة وطنه، وسلطانه المُفدّى المُلهِم.. هي ليست مجرد أحلام خاصة صغيرة، لكنها قطع فُسيفسائية لتحقيق الحُلم الأكبر، حُلم بناء وطن مُزدهر عامر بطاقات أبنائه الأوفياء، وأن تظل عُمان بلد الفرص وتحقيق الأحلام في مستقبل أكثر إشراقًا.

وتحقيق هذا الحُلم مبنيٌ على الطريق الذي اختاره كل منهم وعلى الأوضاع والتحديات التي عاشها أيضًا؛ فالأحلام تتشكل لدى الإنسان وفق حيوات مختلفة كل شخص منَّا عاشها بظروفها الجميلة والقاهرة منها لكنه في النهاية لم يتوقف عن الحلم لأنه الخلاص بالنسبة له وبصيص الأمل نحو أُفق أكثر رحابة واتساعاً.

ولأنَّ الوطن هو الأساس، لم يكن هؤلاء جميعًا إلا أبناء مرحلة تؤمن بهم، وتؤمن بأهمية إشراكهم في أخذ القرار وبناء أولويات النجاح ومن هنا تأتي أهمية انعقاد ملتقى "معًا نتقدَّم"، الذي يترجم رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لأبنائه واهتمامه بأن يكونوا جزءًا لا يتجزأ من بناء النهضة المتجددة لعُمان، والحرص على مَدّ جسور التواصل بين الحكومة والمجتمع ولتكون المشاركة الوطنية في وضع وصياغة السياسات والتوجهات المستقبلية قريبة من الأبناء وبشراكة معهم كونهم أساس هذا البناء والتقدم.

الرغبة السامية نحو بناء هذا الوطن ترتكز على فكرة أنَّ النهضة لا تتحقق فقط عبر الخطط الحكومية؛ بل من خلال الصورة الكبيرة القائمة على إشراك المجتمع وتعزيز وعي المواطن بأهمية إسهاماته المباشرة في صناعة القرار واختيار المناسب.

ومع انطلاق مرحلة التصويت لاختيار موضوعات النسخة الرابعة للملتقى، فنحن أمام لحظة بالغة الأهمية في مسيرنا الوطني، لأن الملتقى يمثل فعليًا محطة مهمة في هذا الطريق، خاصةً وأن مرحلة التصويت لا تُمثِّل إجراءً تنظيميًا وحسب، وإنما تعكس ثقة القيادة في المجتمع، وإيمانها التام بأنَّ التقدم الحقيقي يتحقق بالشراكة وتبادل الرؤى.

الرؤية السامية تؤكد أن المواطن ليس مجرد مُتلقٍّ بقدر ما هو شريك أصيل في مراحل التنمية، وذلك من خلال التصويت على اختيار ما يُشكِّل لديه أولوية وطنية عبر متابعة الإنجازات والبحث عن الفرص الواعدة في المجال الاقتصادي، وكذلك في عملية تجويد الخدمات الحكومية.

من هنا يأتي دور أبناء المجتمع ودور الشباب بالدرجة الأولى للمشاركة والإسهام في ذلك، ولذلك هنا يجب على كل من شهد وعبير وسعيد وطارق وراشد وحسن أن يكونوا شركاء فاعلين ولديهم رغبة داخلية أن يكونوا جزءا لا يتجزأ من هذا الملتقى الذي من شأنه أن يُغير الكثير ويقدم الأفضل، هو المنصة الحقيقية لنقل الصورة الواقعية لكم وبكل ما ترغبونه لعُمان التي تحبون وتطمحون.

 

كما لاحظنا جميعًا أن الملتقى ومنذ انطلاقه فهو منصة وطنية فاعلة لتقريب المسافات وتقريب الأفكار بين الحكومة والمجتمع والتي تقوم على الشفافية وتفتح المجال أمام الجميع للإسهام في وضع السياسات العامة وهو ما يؤسس لمعادلة جديدة تقوم على الشراكة "المتوازنة" من حيث قيام الحكومة بوضع الآليات والأطر، ويقوم المجتمع بدوره بالعمل على إثراء ذلك من خلال وضع طموحاته وترجمتها في تصورات مطروحة.

فكلما زادت المشاركة المجتمعية، ساهم ذلك في ترسيخ أسس الوحدة الوطنية التي ينعكس دورها إيجابًا نحو قدرة عُمان على التقدم بثبات، وبذلك يصبح التصويت لاختيار موضوعات ملتقى "معًا نتقدم" مسؤولية وطنية وليس مجرد خيار؛ فهو فرصة لكل أبناء المجتمع وكل مواطن يؤمن بنفسه وبوطنه في أن يكون شريكًا حقيقيًا في صناعة الغد تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وبإرادة أبناء عُمان الاوفياء ستمضي مسيرة التقدم والبناء نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

الأكثر قراءة