جلالة السلطان يلتقي مع شعبه من النقطة الصفر

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

بكل تواضع وبساطة وسهولة ويُسر وبلا حراسة ولا قيود ولا موانع ولا حواجز ولا تعقيدات ولا بروتوكول ولا مبالغة، وهو بنفسه يقود سيارته الشخصية التي تحمل رقمًا غير مميز، وهو رقم عادي جدًّا ي21927، بهذه السهولة والبساطة يلتقي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه أبناء شعبه الوفي المحب له، وعلى يمينه معالي السيد وزير الداخلية بصفته المسؤول عن الولايات والشؤون الداخلية في السلطنة.
في زيارة تفقدية شاملة وهامة يوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025؛ وذلك للاطلاع على أوضاع شعبه وتلمُّس ما يرغبون به من تنمية ونماء ورقي وتحضُّر بلا حراسة ولا تشدد، التقى -حفظه الله- مواطنيه من أبناء ولايات محافظتي ظفار والوسطى.
وقد بلغتني بعض الاتصالات من أبناء هذه الولايات الذين يطالبون بضرورة معرفتهم مسبقًا للقيام بالواجب الذي يليق بمقام جلالته السامي، ولكن الظاهر أن مولانا أرادها عفوية وتلقائية بلا تكلف ولا رسميات. والحقيقة أن أبناء ولايات طاقة ومرباط الذين مر الركب السامي بهم على حين غفلة قد أبلغوا من يليهم من أبناء الولايات الأخرى بأن المقام السامي قادم إليكم، وقد قام أبناء هذه الولايات وعلى عجل وبسرعة وعفوية بالاصطفاف على جانبي الطريق شيبًا وشبانًا، ذكورًا وإناثًا، كبارًا وصغارًا، وطلاب مدارس مُحيِّين المقام السامي من منطقة الصفر، تغبطهم فرحة قدومه المبارك. وكان جلالته -حفظه الله- عندما يقترب منهم يخفف السرعة إلى أدنى مستوياتها ليحيي ويُلوح بيديه الكريمتين المباركتين لهؤلاء وهؤلاء، حتى لا يغفل ولا يهمل أي طرف أو جانب، حرصًا من لدن جلالته على جميل مشاعرهم وحبهم وولائهم وانتمائهم لسلطانهم ومحبتهم ووفائهم له.
هكذا هي المشاعر الوجدانية والعفوية عندما تتواصل بين القمة والقاعدة، وكأنها دماء تجري في شريان واحد لا ينفصل ولا ينقطع ولا يتوقف تدفقه.
وهكذا تأكدت من العفوية والتلقائية والبساطة السامية التي أرادها مولانا -حفظه الله ورعاه-.
هكذا هي عُمان، وهذا نهجها وديدنها: الحاكم والمحكوم فيها على نبض ووجدان واحد، وحبل مشدود لا ينقطع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فدُمت يا سلطاننا للمجد عنوانًا، ولأبناء شعبك نبضًا ووجدانًا.
إن نقطة الصفر في أغلب دول العالم تُستخدم في الحروب والمنازعات، ولكننا في سلطنة عُمان نستخدمها في التواصل والتقارب والتآلف والانسجام والمحبة والوئام.
وهذا التلاحم الوطني بين القيادة والشعب وبين شعب عُمان وسلاطينها جعلنا اليوم -ولله الحمد والفضل والمنة- نسجل رقم صفر في الحروب وكذلك في الإرهاب.
لله درك من بلدٍ وسلطانٍ وشعبٍ.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

الأكثر قراءة