غزة تنتصر للدولة الفلسطينية

 

د. سعيد الكثيري

يعد الاعترافُ الدولي بدولة فلسطين وخاصة من دول الاستعمار التي زرعت الكيان المسخ في فلسطين، إنما هو اعتراف بجريمتها التاريخية من جهة، وهو في المقام الأول استحاق تاريخي وقانوني تأخر كثيرا بسبب الاستعمار الذي رسخ جذور الاحتلال بالظلم والاستبداد للشعب الفلسطيني.

وقد رحبت المقاومة بهذا الاعتراف كخطوة لتعزيز الحقوق الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير، على أن يقترن الاعتراف الخطابي بخطوات عملية ملزمة للكيان الغاصب بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال ليتجسد في التحرير الكامل للأرض والمقدسات واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة و الاستقلال، كما صاغت حروفه دماء الشهداء وصبر الأمهات واشلاء الأطفال.. ولكن الحذر من غدر أهل الغدر بأن يتحول الاعتراف الخطابي إلى مؤامرة للالتفاف على تضحيات وصمود الشعب الفلسطيني ومحاصرة المقاومة وتحويل الصمود إلى استسلام وهزائم أخرى للأمة. 

 لذلك لا بُد من دعم صمود الشعب الفلسطيني وكفاحة الدؤوب من أجل الحرية والاستقلال الناجز.

غزة اليوم تنتصر للدولة الفلسطينية وتثبت للعالم أن الإرادة أقوى من الحصار وأن المقاومة ليست دفاعاً عن الأرض فقط، بل دفاع عن حق الشعب في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة كعنوان للكرامة والصمود ومشروع للحرية والتحرير، ودرع للأمة في مواجهة مؤمرات التصفية والحصار، وتؤكد غزة بأن الحقوق لا تُستجدى وإنما تُنتزع بالتضحيات.
إن ما يجري اليوم هو تعبير عن  مرحلة تاريخية مهمة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني تُحتِّم على العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي يباد ويجوع لدفعه للقبول بالتهجير من أرضه، والعمل على وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة وإنهاء الحصار.

ويظلّ الحق الفلسطيني مقياسًا للاعتراف بالحق وامتحانًا أخلاقيًا وإنسانيًا للبشرية والتأكيد على عدم شرعنة الاحتلال؛ بل وتجريم مؤامرة  التذويب والتصفية، أو اختزال الحقوق  في مساعدات أو اتفاقيات ناقصة مُذلة تحوَّل الضحية إلى متَّهَم وتستبدل الحق بالباطل والحرية بالاستبداد والصمود بالاستسلام.
وتبقى غزة شموخ وعزة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة