وانغ شي شيوان
في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من تقلبات متسارعة، يواصل الاقتصاد الصيني مسيرته بخطى ثابتة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول سر هذه القدرة على التماسك والتقدم. الجواب يجسده البرنامج التلفزيوني الخاص "قراءة في فكر شي جين بينغ الاقتصادي"، من إنتاج مجموعة الصين للإعلام بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، ليفتح نافذة فريدة أمام العالم لاستكشاف أسرار الاقتصاد الصيني.
يُركِّز البرنامج على أبرز المناقشات الاقتصادية للرئيس شي جين بينغ، بدءا من مفاهيم التنمية الجديدة وصولاً إلى بناء القوى الإنتاجية الحديثة النوعية. وقد نجح بأسلوب سلس ومبسط في تقديم قراءة معمقة لهذا الفكر وما يتضمنه من رؤية استراتيجية ومشاعر نحو الشعب ومنهجية علمية.
منذ انطلاقه، أثار البرنامج تفاعلا واسعا؛ حيث سجل أكثر من 403 ملايين مشاهدة عبر وسائل الإعلام المختلفة في دورته الأولى من البث. كما تميز بتصميمه الدقيق لفقرات مثل "أسئلة العصر"، و"تحليل الفكر" وغيرها، مستندا إلى أكثر من 100 دراسة حالة عملية من القاعدة الشعبية، مدعومة بتحليلات أكثر من 40 مراقبا، وبهذا يتحول الفكر الاقتصادي المجرد إلى تصورات حية يسهل فهمها، مما يمكن الجمهور من استيعاب جوهر فكر شي جين بينغ الاقتصادي بصورة أوضح.
لا يقتصر فكر شي جين بينغ الاقتصادي على رسم ملامح التنمية الاقتصادية للصين فحسب، بل يمثل أيضا دورا محوريا على الساحة الدولية. ففي وقت يشهد فيه العالم صعوبات متزايدة في التعاون الاقتصادي وتصاعد نزعة الأحادية، يدعو فكر شي جين بينغ الاقتصادي إلى تعزيز العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا ومنفعة متبادلة وتوازنا وفوزا مشتركا.
وخلال هذا العام، أجرى الرئيس شي جين بينغ زيارات دولة ناجحة إلى عدد من دول جنوب شرق آسيا وروسيا، كما حضر النسخة الثانية من قمة الصين- آسيا الوسطى، محققًا نجاحات لافتة على صعيد دبلوماسية رئيس الدولة. وقد لاقت دعوته إلى بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتعزيز التعاون في سلاسل الصناعة والإمداد أصداء إيجابية واسعة في مختلف الدول، وأسهمت في دفع التعاون الاقتصادي الإقليمي نحو آفاق جديدة، وهو ما يشكل تطبيقا عمليا حيًّا للفكر على المستوى الدولي.
يبعث برنامج "قراءة في فكر شي جين بينغ الاقتصادي" رسالة واضحة للعالم، تؤكد عزم الصين على المضي قدمًا في دعم عولمة اقتصادية أكثر صحة وتوازنًا. كما يفتح أمام الدول الأخرى مسارات جديدة للتعامل مع التحديات الاقتصادية، ويساعدها على السير معًا نحو مستقبل واعد.
ما يشهده الاقتصاد الصيني من نمو لا يقتصر نفعه على الشعب الصيني وحده، بل يسهم أيضاً في تعزيز النمو والاستقرار الاقتصادي العالمي. ومن خلال هذا البرنامج، يصبح بمقدور العالم أن يفهم بصورة أفضل فلسفة الصين التنموية وتجاربها العملية، ومن ثم تعزيز التعاون مع الصين لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية بشكل مشترك.