النقل الجوي الأكثر أمانًا

 

 

علي بن سالم الراشدي

 

يظل النقل الجوي الأقل حوادث والأكثر سلامة مقارنة بوسائل النقل التي اخترعها الإنسان حتى الآن؛ فهناك آلاف الرحلات التي تجوب سماء الارض يوميا ولا تسجل أيّ حوادث تذكر فيما عدا حوادث نادرة جدًا بسبب ظروف طارئة لم تكن في الحسبان.

ومع تطور وسائل السلامة يشهد هذا القطاع تراجعا متسارعا في عدد الحوادث، فعلى سبيل المثال سجلت حوادث الطيران خلال العام المنصرم 2024 نسبة 0.1% فقط وهي نسبة متدنية جدا جدا مقارنة بحوادث النقل الأخرى وعلى رأسها النقل البري الذي يسجل حوادث مميتة يوميا تصل إلى مئات الضحايا.

ووفقًا لتقارير السلامة الجوية "فإن احتمال وقوع حادث مميت في كل رحلة طيران تجارية هو أقل من 1 في كل 10 ملايين رحلة، ومقارنة بالسيارات فإن معدل الوفيات في حوادث الطرق أعلى بكثير (حوالي 1.3 مليون وفاة سنويًا عالميًا مقابل أقل من 500 في حوادث الطيران)".

هذا السجل النظيف من الحوادث جعل من السفر جوًا هو المفضل لدى كثير من المسافرين فهو علاوة على سرعة الانتقال والوصول يوفر الوقت وكذلك الأمن والراحة النفسية.

ولكن لماذا السفر جوا أكثر أمنًا من وسائل النقل الاخرى؟

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى هذا الأمر يمكن أن نختصرها في عدد من النقاط وذلك بالرجوع إلى النشرات المتخصصة وكذلك بيانات منظمة السفر الدولية.

أولًا: التكنولوجيا المتقدمة، فالطائرات مجهزة بأنظمة متطورة مثل أنظمة الملاحة الآلية، والرادارات، وأجهزة كشف الأعطال المبكرة، مما يقلل من احتمالية الأخطاء، ويتم تصميم الطائرات بمعايير هندسية صارمة، مع أنظمة احتياطية متعددة (مثل محركات إضافية وأنظمة كهربائية بديلة) للتعامل مع أي عطل محتمل.

ثانيًا: التنظيم والرقابة الصارمة؛ فصناعة الطيران تخضع لرقابة مشددة من قبل الوكالات والمنظمات الدولية المختصة مثل المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، كما يتم فحص الطائرات بشكل دوري ودقيق قبل كل رحلة، مع صيانة مستمرة لضمان سلامتها.

ثالثًا: التدريب المكثف للطيارين وأطقم الطائرة حيث يخضع الطيارون لتدريبات مكثفة ومحاكاة للتعامل مع حالات الطوارئ المختلفة، مما يزيد من قدرتهم على التعامل مع المواقف النادرة، كما أن أطقم الطائرات مدربون على إجراءات السلامة وإدارة الأزمات.

رابعًا: إدارة حركة الطيران؛ حيث تقوم أنظمة مراقبة الحركة الجوية (ATC) بمراقبة الطائرات في الجو وعلى الأرض، مما يقلل من مخاطر التصادمات أو الحوادث، كما يتم تخطيط المسارات الجوية بعناية لتجنب الظروف الجوية السيئة".

هذه العوامل التي ذكرتها سابقا والمقتبسة من بروتوكولات سلامة الطيران تجعل الحوادث شبه منعدمة، ولكن بسبب التركيز الإعلامي على أي حادث جوي يثار موضوع السلامة الجوية لدى الناس بين الحين والآخر.

وختامًا.. سيظل النقل الجوي الأكثر أمانا بين جميع وسائل النقل التي اخترعها الإنسان حتى اليوم، وسيظل الاعتماد عليها في تزايد مستمر بعد التوسع الذي تشهده شركات الطيران الدولية والتي تدخل سنويا عشرات الطائرات إلى خطوطها المتشابكة والمتنامية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة